ارتفاع بأعداد المهاجرين السوريين الوافدين على قبرص خاصة من لبنان
طالبت قبرص الأربعاء 5 أيلول/سبتمبر الاتحاد الأوروبي بالمزيد من المساعدات لمواجهة تدفق المهاجرين على سواحلها. وكانت سلطات الجزيرة الأوروبية المتوسطية قد أعلنت عن ارتفاع بأعداد المهاجرين وافدين خاصة من لبنان وسوريا.
سجلت السلطات القبرصية مؤخرا ارتفاعا ملحوظا بأعداد المهاجرين الوافدين على سواحلها عبر المتوسط. وأفادت وزارة الداخلية أن معظم هؤلاء المهاجرين هم من السوريين القادمين من لبنان وسوريا، إضافة إلى عدد من المهاجرين المنتمين لجنسيات أخرى.
وعقدت الحكومة القبرصية اجتماعا طارئا حول المسألة، وذلك بعد أن تم تسجيل وصول 140 مهاجرا إلى الجزيرة خلال الأيام القليلة الماضية.
وحذرت قبرص من أنها قد لا تكون قادرة على التصدي لأعداد المهاجرين المتزايدة إذا استمروا بالتدفق على شواطئها.
وطلبت الحكومة القبرصية الأربعاء مساعدة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين. وقال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس بيتريدس "ستكون هناك جولة اتصالات مع نظرائنا الأوروبيين، خصوصا من الدول المتوسطية التي تواجه نفس المشكلة. لذا، هناك تنسيق أفضل للعمل على المستوى الأوروبي حيث نطالب بالتضامن".
وأضاف أن سياسة الهجرة الأوروبية لا يجب أن تشكل "عبئا غير متناسب" على الدول التي تقع على الخط الأمامي للأزمة، أو تلك الصغيرة مثل قبرص "التي لا يمكنها تطوير هيكليات… لاستيعاب هذه التدفقات".
وتأتي هذه التطورات غداة إعلان خفر السواحل القبرصي الاثنين الماضي عن اعتراض قارب يحمل على متنه 36 مهاجرا سوريا، تم اقتياده إلى الشاطئ القبرصي.
وعلى الرغم من موقع الجزيرة المتوسطية الأوروبية وبعدها عن السواحل السورية 160 كلم فقط، إلا أنها لم تشهد أزمة تدفق مهاجرين كتلك التي شهدتها اليونان وتركيا. فما الذي حذا بالمهاجرين السوريين اليوم، وبعد مرور أكثر من ثمانية أعوام على اندلاع الحرب في بلادهم ولجوئهم إلى لبنان، للتوجه إلى قبرص؟.
معظم القوارب تأتي من لبنان
خلال اتصال هاتفي، قالت كورينا دروسيوتو من مجلس اللاجئين القبرصي لمهاجر نيوز "معظم المهاجرين يصلون من لبنان، عدد قليل يأتي من سوريا، وتحديدا من طرطوس… معظم المهاجرين الذين وفدوا إلى قبرص مؤخرا هم سوريون".
وأردفت قائلة "ليس واضحا لماذا ارتفعت أعداد المهاجرين بهذا الشكل مؤخرا، قد يكون السبب هو سوء الأوضاع المعيشية وإغلاق الحدود في لبنان، وتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا".
وأوردت دروسيوتو أن عدد الحاصلين على وضعية الحماية واللجوء في قبرص بلغ حوالي ثمانية آلاف، نصفهم سوريون. وأكدت أنه منذ بداية 2018، استقبلت قبرص 4022 طلب لجوء، بزيادة بلغت الضعف مقارنة بالسنة الماضية.
رسالة من اللبنانيين للأوروبيين
فابريس بالانش، باحث في جامعة ليون الثانية، قال لمهاجر نيوز "إذا ما قارنا الأوضاع المعيشية للسوريين في لبنان في أي مكان آخر، فسنجدها سيئة للغاية. فهم في كثير من الأماكن ممنوعون من التنقل ومعرضون للاعتقال التعسفي في أي لحظة، فضلا عن التمييز الذي يمارس بحقهم. لذا، فإن خيار الهجرة، أو الهروب من لبنان هو الخيار الأول بالنسبة لهم".
ويضيف أن "الكثير من السوريون آثروا الهجرة إلى قبرص خوفا من الإعادة القسرية إلى سوريا".
وحول اختيار قبرص كوجهة أولية يقول بالانش "الدول الأوروبية لا تعط التأشيرات بسهولة للسوريين، لذلك يضطر الكثير منهم لاعتماد قبرص كونها الأقرب… فضلا عن أن الرقابة على الشاطئ اللبناني ضعيفة جدا، لذا سيكون من السهل عليهم الخروج عبره".
بالنسبة لبالانش، قد يكون الأمر مقصودا من اللبنانيين أيضا، فهم يسعون للتخلص من أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين. "كما أنها قد تكون رسالة من اللبنانيين لأوروبا مفادها أن لبنان لم يعد يتحمل المزيد من اللاجئين".
قبرص تتصدر دول الاتحاد بنسبة المهاجرين للسكان
وتعتبر قبرص أن قضية الهجرة التي تواجهها خطيرة، إذا ما أخذ بعين الاعتبار نسبة المهاجرين مقارنة بعدد السكان.
فحسب إحصاءات الاتحاد الأوروبي لعام 2018، تصدرت قبرص لائحة دول الاتحاد بالنسبة لعدد طلبات اللجوء مقارنة مع عدد السكان.
وخلال تصريحه للصحافيين بعد الاجتماع، حذر وزير الداخلية من أنه "إذا استمر عددهم (المهاجرين) بالازدياد، فإن هذه الأرقام لن تكون قابلة للتحكم بها".
وقال وزير الداخلية القبرصي "إنها مسألة تثير قلقنا…فمنذ عام 2008 تم منح اللجوء الى 1,090 شخصا ووضعية الحماية الى 6,784 بينما هناك 7,406 حالات قيد الدرس".
وتتطلع نيقوسيا لتوقيع معاهدة لترحيل المهاجرين مع لبنان، الذي بات مؤخرا منطلقا لهم نحو الجزيرة الأوروبية المتوسطية.
infomigrants