الألمان يرمون 1.7 مليون طن من المخبوزات في القمامة
"أكمل وجبتك.. لا ترمي الطعام" عبارة ترددها الأمهات دائماً متبوعة بمحاضرة عن المجاعات في العالم لتشجيع أطفالهن على الأكل وإنهاء ما في أطباقهم. ويبدو أنهن على حق، إذ أن هدر الطعام في الوقت الحالي يشكل مشكلة حقيقية في معظم بلدان العالم، التي تتخلص من فائض الأطعمة عبر رميها في القمامة، الأمر الذي يثير استياء المنظمات البيئية، والغذائية.
كل ما تنتجه المخابز ولا يتم بيعه من خبز، وشطائر، كعك، حلويات غالباً ما ينتهي به المطاف في حاويات القمامة. فوفقاً لمنظمة الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، يقوم بعض الخبازين الألمان بإتلاف خمس منتجاتهم. فإذا ذهبت إلى المخبز قبل فترة وجيزة من موعد الإغلاق، ستجد غالباً خيارات، وأصناف متنوعة من المعجنات، والكعك، والحلويات، أو الخبز الفرنسي، أو الخبز الكامل. غير أن ما لا تعلمه أن هذه الكمية الكبيرة المعروضة من الطعام إذا لم تُبع سيكون مصيرها في حاوية القمامة في معظم المتاجر، وفقاً لدراسة أجرتها منظمة الصندوق العالمي للطبيعة (WWF).
وحسب تقديرات الصندوق، يتم التخلص من حوالي 1.7 مليون طن من المخبوزات في ألمانيا سنوياً. وهذا ما يعادل حصاد نحو 400 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، أي أكبر من مساحة جزيرة مايوركا الإسبانية، الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث 2.46 مليون طن من الغازات الدفيئة بلا داعٍ. بحسب ما نشره موقع (شبيغل) الألماني.
كما تنتقد منظمة الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) عدم وجود بيانات صحيحة عن نفايات الطعام في ألمانيا. إذ أن الاستطلاعات، التي أجريت، لم تكن كافية لتحديدها، حيث لم تلق المقابلات، والدراسات تعاوناً من شركات المخابز، والجمعيات المهنية.
ومن جهة أخرى، وكأحد المساعي في سبيل تخفيف هدر الطعام، من المتوقع أن تخضع فوائض الطعام للضريبة، الأمر الذي من شـأنه خفضها إلى النصف بحلول عام 2030 وفقاً لمتطلبات الصندوق العالمي للطبيعة. كما تدعو المنظمة لاستخدام أنظمة الكمبيوتر، التي قد تنظم كمية الإنتاج والمبيعات لتفادي الإنتاج الزائد.