أكاديمية DW للإعلام تخصص مقاعد في برنامج الماجستير للاجئين
للسنة الثانية على التوالي، تخصص أكاديمية DW للإعلام في مدينة بون الألمانية مقاعداً في برنامج الماجستير "الدراسات الإعلامية الدولية" للاجئين الذين لديهم خبرة إعلامية. فما هي التسهيلات المقدمة للاجئين؟
بعدما وصل فارس عبدالكريم إلى ألمانيا قبل حوالي ثلاث سنوات، بدأ بالسعي لإيجاد موطئ قدم له في إحدى المؤسسات الإعلامية. ورغم دراسته الهندسة المعمارية في سوريا، إلا أن حلمه كان دائماً العمل في مجال الإعلام كما يقول، فقد عمل مصمماً للغرافيكس في الكويت وسوريا قبل أن يتوجه إلى ألمانيا. وقد تحقق حلم عبدالكريم، الحاصل على حق الحماية في ألمانيا، بدخول مجال الإعلام في هذا البلد الجديد من خلال قبوله في برنامج الماجستير "الدراسات الإعلامية الدولية" في أكاديمية دويتشه فيله- DW للإعلام، والذي بدأ عام 2009 بالتعاون مع جامعة بون، معهد "راين زيغ".
يقول عبدالكريم لمهاجر نيوز: "ما يميّز برنامج الماجستير هنا هو مزج الدراسة النظرية بالخبرة العملية، وعدم الاقتصار على تقديم المعلومات النظرية فقط، كما هو الحال في الدراسة الجامعية". ويمتد هذا البرنامج الدراسي على أربعة فصول دراسية آخرها مخصص لكتابة رسالة الماجستير، ويحصل الطالب في نهاية دراسته على شهادة Master of Art أو MA التي تؤهله أيضاً لمتابعة الدراسة ونيل شهادة الدكتوراه.
برنامج تحضيري
وعبدالكريم هو واحد من أربعة طلاب لاجئين تم قبولهم في هذا البرنامج هذه السنة، ثلاثة من سوريا وواحد من غينيا. ويستعد الطلاب الأربعة للبدء بالدراسة في الفصل الدراسي الشتوي 2018/2019 من خلال برنامج تحضيري لبضعة أشهر، يتضمّن مقدّمة عن نظام الإعلام في ألمانيا، بالإضافة إلى تحسين اللغة الألمانية والإنجليزية وجولات إلى العديد من المنظمات الدولية، بحسب الموقع الرسمي للأكاديمية.
طلاب في برنامج الماجستير مع موظفي الأكاديمية
ويرى عبدالكريم تخصيص مقاعد للاجئين في هذا البرنامج خطوة إيجابية، ويضيف: "هذه الخطوة تساعد اللاجئين على التعرف على المجتمع الجديد وبيئة العمل بشكل أفضل بالإضافة إلى بناء شبكة من العلاقات مع مختصين في المجال الإعلامي". وتقول الأكاديمية إن هدفها من تقديم مقاعد للاجئين للعام الثاني على التوالي هو إتاحة الفرصة للموهوبين منهم لمواصلة تطورهم المهني، بالرغم من الظروف الصعبة التي مروا بها.
وقد اختارت الأكاديمية أربعة طلاب لاجئين من بين أكثر من 100 متقدم، كما يقول رئيس قسم التعليم والخدمات المركزية في أكاديمية DW البروفيسور كريسوفر شميت، مضيفاً أن "أولئك الطلاب يضفون تنوعاً على برنامج الماجستير الذي سيدرسونه". ويؤكّد الطالب فارس عبدالكريم أن أهمّ ما يميّز الأكاديمية هو التنوع الموجود فيها، مما يفتح آفاقاً أمام الطلاب للتعرف على ثقافات أخرى أيضاً إلى جانب الدراسة.
شروط التقديم للبرنامج:
وتتضمن شروط القبول التي يجب أن تتوفر في الراغبين في الدراسة في هذا التخصص؛ حيازة شهادة جامعية وخبرة في المجال الإعلامي لمدة سنة على الأقل، بالإضافة إلى ذلك يفترض في المرشح إتقان اللغتين الألمانية والإنجليزية.
تسهيلات للاجئين:
ومنذ السنة الماضية قدمت الأكاديمية تسهيلات للاجئين ومنها؛ أنه يكفي أن تتوفر لدى اللاجئ معرفة جيدة باللغة الألمانية، لتساعده الأكاديمية بتحسين قدراته اللغوية في اللغة الألمانية حتى المستوى B2 في حال قبوله. كما أن فقدان الأوراق ليس سبباً لاستبعاد اللاجئين من القبول في هذا البرنامج، حيث يتمّ فحص مقدرات الشخص المتقدّم بشكل فردي في هذه الحالة، بحسب الموقع الرسمي للأكاديمية. وبالإضافة إلى ذلك فإن الاكاديمية تعفي الطلاب اللاجئين من دفع الرسوم الدراسية التي تبلغ 6000 يورو للسنتي الدراسة، ضمن منحة تقدّم إلى طلاب آخرين من دول العالم الثالث أيضاً.
تسريع وتيرة الاندماج
الصحفي السوري صخر المحمد الذي كان قد قبُل في أول برنامج ماجستير مخصص للاجئين في أكاديمية دويتشه فيله- DW العام الماضي، أكّد لمهاجر نيوز أن ما يميّز البرنامج هو "البيئة العالمية" التي يشعر الطالب أنه يعيش فيها، حيث أن الطلاب يأتون من العديد من الدول ويتحدثون عن تجاربهم في بلدانهم، ما يشكل فرصة للاطلاع على المستويات الإعلامية في بلدان من قارات مختلفة، على حد تعبيره.
صخر المحمد يدرس في برنامج الماجستير في أكاديمية DW
يقول المحمد الذي وصل لاجئاً إلى ألمانيا قبل حوالي ثلاث سنوات ويكمل دراسته الآن في الأكاديمية "قبولي في برنامج الماجستير سارع من وتيرة اندماجي في المجتمع الألماني"، ويتابع "هنا يساعدون الطلاب على فهم نظام الدراسة الأكاديمية في ألمانيا بالتوازي مع الاندماج في بيئة العمل، ما يزيد من فرص الصحفي المتخرج بدخول سوق العمل".
ويكتسب الطلاب في هذا البرنامج، بحسب المحمد، العديد من الخبرات الإعلامية والصحفية، مثل كيفية الإدارة الإعلامية وماهية العناصر التي تشكل أساس نجاح أي مشروع إعلامي، قد يرغب اللاجئون بتأسيسه في بلدانهم الأصلية مثلاً، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة بالموارد البشرية والتمويل.
ويؤكّد صخر المحمد أن أهم ما في البرنامج هو مراعاته لظروف اللاجئين، لكن مع التركيز على إيجابياته وخبراته، ويتابع: "هنا يتولد الإحساس لدى اللاجئ بأن هناك من يدعمه دون أن ينظر إليه بعين الشفقة، فهو يشعر بالانتماء لمؤسسة لديها رغبة جدية بمساعدة القادمين الجدد وتقديم التسهيلات لهم مع التركيز على تطوير قدراتهم الإيجابية".
.infomigrants.