هنا اوروبا

لاجئ غامبي في ألمانيا يعمل على بناء جسور ثقافية

هرب من وطنه غامبيا ووصل إلى ألمانيا بعد رحلة شاقة وخطرة عبر ليبيا وإيطاليا. لديه طموحات علمية ومهنية يريد تحقيقيها في ألمانيا، ولكن قبل كل شيء مساعدة أبناء الجالية الغامبية على الاندماج وإقامة جسور ثقافية مع المجتمع الألماني.

 

في ديسمبر 2014 تم سجن يحيى في وطنه غامبيا بعد اتهامه بنشر دعايات مغرضة، وقال يحيى لمهاجر نيوزإنه كان مدرسا يتحدث لتلاميذه عن الديمقراطية وحرية التعبير وينتقد النظام بالقول إن "غامبيا ليس لديها نظام حكم جيد". في ذلك الوقت، كان يحكم غامبيا الرئيس يحيى جامع، وهو ضابط سابق في الجيش وكان يتخذ موقفا متشددا ضد الصحفيين والناقدين لحكومته. احتجز يحيى في السجن لمدة ثلاثة أسابيع ثم أطلق سراحه. هذا كان تحذيراً، حسبما قال له أحد الموظفين، وعلى اثرها كان عليه مغادرة البلد.

 الهروب من غامبيا

في يناير/ كانون الثاني 2015، قرر يحيى السفر إلى السنغال مع أمل الوصول إلى أوروبا في نهاية المطاف. لكن في السنغال شعر بعدم الأمان وبقى هناك لبضعة أيام فقط. إضافة إلى ذلك شعر بالتهديد من قبل "الجونغولرز"، وهي مجموعة من ميشليشا مسلحة موالية للرئيس جامع، وبأمكان عناصرها "الذهاب بسهولة إلى السنغال وخطف الناس وإعادتهم إلى غامبيا ومن ثم فعل ما يريدون معهم".

 حظ عاثر في ليبيا

سافر يحيى من السنغال عبر بوركينا فاسو ووصل في يونيو/ حزيران 2015  إلى ليبيا. كان هدفه في هذه المرحلة هو كسب بعض المال لرحلته إلى أوروبا. تمكن من الحصول على وظيفة كمترجم في المتجر في طرابلس، فإتقانه لعدة لغات ساعده في التعامل مع الزبائن الأفارقة، لكن سرعان ما أصبح في ورطة مع صاحب المتجر. "وافق صاحب المحل على دفع 400  دينار ليبي (حوالي 246 يورو) شهرياً، لكن هذا لم يحدث أبداً. بعد ثلاثة أو أربعة أشهر، طلبت منه دفع راتبي، لكنه لم يدفع أي شئ. حاولت معه تكراراً إلى أن وصل الحال إلى شجار بيننا، الأمر الذي سبب لي المزيد من المشاكل هناك". في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بعد أربعة أشهر من العمل غير المدفوع في المتجر، غادر يحيى وقرر التوجه إلى إيطاليا. فأجرى بعض الاتصالات وعرف كيف يمكنه الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وهكذا غادر إلى إيطاليا في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2015

 

 شباب من غامبيا في إحدى الفعاليات التي تقيمها جمعية SOS التي يديرها اللاجئ الغامبي يحيىشباب من غامبيا في إحدى الفعاليات التي تقيمها جمعية SOS التي يديرها اللاجئ الغامبي يحيى

.

 

مساعدة فورية

 

بعد يوم من مغادرته السواحل الليبية تم إنقاذ القارب الذي كان على متنه من قبل منظمة غير حكومية ألمانية ومن ثم تم نقله إلى مخيم للاجئين في إيطاليا. ويقول لمهاجر نيوز "في الليلة الأولى أخذت السلطات بصمات أصابعي، لكنهم  لم يعطوني أي فكرة عما يجري". مكث يحيى في المخيم لبضعة أشهر ثم نقل إلى ميلانو. لكن عملية اللجوء استمرت لأكثر من ثمانية أشهر وأصبح محبطاً للغاية بسبب عدم إحراز أي تقدم.

كان يأمل منحه حماية كاملة في إيطاليا، لكنه وجد أن مجرد الحصول على موعد من السلطات الإيطالية أمر شبه مستحيل. ويقول إنه "كشخص نافع في وطني، لم أكن أريد أن أصبح بلا مأوى في ميلانو" ويضيف "لم أكن أريد أن أصبح متشردا بقية حياتي". في عام 2016، غادر يحيى ميلانو إلى ألمانيا، على أمل أن تتحسن فرصه في العيش بأمان.

 بداية جديدة في الغابة السوداء

بعد ثلاثة أسابيع وصل يحيى إلى ألمانيا، وقدم طلب لجوء في ولاية بادن فورتمبيرغ حيث تم نقله إلى مركز لإيواء اللاجئين قرب مدينة هايدلبرغ. الآن يعيش يحيى في قرية صغيرة تسمى هيمينغين، بالقرب من مدينة شتوتغارت. وهو حاليا في خضم عملية اللجوء الخاصة به وينتظر المقابلة مع دائرة اللجوء.

في سبتمبر/ أيلول الماضي بدأ يحيى دراسته ليصبح معلم روضة أطفال، كما أنه يدير "جمعية SOS نظام التنظيم الذاتي" التي أسسها في هيمينغن، حيث يقيم الآن. ويذهب يحيى مع مجموعة من المتطوعين إلى مخيمات اللاجئين في منطقة الغابة السوداء لإعطاء الدروس هناك. عندما سئل عما يدفعه إلى العمل التطوعي، أجاب "أعتقد أن كونك لاجئاً لا يعني أنك غير قادرعلى فعل شئ ما. رأيت الكثير من اللاجئين الشباب هنا ممن يتمتعون بموهبة ومهارة عالية، ولا تتم الاستفادة من طاقاتهم. أعتقد أنه من خلال اتصالاتي و معرفتي و جهدي، يمكنني جمع هؤلاء الأشخاص معا لتحسين الإندماج".

ما يحلم به يحيى، هو البقاء في ألمانيا وإنهاء تأهيله كمعلم روضة، ومن ثم دراسة الدبلوماسية في الجامعة للمساعدة في بناء العلاقات بين الجالية الغامبية والسلطات الألمانية. ويقول "أعتقد أنني إذا درست الدبلوماسية، أستطيع أن أتواصل مع الحكومة الألمانية نيابةً عن 35 ألف غامبي هنا". وقبل ذلك يريد يحيى الآن تحسين التعاون بين حكومة ولاية بادن فورتمبيرغ والجالية الغامبية، حيث يعيش 75 بالمائة من الغامبين في الولاية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.infomigrants.

زر الذهاب إلى الأعلى