هنا اوروبا

رئيس المخابرات الداخلية الألمانية أمام عاصفة من الانتقادات وزيهوفر يتمسك به

أثارت تصريحات رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، هانز- غيورغ ماسن، بشأن أحداث العنف التي شهدتها مدينة كيمنتس الألمانية على مدار الأسبوعين الماضيين والتي استبعد خلالها حدوث مطاردة للأجانب من قبل جماعات يمينية متطرفة، مناقضا بذلك تصريحات المستشارة ميركل والمتحدث باسمها زايبرت، ردود فعل متباينة من قبل الأحزاب الألمانية.

 

فمن جانب، طالبت الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، بعقد جلسة طارئة للجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان، لاستيضاح ما صرح به ماسن في مقابلة إعلامية، حول أحداث كيمنتس. وكان ماسن أعرب عن تشككه إزاء حدوث مطاردة ممنهجة لأجانب في المدينة الواقعة شرقي ألمانيا خلال المظاهرات اليمينية التي شهدتها الأيام الماضية على خلفية مقتل ألماني طعنا خلال شجار مع مهاجرين.

وقال ماسن في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة(السابع من أيلول/سبتمبر 2018) إن هيئة حماية الدستور ليس لديها معلومات موثوقة عن حدوث هذه المطاردات". وذكرت مصادر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم إنه يتعين مراجعة تصريحات ماسن، ومثوله قريبا أمام لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان مع وزير الداخلية هورست زيهوفر.

 

 

كما قال ماسن في تعليق على أحد الفيديوهات التي تظهر فيها مشاهد مطاردة تستهدف أجانب بالقرب من ميدان يوهانيس في كيمنتس: "لا يوجد دليل على أن الفيديو المتداول على الإنترنت حول هذه الواقعة المزعومة، حقيقي". وذكر ماسن أنه وفقا لتقييمه الحذر، هناك "أسباب وجيهة تنم على أن الأمر يتعلق بحملة تضليل متعمدة، ربما لصرف انتباه الرأي العام عن جريمة القتل في كيمنتس".

من جانبه، طالب حزب "اليسار" بإقالة ماسن من منصبه على خلفية هذه التصريحات. وقالت رئيسة الحزب كاتيا كيبينغ اليوم في برلين إن ماسن "لم يعد بإمكانه البقاء في هذا المنصب". وذكرت كيبينغ أنه بدلا من الدفاع عن الدستور، بدأ ماسن متفهما لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي وأساء استخدام "سلطات منصبه لإعلان براءة ذمة الأشخاص الذين أدوا تحية هتلر في كيمنتس ونادوا بقتل الناس"

من جانبه أكد وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر ثقته في ماسن، وقال زيهوفر، الذي يتزعم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، اليوم الجمعة في مدينة فيسبادن الألمانية ردا على سؤال حول ما إذا كان يثق في ماسن: "نعم… السيد ماسن يتمتع بكامل ثقتي".

 

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحدثت من قبل عن "مطاردة" للمهاجرين في كيمنتس، وهو ما نفاه رئيس حكومة ولاية سكسونيا، ميشائيل كريتشمر. وقال كريتشمر، المنتمي لحزب ميركل المسيحي الديمقراطي، في البرلمان المحلي للولاية أول أمس الأربعاء: "للتوضيح: ليس هناك تنمر أو مطاردة أو استهداف مدبر".

ومن جانبها، ذكرت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر كاترين غورينغ-إكارت أن ماسن لم يعد جديرا بمنصبه، وقالت اليوم في برلين: "لم أعد انتظر تقييما جديرا بالثقة من السيد ماسن… تعليقه على فيديو واحد فقط وعدم تعليقه على أعمال العنف والإظهار العلني لرموز معادية للدستور في كيمنتس يبين لي أن السيد ماسن غير جدير بمنصبه".

كما طالب خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل، شتيفان هاربارت، من رئيس الاستخبارات الداخلية توضيح شكوكه بشأن صحة الفيديوهات المتداولة على الإنترنت والمتعلقة بأحداث كيمنتس.

 

وقال هاربارت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "يتعين الإيضاح سريعا، هل هذه الصور حقيقية أم غير حقيقية؟ يتعين على السيد ماسن أن يقول الآن من أين تأتي شكوكه".

وفي المقابل، أعرب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ألكسندر دوبرينت، عن دعمه لماسن. وقال اليوم على هامش اجتماع لقادة الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، المنتمية إليه ميركل، في برلين: "من واجبه (ماسن) إطلاع الرأي العام على الحقائق التي لديه".

كما أيد رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، ألكسندر غاولاند، تصريحات ماسن. وقال غاولاند في برلين اليوم إن ماسن أوضح أنه "لا يوجد دليل على مطاردات للأجانب في كيمنتس على عكس ما تدعي الحكومة الاتحادية". كما دعا غاولاند المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت الى الاستقالة، وذلك بعدما تحدث مثل ميركل عن "مطاردات في كيمنتس"، وقال: "إنه لأمر غير مسبوق أن ينشر المتحدث باسم الحكومة زايبرت معلومات حكومية مضللة، على ما يبدو"، مضيفا أن زايبرت ساهم بذلك في تأجيج الأجواء في كيمنتس، و"مواصلة زعزعة الثقة في الحكومة الألمانية والدولة"، حسب تعبيره.

 

 

 

 

 

 

ا ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى