آراء

صفاء صبحي: نقطتان إشكاليتان مهمتان عن ثورة تشرين في العراق

– لماذا ترفع رايات حسينية في المظاهرات؟

لعمري هذا من اذكى وأخطر شعارات هذه الثورة – رغم تحفظي التقليدي على التوظيف الديني في السياسة- لكن لأول مرة تجد سلطة الاحزاب الدينية منزوعة ومجردة من (الشعارات الحسينية) التي احتكرتها لسنوات وكانت تستخدمها لكبح جماح اي حراك او معارضة سياسية.
استخدام شعارات حسينية في المظاهرات أوقع سلطة الاحزاب الدينية وأذرعها الأمنية الغاشمة وحلفاءها الإيرانيين في حرج شديد. اذ لم يعد بإمكانهم وصم هذا الحراك بالوهابية اوالداعشية او حتى البعثية.
كذلك حين يرفع معارضو السلطة شعارات حسينية فان هذا فيه أشارة واضحة الى ان من في السلطة يمثل النهج الأموي وهذا يسحب البساط من تحت اقدام الاحزاب الدينية التي بنت خطابها ومشروعيتها على فكرة المظلومية الحسينية ومقارعتها للأمويين.
كما يجب ان لا ننسى ان جل المتظاهرين خاصة في خطها الصِدامي الاول هم من الشريحة العمرية بين 16 و25 سنة، وهذه الشريحة تكون وعيها في عصر هيمنة الاحزاب الدينية وخطابها وشعاراتها الحسينية، فهذه هي أدواتها في التعبير عن الظلم والقهر والفقر والإهمال.

النقطة الثانية: لماذا لم تخرج المحافظات السنية؟

قرار ذكي جدا من عموم المكون السني في عدم الخروج لانه يسحب من سلطة  الاحزاب الدينية اي ذريعة للعب على وتر الطائفية في محاولة للفت الأنظار الى صراع جانبي بعيدا عن الصراع الحقيقي الذي يستهدف وجودها الان.
كما وان المجتمع السني في خمس محافظات هو مجتمع منكسر ومنكوب حرفيا، منكوب بعصر داعش وبالحرب مع داعش ومنكوب بالقيادات السنية التي تحالفت مع قاسم سليماني وقادة ميليشيات الحشد الشعبي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى