6 ليال أوروبية لا تنسى
جاءت النهاية الصادمة لما شكل صحوة لافتة من جانب يوفنتوس في مواجهة ريـال مدريد على أرض استاد بيرنابو لتقسم الآراء. في الواقع، لقد كانت ركلة جزاء صحيحة، ولا يملك المرء سوى الشعور بالإعجاب حيال الخفة التي نجح بها مدافع يوفنتوس مهدي بن عطية في التسلل خلف جناح ريـال مدريد لوكاس فاسكيز، وكذلك شجاعة الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر في إصداره قرار العقاب. أيضاً، أثارت المباراة كثيرا من الحديث حول كونها واحدة من أكثر المباريات دراماتيكية في تاريخ بطولتي الكأس الأوروبية ودوري أبطال أوروبا. ومع هذا، ظلت حالة مستمرة من الجدال ملازمة للمراحل الأخيرة من البطولة، علاوة على أحداث درامية شهدتها المواجهات. «الغارديان» تستعرض هنا ستة ليالي أوروبية دراماتيكية أخرى جديرة بالنظر إليها.
1- نهائي 2005
(ميلان 3 – 3 ليفربول)
في هذه المواجهة التي فاز فيها ليفربول بركلات الترجيح 3 – 2 والتي شهدت واحدة من أكثر الصحوات غير المتوقعة، ويمكنك أن تصفها بأنها شهدت أعظم صور الهروب والتي أصبحت تعرف باسم «معجزة إسطنبول». في الواقع، اتسم الشوط الأول للمباراة بهيمنة كاملة لطرف واحد على نحو بدا مثيراً للحرج لدرجة أنه يقال إن بعض جماهير ليفربول حاولوا الخروج من الملعب بين الشوطين، لكنهم فوجئوا بالبوابات مغلقة. ونتيجة تعديل تكتيكي طفيف من جانب مدرب ليفربول رافا بينيتيز الذي استعان بديدي هامان خلال الشوط الثاني، والأداء البطولي من جانب ستيفين غيرارد وجيرزي دوديك، نجح ليفربول في التعافي وسد فجوة من ثلاثة أهداف، ثم وصل إلى الوقت الإضافي، وبعده فاز بركلات الترجيح. باختصار، كانت مباراة تستعصي على النسيان.
2- قبل نهائي 2009
(تشيلسي 1 – 1 برشلونة)
النتيجة الإجمالية كانت 1 – 1. تشكل هذه المباراة بالتأكيد ذروة الظلم الكروي الأوروبي، مع رفض الحكم النرويجي توم هينينغ أوفريبو الإنصات إلى مناشدات لاعبي تشيلسي احتساب ركلة جزاء لصالحهم في أربعة مواقف بدت منطقية وذلك قبل أن يسجل أندريس أنيستا هدفاً في الدقيقة 90 ليحمل برشلونة تحت قيادة المدرب جوسيب غوارديولا إلى النهائي بفضل الكرة الوحيدة التي صوبها لاعبو برشلونة على مرمى الخصم على امتداد المباراة. ومن بين أشهر الصور التي لا تزال عالقة في أذهان الكثيرين من تلك الليلة جري مايكل بالاك مسافة منتصف الملعب تقريباً وهو يصيح معترضاً على الحكم، قبل أن يلقي ديدييه دروغبا بجام غضبه أمام الكاميرات، الأمر الذي تسبب في تعرضه للإيقاف خمس مباريات. وبعد بضع سنوات، أعلن الحكم النرويجي اعتذاره، لكن بعد فوات الأوان.
3- قبل نهائي 2010
(برشلونة 1 – 0 إنترميلان)
كانت النتيجة الإجمالية 2 – 3. كان برشلونة في ذروة تألقه تحت قيادة غوارديولا عام 2010، لكن الإنتر وصل استاد كامب نو متقدماً بنتيجة 3 – 1 خلال مباراة الذهاب. وسرعان ما تقلص عدد لاعبي الفريق الزائر إلى 10 عندما تعرض ثياغو موتا للطرد خلال الشوط الأول، لكن ما أعقب هذا القرار كان درساً في فن الدفاع والتنظيم داخل الملعب، وذلك مع تخلي الإنتر عن أي محاولة للهجوم بهدف حشد جميع مواردهم على منع برشلونة من تسجيل أي هدف جديد. كانت تلك فترة ذروة تألق مدرب الإنتر جوزيه مورينيو الذي بعد أن تفوق على غوارديولا من حيث الذكاء، جابه بعض المشكلات من جانب بايرن ميونيخ تحت قيادة لويس فان غال في النهائي. وفجأة، وجد الإنتر نفسه صاحب إنجاز تاريخي بحصده ثلاث بطولات كبرى – الدوري الإيطالي الممتاز والكأس الإيطالية ودوري أبطال أوروبا.
4- نهائي 1960
(ريـال مدريد 7 – 3
آينتراخت فرانكفورت)
بالتأكيد تبدو مباراة نهائي تشهد تسجيل 10 أهداف حدثاً دراماتيكياً، حتى وإن كان توزيع الأهداف يوحي بأن المباراة كانت في معظمها من طرف واحد – داخل بريطانيا على الأقل – بدا أن تلك هي اللحظة التي نضجت فيها بطولة الكأس الأوروبية. وحملت مباراة النهائي قدراً لافتاً من المتعة في ظل حضور جماهيري هائل بلغ 127.621 متفرجا. وبدت بريطانيا بأكملها مستمتعة ومتشوقة نحو مزيد من هذا الطراز الرفيع من كرة القدم.
5- ربع النهائي 1977
(ليفربول 3 – 1 سانت إتيان)
النتيجة الإجمالية 3 – 2. رغم أن هذا الأمر قد يبدو غريباً اليوم، لكن في ذلك اليوم شعرت البلاد بأكملها بالدهشة إزاء روعة الليالي الأوروبية على أرض استاد أنفيلد. كان ليفربول تحت قيادة المدرب بوب بيزلي ينطلق نحو آفاق جديدة، خاصة أنه في عهد بيل شانكلي لم يعرف النادي مذاق النجاح الأوروبي. وعندما سجل أبطال فرنسا هدفاً خارج أرضهم، أصبح صاحب الأرض بحاجة إلى اثنين كي يتقدم. وبفضل الدعم الجماهيري القوي، نجح راي كينيدي وديفيد فيركلوف في إحراز الهدفين.
6- نهائي 1999
(بايرن ميونيخ 1 – 2 مانشستر يونايتد)
بدا الإنجاز الثلاثي الذي حققه مانشستر يونايتد غير دراماتيكي حينها – ذلك أن فريقاً واهناً بدا مفتقراً إلى الذكاء والإرادة اللتين تؤهلانه للتغلب على هدف ماريو بيسلر المبكر. ومع هذا، فإن أشهر ثلاث دقائق من الوقت الإضافي في تاريخ كرة القدم بدل هذا الحال برمته. نجح اللاعبان الاحتياطيان تيدي شيرينغهام وأولي غونر سولسكير في إضافة هدف في وقت متأخر من المباراة، تبعه هدف آخر ليتركا مدافعي الفريق المقابل على الأرض في ذهول. وقد اضطر رئيس «يويفا»، لينارت يوهانسون من إزالة شرائط بايرن ميونيخ من على الكأس قبل تقديمها إلى الفريق الفائز. وعلق على النتيجة بقوله: «لا أستطيع تصديق ما حدث. الفائزون يبكون والخاسرون يرقصون!».