آراء

منذر المدفعي: ماكرون يستعد لانتخابات البرلمان الأوربي ويعد الناخبين “بنهضة أوروبية”

يوروتايمز / منذر المدفعي

 

 

مع اقتراب موعد انتخابات البرلمان الأوروبي المفترض اجرائها في منتصف أيار مايو المقبل وجه الرئيس الفرنسي ماكرون رسالة إلى المواطنين الأوروبيين ووعد الناخبين "بنهضة أوروبية ".

أكد ماكرون في رسالته بأن هذه الانتخابات التي أصبحت على الأبواب ستكون "حتمية لمستقبل القارة الأوروبية".

  

يؤكد ماكرون على أهمية الدور الذي ستلعبهالانتخابات المقبلة وذكر بأنها ستكون بأعلى مستوى من الأهمية "منذ الحرب العالمية الثانية". 

اختار ماكرون التذكير بتلك المرحلة التي شهدت صعود الأحزاب المتطرفة بالتوازي مع تنامي الشعور "المناهض للسامية" الأمر الذي تشهده فرنسا في هذا اليوم. 

 

فمع تصاعد وتيرة اليمين المتطرف الذي يعيش مرحلة الازدهار بفضل ازدياد عدد المناصرين أحصت الجهات الرسمية في فرنسا عدد من الحوادث التي تشير إلى "عودة معاداة السامية" في فرنسا مع ارتفاع طفيف بين مستوى تلك الأعمال التي تم ارتكابها في عام 2018 بالمقارنة مع ما تم تسجيله خلال العام الذي سبقه 2017.

 

لا يقتصر التهديد الذي يعيشه الاتحاد الأوروبي على تنامي اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية في فرنسا وفي الدول المجاورة لها وإنما هنالك شبح "البريكسيت" . فخروج بريطانيا "أحد البلدان المؤسسة للاتحاد الأوروبي "من عائلة الاتحاد سيمثل تهديدا كبيرا لصمود الاتحاد وبقائه أمام التحديات المتوقعة خلال هذا القرن. 

 

الانتخابات التي لايفصلنا عنها غير أسابيع قليلة لم تبين حتى الآن عن التوقعات الحقيقية بشأن انعكاسات النتائج التي ستخرج عنها. فهل سيتمكن الاتحاد الاوروبي في ظل اعادة ترتيب الأوراق الجديدة  من الاثبات لبقية أعضاء العائلة الأوروبية أن البقاء تحت قبة البرلمان الأوروبي هو الأفضل لمستقبل تلك البلدان على المستوى الجماعي والفردي؟

أزمة التشكيك باليورو "العملة الموحدة" التي تمثل عصب البلدان الأوروبية ومخاطر فضاء الشينغن الذي مثل لبعض الدول غياب الجدران التي تحمي "الوطن البيت" وشبح الأزمات المالية العالمية واقتراب بعض الدول الأوروبية من شفير هاوية الافلاس. المخاطر جمة. ويعول ماكرون على الانتخابات الأوروبية لتقديم حلول لها.

 

يسعى البرلمان الأوروبي إلى الظهور بمظهر العائلة الكبرى القادرة بتلاحمها على تخطي تلك العقبات لكن الأزمات الداخلية التي تعصف بفرنسا والمتمثلة ببروز الرئيس ماكرون بهيئة الرئيس العاجز عن احتواء المد الشعبي المتمثل بحركة السترات الصفراء الاحتجاجية. والمنقطع عن الشعب من خلال المقترحات التي تتناقض مع واقع المواطن البسيط والتي دفعت الشعب إلى نعته " بالرئيس الملكي " والنعوت الأخرى التي باعدت بينه وبين الناخب الأوروبي.

 

ومن ناحية أخرى هناك الأزمات الدولة المتمثلة بالشرخ الدبلوماسي الذي برز على الساحة السياسية خلال الأسابيع الماضية بين فرنسا وإيطاليا على مستوى الحكومات والمنهاج السياسي. 

كل هذه التحديات يعتقد ماكرون خلال خطابه الأخير "المكتوب" بأنه سيتمكن من حلها وتجاوزها من خلال الوعد بالنهضة الأوروبية لدفع الناخب إلى المشاركة مع علمه بأن نسبة المشاركة قي لا تلبي الطموح.  

 

مدير مكتب يوروتايمز في باريس  

زر الذهاب إلى الأعلى