هنا اوروبا

كل دقيقتين يختفي طفل في أوروبا…كثيرون منهم “مهاجرون”

 

بمعدل كل دقيقتين يختفي طفلٌ في أوروبا، عدد كبير من هؤلاء هم أطفالٌ مهاجرون، بعضهم وصل إلى أوروبا مع أسرته، والبعض الآخر بمفرده، يختفون بعد أن يتم تسجيلهم، دون معرفة طريقة وقف هذا الاختفاء.

 

 

قد لا يكون أوميد محمودي حيث هو اليوم، لو لم يكن هناك مهربي بشر، ففي عام 2011 دفع أوميد، الذي كان قاصرًا في وقتها، للمهربين لمساعدته في الوصول إلى أوروبا من أفغانستان.

استقر أوميد في السويد، وقد دخل العشرينيات منذ فترة قصيرة، تمكن من كتابة كتب حول تجربته وحصل على جوائز، كما أسس منظمة غير ربحية تعنى بشؤون القُصّر الذين وصلوا إلى أوروبا من دون أسرهم تحت اسم "Ennskommandes Forbund".

لكن وعلى عكس أوميد ليس كل الأطفال محظوظون في الوصول إلى ملاذٍ آمن، حيث تشير الأرقام إلى أن أكثر من عشرة آلاف طفل مهاجر غير مصحوبين بذوييهم، قد اختفوا في أوروبا في السنوات القليلة الماضية. حيث تم في ألمانيا وحدها التبليغ عن فقدان حوالي 9000 طفل قاصر دون والديهم خلال عام 2017 فقط.

منظمة "الأطفال المفقودون في أوروبا/ Missing Children Europe" وهي منظمة غير حكومية، تعمل على تجميع المعلومات من باقي المنظمات التي تعنى بتوثيق أرقام المفقودين والمعلومات عنهم، وتدير الخط الساخن 116000 للإبلاغ عن حالات الاختفاء ومعلومات عن المختفين. 

"الصورة قاتمة مؤخرًا"، تقول فيديريكا توسكانو من المنظمة، وتشير إلى أن "أكثر أعمار الأطفال المهاجرين المفقودين هي 13 سنة، وعدد منهم تم فقدانه بعد أن وصل إلى أوروبا".

 

 

22

 

 

 

 

لماذا يختفي الأطفال

برأي توسكانو فإن الأطفال المهاجرين يختفون لعدة أسباب " فبعضهم يشعر بالملل من الانتظار الطويل لتجهيز طلبات اللجوء، بينما يغادر آخرون بسبب خوفهم من إعادة إرسالهم إلى أوطانهم، أو العودة إلى البلد الذي وصلوا إليه في البداية في أوروبا"، وتشير إلى أن هذه الأسباب تنطبق بشكلٍ خاص على "الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عامًا، فهم يتقدمون بالسن، ولن يعودوا قاصرين بعد فترة، لذلك يخشون مما سيحدث عندما يبلغون الثامنة عشرة، وتنتهي حمايتهم كأطفال، حيث سيبدأ التعامل معهم كبالغين".

بينما "يغادر البعض بسبب الحالة المزرية في مراكز الاستقبال أو إقامة هؤلاء"، التي وصفتها سيارا سميث الخبيرة القانونية من جامعة أيرلندا الوطنية بأنها "غير إنسانية"، وتتابع "مراكز الاحتجاز وإقامة هؤلاء في النقاط الساخنة كاليونان وإيطالية، وضعها مزري، حيث يتم احتجاز هؤلاء الأطفال في مخيمات أشبه بمراكز الاعتقال، ولا يمكن تحملها على المدى الطويل".

مع عدم وجود تعامل لطيف أو أي مراعاة لحقوق هؤلاء الأطفال، عادةً ما يلجأ الأطفال إلى المهربين الذين ساعدوهم في البداية للانتقال من هذه المراكز والوصول إلى قلب أوروبا"

وتقول  فيديريكا توسكانو من منظمة "الأطفال المفقودون في أوروبا" "شبكات التهريب والإجرام عادةً ما تستغل هؤلاء الأطفال غير المصحوبين بذويهم، وتمارس عليهم ضغوط نفسية وجسدية فيضطرون لمغادرة مراكز الاحتجاز".

 

 

222

 

 

 

هدف للمتاجرين

يواجه الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يسلكون رحلتهم بمفردهم، أخطاراً لا توصف، وعلى الرغم من جهود "فرونتكس، يوروبول، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة"، غالبًا ما ينتهي الأمر بالأطفال القصر غير المصحوبين بذويهم كضحايا للإتجار بالبشر، بما في ذلك العمل والاستعباد الجنسي، والتسول القسري والإتجار بالمخدرات.

وتعتبر الفتيات المهاجرات القاصرات في إيطاليا على وجه الخصوص، أكثر عرضة للاستعباد الجنسي، بحسب منظمة الهجرة العالمية.

لا إصلاحات سريعة

تعمل السلطات الأوروبية على تحسين سكن الأطفال ودعم الخدمات، حيث تحاول السلطات إنشاء شبكة أوروبية من مؤسسات الوصاية، إلا أن هذه الإجراءات لا تزال بطيئة.

لكن الدول الأوروبية لم تصل إلى حل بعد لوضع خطة لتحسين عملية الإبلاغ عن المفقودين، وتوثيق حالات الاختفاء، فالبعض يريد تحديث قواعد البيانات الأوروبية لتخزين بصمات الأصابع للأشخاص الذين يتقدمون بطلب اللجوء أو دخول أوروبا بشكل غير شرعي، ولذلك اقترحت المفوضية الأوروبية تسجيل بصمات الأصابع والصور الفوتوغرافية للأطفال في سن السادسة.

 

 

3333333333

 

تقول توسكانو إن "هذه الخطة تخطو خطوة بعيدة، فإعطاء البصمات يفتح عالمًا كاملاً من الاحتمالات للدول الأعضاء حول كيفية تفسير هذا الاختفاء ودرجة العنف المسموح بها".

بينما يرى أوميد محمودي أن "البصمات يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، ويخشى الأطفال من أن يعطوا بصماتهم، حتى أن الأطفال في السادسة من العمر يخافون من ترحيلهم إذا تم القبض عليهم"، ويضيف "إلى جانب ذلك، هناك بالفعل بصمات لمعظم الأطفال المفقودين، ولا أحد يبحث عنها".

الاختفاء هو أحد "الأعراض" فقط

منظمة "أنقذوا الأطفال/ Save the Children" ترى أن إصلاح "قاعدة البيانات الأوروبية وتطويرها أمرٌ لن يمنع بمفرده اختفاء الأطفال، فالمؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء بحاجة إلى حماية الأطفال المهاجرين، على سبيل المثال إيجاد "سياسات تقييدية"، تساهم في اختفاء هؤلاء كتشديد الإجراءات على عمليات لم الشمل للأسر".

فيما ترى توسكانو أن "قوانين لم شمل الأسر الفعالة ستساهم في تقليل عدد الأطفال المفقودين"، وتشير إلى أن ما ينقص "ليس قلة البيانات بل إنما غياب الإرادة السياسية".

وتقول "إن المفقودين هم أعراض لأمراض أخرى ومواطن ضعف أخرى، وما نحتاجه هو العمل الدؤوب في العديد من المجالات".

 

 

44444444444

 

 

 

كيف يمكن المساعدة؟

هناك بعض الخطوات التي يمكن للأفراد اتخاذها للمساعدة، فإذا كنت طفلاً، يجب عليك الاتصال أو إرسال رسالة إلى الخط الساخن الأوروبي للأطفال 116000، ويمكن لأي شخص استخدام هذا الخط الساخن، وعندها سيرد على المكالمة موظف محلي من منظمة "الأطفال المفقودين في أوروبا".

كما يمكن للمساعدة في العثور على الأطفال المفقودين زيارة موقع المنظمة الوطنية للأطفال المفقودين في كل بلد، والبحث بين الصور وتفاصيل الأطفال المفقودين.

 

 

5555555555

 

 

 

ويمكن استخدام التطبيق الذي أطلقته منظمة "الأطفال المفقودون في أوروبا/ Missing Children Europe" في نيسان/ أبريل 2017 ، وهو تطبيق مجاني للهواتف الذكية، اسمه "مينييلا/Miniila"، يحوي خدمات باللغة العربية، ويحتوي على معلومات حول الحقوق وخدمات الدعم المحلية المتاحة لمساعدة الأطفال على إيجاد طريقهم بأمان إلى أوروبا.

 
 
 
 
 
 

.infomigrants.

زر الذهاب إلى الأعلى