هنا اوروبا

للحصول على جنسية أوروبية.. شروط واختبارات لغوية بين “الطرافة” و”التعجيز”

هل تعرف من أين تأتي "ركليت"؟ كان هذا أحد الأسئلة التي لم يتمكن بسببها دايفيد لويس من الحصول على الجنسية  السويسرية، على رغم أنه بريطاني أمضى معظم سنوات حياته في سويسرا.

تأتي ركليت، وهي نوع من الجبن، من إقليم "فاليز" السويسري الناطق بالفرنسية، وحتى لو كان لدى الشخص معرفة واطلاع واسعين حيال الجبنة السويسرية، فإن الاحتمال الأكبر هو ألا يتمكن من الإجابة على سؤال صعب كهذا.

تعجيز؟

في حادثة مشابهة، لم يتمكن زوجان مسلمان  من الحصول على الجنسية السويسرية لرفض الزوجة مصافحة رجل خلال المقابلة.

وبالعودة إلى عام 2017، فشلت فوندا يلماز، المولودة في سويسرا لوالدين تركيين، في اجتياز اختبار الجنسية، على رغم أنها أمضت حياتها كلها في سويسرا، أما السبب، فإلى جانب أمور أخرى، لم تُبْد فوندا معرفةً كافية بإعادة تدوير الزيت والتسوق في متجر "ألدي".

في نفس العام، فشلت الألمانية نانسي هولتون في الحصول على الجنسية السويسرية، رغم أنها تعيش في البلاد منذ كانت في عمر الثامنة، بسبب مشاركتها في حملات ضد رعاة البقر وصيد الخنازير الصغيرة.

وعام 2016 أيضا، لم يتمكن زوجان من كوسوفو من الحصول على الجنسية السويسرية لارتدائهما ملابس رياضية في المدينة.

فساد

وعادة ما يتطلب منح الجنسية السويسرية موافقة من الاتحاد الكونفدرالي والإقليم (الكانتون) والبلدية التي يقيم فيها المتقدم، وغالبا ما تجري المقابلات في البلديات، حيث يبدأ الجدل حول اختبارات المواطنة.

ولطالما تعرضت اختبارات المواطنة في سويسرا للانتقاد، بسبب محتواها التعسفي، إلا أن الوضع في بلدان أخرى ليس بهذا الشكل.

خلال الإعداد للحصول على الجنسية، كان على دافيد لويس دفع مبلغ قدره 2810 يورو كجزء من الإجراءات، الأمر الذي يثبت أنه لا يمكن شراء موافقة السلطات السويسرية.

بالمقابل، في أيلول/ سبتمبر 2017، انتشرت في قبرص فضيحة "المال مقابل جواز السفر"، حيث اُتهم بعض المسؤولين هناك بـ"بيع" جوازات سفر إلى الأثرياء المستعدين للاستثمار بأكثر من مليوني يورو في البلاد.

كما وُجهت الانتقادات للبرتغال بسبب أمر مماثل، إذ كان على الشخص الاستثمار بمبلغ 500 ألف يورو على الأقل من أجل الحصول على تأشيرة.

لماذا الاختبار؟

لا يبدو جليا ما الذي يقف وراء اختيار سكان إقليم سويسري ما منْحَ الجنسية لأي شخص، لكن معظم الاختبارات صُممت لمعرفة مدى قدرة المتقدم على التحدث بلغة بلادهم إلى جانب معرفته بتاريخ وثقافة وطنهم، ناهيك عن مدى اندماج الشخص في المجتمع.

كما أن هذه الأمور تخضع لمتطلبات مدة الإقامة أيضا، والتي تتراوح ما بين خمس سنوات في بريطانيا إلى عشر سنوات في إسبانيا.

"الاندماج"

ويبدو أن الاندماج في المجتمع يمثل أصعب محور في الاختبار.

تواجه الحكومات معضلة: نشر الاختبارات مسبقا، وبذلك، يمكن للمرشحين ببساطة أن يحفظوا الأجوبة، التي تقول أكثر عن قدرتهم على الحفظ أكثر من مستوى معرفتهم المحلية، ومع ذلك، إذا لم يتم نشر الأسئلة، قد تواجه الاختبارات اتهامات بالتعسف.

الحكومة الفرنسية، مثلا، اختارت نشر لمحة عن المعلومات الضرورية في كُتيب يسمى " كتيب المواطنة " متوفر للتحميل عبر الإنترنت، وهو مكون من 28 صفحة حول الثقافة والسياسة والتاريخ الفرنسي.

أما في ألمانيا، فحددت الدولة300 وعشر اسئلة  بشكل عام، بحيث تختار منها 33 سؤالا لاختبار المتقدم، محددة درجة النجاح بـ17، وهو أيضا متاح عبر الإنترنت.

في إسبانيا ، لن يساعد المتقدم أي قدر من المراجعة والقراءة في الإجابة عن السؤال العشوائي الغريب الذي يتم طرحه ضمن الاختبار، مثل: "أي نهر يجري بين مدريد وبرشلونة؟"، وفي الواقع، لا يوجد نهر إطلاقا!

 

اجتزتُ الاختبار.. هل أنا مواطن الآن؟

ليس بعد، فحتى لو اجتزت اختبار المواطنة في البلد الذي تقيم فيها، إلا أنك مضطر للانتظار لفترة طويلة قبل أن تتمكن من التقدم بإجراءات الحصول على جواز سفر.

في فرنسا، التي تعتبر إحدى أسرع الدول في هذا المجال، فعلى المتقدم الانتظار تسعة أشهر على الأقل، وفي أجزاء أخرى من البلاد، ثمة عدة متطلبات أخرى تتعلق بمرحلة ما بعد "بريكست"، قد تصل إلى فترة الانتظار عامين أو ثلاثة بعد التقدم بالطلب.

 

 

 

 

 

 

 

يورو نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى