رياضة

باحث فرنسي: أوزيل مثل زيدان كلاهما عاني العنصرية في أوروبا

قال باحث فرنسي إن لاعب كرة القدم الألماني ذي الأصل التركي مسعود أوزيل مثله مثل اللاعب الفرنسي المعتزل من أصل جزائري، زين الدين زيدان؛ فكلاهما عاني من العنصرية في أوروبا، معتبرا أن الفكر العنصري ليس حديث عهد بالقارة العجوز.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها "الأناضول" مع "فرانسوا بورجات" رئيس مركز "إيرمام" للبحوث الإسلامية والعربية، وعرض خلالها وجهة نظره بشأن الأسباب التي تقف وراء تفشي العنصرية ضد المسلمين والأجانب في أوروبا

وأضاف: "أوروبا وعلى مدى سنوات طويلة نبذت الأجانب، وحاولت بشتّى الوسائل جعل سلوكهم قريبا من سلوك الأوروبي نفسه"، في إشارة إلى عدم قبول الآخر على اختلافه.

ولفت إلى أن "الأوروبيين أدّوا دورا كبيرا في هدم العمود الفقري للثقافة الاجتماعية المتعارف عليها حول العالم".

وتابع موضحا: "حاولنا (كأوروبيين) تشبيه كل من ننبذه بأنفسنا؛ ففي الوقت الذي همّشناهم فيه أردنا أن يكونوا نسخة عنّا، وأن يشبهوننا، وهذا بسبب سيطرة وانتشار بذور الفكر المهيمن الأحادي الجانب لدى أوروبا".

واستشهد الباحث فيما ذهب باللاعب أوزيل، مؤكدا أن "العنصرية التي تعرّض لها أوزيل في ألمانيا، تعرّض لها اللاعب الفرنسي من أصول جزائرية زين الدين زيدان قبل 20 سنة تقريبا".

ولفت بورجات إلى أنّ عبارة أوزيل "عندما نفوز نصبح ألمانا، وعندما نخسر مهاجرين" منتشرة بالشكل نفسه لدى المهاجرين في المجتمع الفرنسي.

وأكد أنّ "الفرنسيين بدورهم ينظرون إلى نجاحات المهاجرين على أنّها نجاحات فرنسية، فيما الإخفاقات على أنّها إخفاقاتهم كمهاجرين".

وذكر أنّ الفكر العنصري في أوروبا ليس جديدا، وإنما يعود إلى 3 أجيال تقريبا، داعيا إلى مراجعة تاريخ أوروبا الاستعماري، للتأكد من صحة ما ذهب إليه.

ودعا الباحث الفرنسي إلى ضرورة اشتمال الفكر الديمقراطي الذي تدّعيه أوروبا على الإيمان بحقوق المساواة والعدل والاحترام للشعوب الأخرى أيضا، تماما كما ترضاها وتقبلها أوروبا على مواطنيها ومجتمعاتها.

ورأى أنّ العنصرية باتت متلازمة لدى الفكر الأوروبي مع الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام والمسلمين)، مضيفا: "لم يعد هناك فرق كبير بين من يقوم بالتمييز العرقي ومّن يقوم بالتمييز الطائفي".

وختم "بورجات" حديثه قائلاً: "لكل دين سماته الخاصة به، بدلا من أن نضيّع وقتا في المطالبة بأمور نتعدّى من خلالها حدودنا، كأن نطالب بتغيير بعض الآيات القرآنية، علينا أن نبحث عن الأسباب التي تدفع ببعض الأفراد في أوروبا إلى التطرّف، وبالتالي إلى انخراطه في تنظيمات إرهابية".

زر الذهاب إلى الأعلى