اليونان: توقيف مزارع أطلق النار على فتى سوري في جزيرة ليسبوس
أوقفت الشرطة اليونانية، مزارعا في جزيرة ليسبوس قرب مخيم موريا، بتهمة إطلاق النار على فتى سوري يبلغ 16 عاما، ما أدى إلى إصابته في الرأس والقدم. واعتبر نيكوس تراكيليليس رئيس بلدية موريا أن مثل هذه الحوادث لا مفر منها، "بسبب اليأس الكامل الذي يشعر به السكان المحليون"، ودعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فورية قبل أن تصبح مثل تلك الحوادث خارجة عن السيطرة.
ألقت الشرطة اليونانية، الأربعاء الماضي القبض على مزارع يوناني (78 عاما) من قرية موريا في جزيرة ليسبوس، وذلك للتحقيق معه حول عملية إطلاق نار على فتى سوري (16 عاما).
حوادث لا مفر منها بسبب يأس السكان المحليين
وذكرت الشرطة، أنه تم نقل المهاجر القاصر إلى المستشفى المحلي بعد أن أصيب بجروح في الرأس والقدم، مشيرة إلى أن إصابته لا تشكل تهديدا لحياته، إذ أن حالته مستقرة.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن المزارع أبلغ الشرطة بأنه كان يطلق طلقات تحذيرية فقط بالقرب من الطفل، الذي دخل ممتلكاته الخاصة الواقعة شمال مركز استقبال المهاجرين دون إذن، حيث كان يعتقد أن هذا المراهق يحاول سرقته.
وأشارت تقارير إعلامية أن المزارع كان قد سبق له التعرض للسرقة عدة مرات خلال الأعوام الأخيرة، وقضي فترة في السجن بسبب قيامه بقتل زوجته.
وقال نيكوس تراكيليليس رئيس بلدية موريا في بيان وجهه للسلطات، إن "مثل هذه الحوادث لا مفر منها بسبب اليأس الكامل الذي يشعر به العديد من السكان المحليين، ويتعين على الدولة أن تقوم على الفور باتخاذ إجراءات قبل أن تصبح مثل تلك الحوادث خارجة عن السيطرة".
وكان تراكيليليس بدأ إضرابا عن الطعام لمدة ثلاثة أيام احتجاجا على أزمة المهاجرين الحالية وغياب إجراء حكومي لحل المشاكل.
توقيف 19 مهاجرا عقب أعمال عنف
وكان مخيم موريا المكتظ باللاجئين قد أثار قلق جماعات حقوق الإنسان والسكان المحليين وحتى المهاجرين أنفسهم منذ عدة أشهر، وذلك بسبب اعمال الشغب والاشتباكات المتكررة هناك بين المهاجرين من طوائف عرقية متنافسة، وأحيانا بينهم وبين الشرطة والسكان المحليين.
وأعلنت الشرطة، أن ثمانية أشخاص أصيبوا بجروح، في حين تم توقيف 19 آخرين في أعقاب أعمال عنف اندلعت مؤخرا في المخيم.
وأدت الاشتباكات إلى اشتعال النيران في ثلاث خيام، قبل أن تتدخل الشرطة لوقف العراك بين الجماعات المختلفة، وكانت الاشتباكات قد بدأت في وقت متأخر من يوم الإثنين الماضي، واستمرت عدة ساعات.
وتعد ليسبوس واحدة من خمس جزر يونانية هي الأقرب للساحل التركي، ويستخدمها الاتحاد الأوروبي كـ"حاجز" لمنع الهجرة الجماعية، خاصة بعد وصول ما يزيد عن مليون مهاجر خلال عامي 2015 و2016.
خطة لتخفيض عدد المهاجرين في الجزر
وقال وزير الهجرة اليوناني ديمتريس فيستاس، إن عدد المهاجرين العالقين على الجزر الخمس سوف ينخفض من 17 إلى 10 آلاف بحلول أيلول/ سبتمبر القادم.
وأوضح في تصريح لإذاعة "إي أر تي" الحكومية، أنه يجري إعداد الخطط الرامية إلى تسريع إجراءات اللجوء، ونقل اللاجئين الأكثر ضعفا (كالحوامل والأشخاص المسنين والمرضى) إلى الأراضي اليونانية، وإعادة أولئك الذين لم يتقدموا بطلبات أو غير المؤهلين للحصول على اللجوء إلى تركيا.
ومن المتوقع أن تؤدى تلك الخطط إلى خفض عدد اللاجئين المقيمين في مخيم موريا المكتظ بـ7 آلاف شخص إلى النصف.