تحقيقات ومقابلات

حسين عابديني يكشف ل”يورو تايمز” : هكذا يقوم الحرس الثوري الايراني ببناء امبراطوريته المالية حول العالم

هكذا يقوم الحرس الثوري الايراني ببناء امبراطوريته المالية حول العالم

 

حسين عابديني عضو مكتب العلاقات الخارجية في المعارضة الايرانية يكشف ل “يورو تايمز” أسراراً خطيرة لاول مرة:

 

90 رصيف بحري وحوالي 45 بالمئة من الأرصفة الرسمية الايرانية مملوكة للحرس الثوري

 

إيرادات التهريب والتصدير الخاصة بالحرس الثوري عبر هذه الأرصفة سنويا حوالي 12 مليار دولار

شركات وهمية للحرس تعمل عبر هذه المراسي على تهريب السلاح 

 

يورو تايمز – لندن / خاص

 

كشفت المقاومة الايرانية في 7 مارس خلال مؤتمر صحفي حضرته “يورو تايمز” في البرلمان البريطاني عن شبكة للأرصفة التي يسيطر عليها الحرس الثوري الايراني جنوبي ايران تستخدم لتهريب السلاح للجماعات التابعة الى النظام في المنطقة. وتصرف قوات الحرس العوائد الحاصلة عن طريق هذه الأرصفة لتمويل نشاطاتها.. واميط اللثام في المؤتمر الصحفي عن ثلاث شركات وهمية للحرس الثوري متورطة في تهريب السلاح بالتحديد من ايران الى اليمن وأساليب عمل هذه الشركات بالتفصيل.. وقال السيد حسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية: انه من الضروري تصنيف قوات الحرس الايراني كمنظمة ارهابية لارتكابها جرائم داخل ايران وخارجها وفرض عقوبات جدية وشاملة عليها وشمول آي طرف يتعامل معها بالعقوبات. 

 

امبراطورية مالية ب (12) مليار دولار

 

وقال السيد حسين عابديني في مقابلة خاصة مع “يورو تايمز” بعد المؤتمر ان الحرس الثوري الايراني انشأ امبراطورية مالية طيلة سنوات وذلك من خلال السيطرة على الشريان الاقتصادي للبلاد فضلا عن تخصيصات رسمية في الموازنة العامة مما يمنحه نوعا من الاستقلال المالي وبالتحديد لنشاطاته الخارجية. وانه لتحقيق هذا الهدف أوجد دورة كاملة من النشاطات الاقتصادية وبالتحديد استحوذ على القسم الأعظم من الصادرات والواردات الايرانية. وتشكل السيطرة والاستخدام الخاص لقسم كبير من الأرصفة البحرية الايرانية  من الحلقات المفصلية الضرورية لآلية هذه الدورة. 

وكشف عابديني ان هناك تقارير موثوقة من داخل النظام تؤيد أن قرابة 90 رصيف الميناء أي حوالي 45 بالمئة من آصل 212 رصيفا رسميا في ايران مملوك للحرس الثوري بشكل خاص. ولا يحق لأحد الرقابة على نشاطات الحرس الثوري في الحدود البرية والبحرية وللحرس الحق في توريد السلع عبر الأرصفة البحرية أو الحدود البرية والجوية مهما كان حجمها بدون دفع رسوم الجمارك. كما يستخدم الحرس هذه الأرصفة لتهريب النفط والبانزين والغاز والمشتقات الكيمياوية والسجائر والمخدرات والمشروبات الكحولية والهواتف النقالة ومستلزمات التجميل والصحة والعقاقير المنشطة وغيرها من المواد حيث يحصل الحرس من خلال تهريبها أرباحا طائلة. ويقدر حجم تهريب المواد سواءعلى شكل الايرادات والتصدير عبر هذه الأرصفة سنويا حوالي 12 مليار دولار.  وهناك اسطول من السفن التجارية يعمل تحت سيطرة الحرس مباشرة ينقل عن طريق هذه الأرصفة البحرية نقل السلع والمعدات والأسلحة للحرس الى دول أخرى بعيدا عن أي رقابة دولية. فضلا عن امتلاك الحرس ناقلات النفط العملاقة التي هي نشطة في هذا المجال أيضا. فهذه الناقلات يتم تأجيرها الى دول أخرى منها دول الجوار الخليجية أو فنزويلا مقابل بدل الايجار الذي يحصل عليه الحرس الثوري. 

 

استخدام الحرس الأرصفة لتصدير السلاح

وقال عابديني خلال المقابلة ان هذه الأرصفة تلعب دورا مفصليا في الالتفاف على العقوبات من قبل ايران وبالتحديد من قبل الحرس. ان معلوماتنا تؤكد أن تصدير السلاح بشكل غير قانوني يتم عبر هذه الأرصفة من قبل قوات الحرس لاتباع النظام في المنطقة. وأنشأ الحرس عددا كبيرا من الشركات الوهمية حيث تنقل عن طريق هذه الأرصفة الأسلحة والذخائر الى عملاء النظام.

وكشف عابديني عن رصد ثلاث شركات للملاحة البحرية عائدة للحرس لتهريب السلاح خاصة الى اليمن. هذه الشركات تستخدم سلطنة عمان لتهريب السلاح بعد ما أغلقت الموانئ اليمنية على الملاحة البحرية للحرس الايراني. الموانئ الأهم المستخدمة هي ميناء السلطان قابوس في مدينة مسقط وميناء صحار في الشمال وميناء السلالة جنوبي السلطنة. 

شركة «آدميرال» للملاحة البحرية ADMIRAL Group  : أطلقت هذه الشركة الملاحية نشاطها في عام 2011 وهي مملوكة لأبناء علي شمخاني القائد السابق لبحرية الحرس الثوري ووزير الدفاع السابق والأمين العام الحالي للمجلس الأعلى لأمن النظام الايراني. وتنشط هذه الشركة في الخليج وتسعى توسيع نشاطها نحو شبه القارة الهندية والشرق الأقصى. وبدأت الشركة عملها بناقلة واحدة غير أن عدد الناقلات ارتفع الى 9 ناقلات خلال 5 سنوات. وهذه الشركة نشطة بالتحديد في تهريب السلاح الى اليمن. وبعد اغلاق الطرق البحرية المباشرة الى اليمن في العام 2015 ترسل هذه الشركة شحناتها الى ميناء صحار شمال سلطنة عمان وسائر الموانئ حيث يتم ارسال شحنات الأسلحة بما فيها بنادق كلاشينكوف وقاذفات آربي جي ومتفجرات وذخائر وألغام عبر الحدود البرية الى اليمن. وللشركة 4 فروع وأحد الفروع يسمى بـ«آدميرال فيدر». 

شركة «حافظ دريا آريا» للملاحة البحرية  HAFEZ DARYA ARYA Shipping : هذه الشركة هي من الشركات الملاحية العاملة في خدمة الحرس الثوري الايراني واحيلت اليها مهمة نقل شحنات الحاويات لعدة شركات للحرس. اسطول الشركة يتكون من 29 سفينة لحمل الحاويات. وتستخدم هذه الشركة الأرصفة في موانئ عسلوية وبندرعباس وبوشهر لحمل سلع الحرس الثوري. 

قسم من الحاويات المتعلقة بمقر خاتم الأنبياء للحرس أكبر مؤسسة اقتصادية للحرس يتم نقلها من قبل هذه الشركة. وهذه الشركة تشحن الى دول متعددة في المنطقة وفي العالم ومن الموانئ التي تستخدمها الشركة في الوقت الحاضر لنقل شحنات الحرس الثوري هو ميناء صحار شمال سلطنة عمان. وسابقا كانت هذه الشركة الملاحية تشحن المواد الى ميناء الحديدة في اليمن.

 

شركة والفجر Valfajrshippingco: هذه الشركة الملاحية هي واحدة من أهم الشركات التابعة للحرس الثوري الايراني. انها تأسست في العام 1986 من قبل الحرس الثوري باسم والفجر 8 (عملية الحرس الثوري في عام 1985 في الحرب الايرانية العراقية) ثم تبدل اسمه في عام 2003 الى شركة «والفجر» للملاحة البحرية. الشركة مملوكة لمقر خاتم وهي تعمل في نقل شحنات وحمولات مختلفة للحرس الثوري ويديرها رجل باسم «مجيد سجده». وتنطلق سفن الشركة من موانئ قوات الحرس في موانئ محافظات خوزستان وبوشهر وهرمزغان الى دول الخليج وعدن والموانئ اليمنية وتنقل ركاب وشحنات وحاويات بالاضافة الى عناصر الحرس الثوري. وتنقل الشركة بشكل نشط شحنات الحرس الثوري الى اليمن عبر نقلها الى مسقط حيث تستخدم خلال عملية النقل سفنها بأعلام غير ايرانية لنقل الشحنات تهربا من الرصد والتفتيش ورفع الحساسية عنها. وأحالت هذه الشركة بشكل علني ورسمي نقل الحاويات الى شركة «حافظ دريا» ولكنها تواصل نشاطاتها سرا.

واضاف عابديني قائلاً: لقد كشفنا اكثر من 90 رصيفا يسيطر عليها الحرس الثوري في موانئ مختلفة في جنوب البلاد ومنها: 

رصيف الحرس في ميناء بستانه : هذا الميناء يقع في القسم المركزي لميناء لنكه (بمحافظة هرمزغان). انطلقت أعمال انشاء الرصيف في عام 1987 وتم انجازه في عام 2012. ويستخدم الحرس الثوري رصيف هذا الميناء لتهريب السلاح والسلع. وترسو سفن صغيرة في هذا الميناء.     

رصيفان تابعان للحرس في جزيرة ابوموسى: للحرس رصيفان في هذه الجزيرة كما له مقر تكتيكي باسم «ابوالفضل  العباس». 

الأرصفة في جزيره طنب الكبرى: المنطقة البحرية الخامسة التابعة للقوة البحرية للحرس الثوري هي المكلفة بحماية طنب الكبرى. الحرس له رصيفان في هذه الجزيرة.

رصيف في جزيرة طنب الصغرى: للحرس رصيف في جزيرة طنب الصغرى يزاول أعمالا مماثلة لما يجري في أرصفة الحرس في جزيرة طنب الكبرى في مجال تهريب المواد.

رصيف كاوه: هذا الرصيف يقع في المنطقة الشمالية لجزيرة قشم (مضيق هرمز) وبسبب عمق الشاطئ ترسو ناقلات ذات آحجام بمئة ألف طن. ويقع الرصيف بمسافة 15 كيلومتر من ميناء «رجايي» مما يمنح له امكانية الترانزيت السريع.

أرصفة الحرس الثوري في ميناء رجايي:  يقع هذا الميناء في محافظة هرمزغان وبالقرب من بندرعباس وله أرصفة متعددة يستخدم الحرس عددا منها. ويشكل هذا الميناء أحد أهم الموانئ التي يستخدمها الحرس الثوري لتهريب النفط والبانزين بأرباح هائلة.

رصيف في جزيرة سيريك: تقع الجزيرة في مياه الخليج يستخدمها الحرس لتهريب النفط والوقود. 

أرصفة ميناء عسلوية: هذا الميناء يقع في حقل عسلوية ذات النفط والغاز و منطقة بارس الاقتصادية. الحرس له حصص في قطاعات مختلفة في هذا الميناء وله دور ويسيطر على عدة أرصفة.

رصيف الحرس في ميناء تشاه بهار: هذا الرصيف يقع في شمال ميناء تشاه بهار (جنوب شرق ايران في محافظة سيستان وبلوشستان). ويتم استيراد السلع للمحافظات الشرقية للبلاد تحت سيطرة الحرس عبر هذا الرصيف.

رصيف ميناء لنكه: هذا الميناء يقع في محافظة هرمزغان. ويتم تهريب قسم أعظم من السلع من قبل الحرس منها استيراد سماعات الهواتف عبر هذا الميناء.

رصيف ميناء باهنر: هذا الميناء يقع في محافظة هرمزغان وهو واحد من الموانئ الثمانية المهمة في ايران. قسم من الميناء تسيطر عليه قوى الأمن الداخلي وقسم آخر تحت حمايه القوة البحرية للحرس. هناك عدة عوامات وعوامات تكتيكية وقتالية للحرس في هذا الميناء.

رصيف ميناء شيرينو: هذا الميناء يقع في ضواحي مدينة كنغان بمحافظة بوشهر وللحرس رصيف فيه. 

رصيف في ميناء كنغان: يقع رصيف ميناء كنغان في محافظة بوشهر يستخدمه الحرس الثوري لتهريب عجلات فاخرة مثل سيارات بورشه ومارسيدس.

رصيف جزيره فارور: هذه الجزيرة مركز للتدريب والاستقرار للوحدة الخاصة لقوات البحرية للحرس. في العام 2007 أمر خامنئي بتشكيل هذه الوحدة. تقع الجزيرة على بعد 27 كيلومترا من ميناء بستانه و57 كيلومترا عن جزيرة كيش. تكتسي الجزيرة أهميتها من كون وجود ممرين دوليين في شمال وجنوب الجزيرة.  

جزيرة فارسي: تقع جزيرة فارسي على بعد 100  كيلومتر من الأراضي الايرانية جنوب غرب جزيرة خارك. اضافة الى قربها من مصادر النفط والغاز تقع فيها قاعدة عسكرية. 

من المسؤول عن السيطرة على الأرصفة وموانئ الجنوب

واكد السيد عابديني ان القوة البحرية للحرس الثوري الايراني خصصت خمس قيادات في المناطق البحرية في جنوب البلاد للادارة والسيطرة على الأرصفة والموانئ في جنوب البلاد.

وفي سؤال ل”يور تايمز” حول تقييمه بخصوص أرصفة الموانئ التي يستخدمها الحرس الثوري عقب انخفاض اسعار النفط وضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويمكن أن تصاحب استخدامها مع تصعيد القوات العسكرية الأمريكية في مياه الخليج؟  قال عابديني: “ اولا هذه الأرصفة كانت تستخدم من قبل الحرس الثوري قبل مجيء الادارة الجديدة (دونالد ترامب) وكان الحرس قد أسسها قبل سنوات عدة وهي جزء من الامبراطورية المالية لحرس حيث خلال عقدين وبالتحديد خلال العقد الماضي تم توسيعها. ثانيا استخدام الحرس هذه الأرصفة ليس متأثرا من اضطرابات في أسعار النفط ولو أن استخدامها لأغراض اقتصادية ولكنها ليست اقتصادية صرفة.

وحول تقييمه للامكانيات الموجودة في الموانئ المستخدمة من قبل قوات الحرس مثل المعدات والتجهيزات والمخازن  وهل هذه الامكانيات تستخدم لتخزين السلاح؟ 

اكد عابديني ان بعض هذه الأرصفة تطلق عليها أرصفة متعددة الاستخدامات. وهي مؤسسة من عدة أرصفة منفصلة حيث اضافة الى الحرس الثوري تنشط عدة أجهزة أخرى فيها. هذه الأرصفة ليست أرصفة عسكرية محضة. بل تقوم قوات الحرس فيها اضافة الى تهريب السلع والنشاطات الاقتصادية  بنشاطات عسكرية  آيضا حيث كلها تتم خارج الرقابة والسيطرة الجمركية. كما هناك أرصفة خاصة للحرس وحدها ولا يسمح لأي جهة أخرى الاستفادة منها و فيها تجهيزات عسكرية وصاروخية.

وحول  نوع السفن المستخدمة في عمليات التهريب اكد ان الحرس الثوري يستخدم سفنا وعوامات وزواق وبكثافة لآعماله لتهريب المواد. وعلى سبيل المثال يمكن الاشارة الى سفن شحن ايران هرمز 25 ، و ايران شاهد، و ايران شلامجه المملوكة لشركة الملاحة البحرية «والفجر 8» وهي من الشركات التابعة للحرس. 

اما عن الطرق المستخدمة في ايصال المساعدات لبعض الدول والتي يتم من خلالها تهريب السلاح اشار عابديني الى ميناء الحديدة في مضيق باب المندب، بالاضافة الى ان الحرس يستخدم الطريق البري في سلطنة عمان لارسال السلاح الى اليمن. 

 

 

الحقوق محفوظة لصحيفة يورو تايمز

 

زر الذهاب إلى الأعلى