أخبار

تقرير: بعد الأكراد.. 7 ملايين عربي تركي يرفضون سياسة “التتريك”

في الوقت الذي تتفاقم فيه المشكلة الكردية في تركيا، وبعد انخراط أنقرة بشكل متزايد في مشاكل المنطقة العربية، أصبحت تركيا، في مواجهة احتمالات جديدة، خاصةً في ظل شعور مواطنيها العرب بالغبن والحيف نتيجة لسياسة التتريك المعتمدة منذ قيام الجمهورية على أنقاض السلطنة العثمانية، في ظل وجود أكثر من 7 ملايين عربي تركي، وفق تقرير لصحيفة زمان التركية الأحد.

ويُشكل العرب في تركيا حسب الصحيفة 7 ملايين مواطن، من أصل 80 مليون تركي، إلى جانب بضع ملايين من اللاجئين العرب، خاصةً السوريين، إلى جانب العراقيين.
وحسب زمان يتمركز عرب تركيا بشكل رئيسي في الأقاليم السورية الشمالية سابقاً، في أورفة، وماردين، وأضنة، ومرسين، وعثمانية، وكلس، وعنتاب، إلى جانب لواء الإسكندرونة الشهير، وعاصمته أنطاكية، وفي مناطق أخرى على الحدود مع العراق، وسوريا، مثل شرناق، وموش، وبدليس، وباتمان، وسعرد.

وتُعد مدينة ماردين أكبر وأقدم مدن تركيا العربية، ويعود الوجود العرب فيها إلى ما قبل الإسلام، وامتد الحضور العربي وتدفق العرب على المناطق التي تُشكل تركيا اليوم، إلى زمن السلطنة العثمانية، وأشهرها قبائل جيس، وبني أسد المستقرة في قزلتبا، وحران، وأورفا ونواحيها.

ويُعبر توزيع الحضور العربي في تركيا، عن تأصل وقدم حضور القبائل العربية في المنطقة، حتى قبل الفتوحات الإسلامية، وقبل وصول الأكراد من جبال فارس، والأتراك أنفسهم من آسيا الوسطى، والأناضول.

وتُعد مناطق جنوب شرق تركيا أبرز نموذج لهذا الحضور العربي، وهي التي تُسمى إلى الآن رغم كل المحاولات المبذولة على امتداد قرون، بديار بكر، نسبةً إلى قبيلة بكر بن وائل.

ووجد القسم الأكبر من العرب أنفسهم ضمن تركيا بعد أن ضُمت مناطقهم أي الأقاليم السورية الشمالية، في إطار معاهدة لوزان بين تركيا والحلفاء في 1922، التي عوضت اتفاقيات لندن في 1915، وسايكس بيكو في 1916 وسيفر في 1920، والتي فُصلت بموجبها الجزيرة السورية عن امتدادها الجغرافي في ما أصبح يُعرف بدولة تركيا، خاصةً الأراضي الفراتية الغنية والخصبة. 

وإلى جانب تقسيم عرب المنطقة على حدود دولتين، سوريا وتركيا، عانى سكان المنطقة من سياسة التتريك القسرية التي اعتمدتها الجمهورية الناشئة، والتي طالت العرب إلى جانب المكون البارز الآخر في تركيا، الأكراد الذين يُشكلون حوالي 20% من سكان البلاد.

وأجبر العرب في إطار هذه السياسة القاسية على ارتداء الزي التركي، مثل الأقليات الأخرى، وعلى تغيير أسماء القرى والبلدات، والعائلات، إلى أسماء تركية، وعلى الحديث بالتركية ومنع اللغة العربية من التداول، وفق زمان.

ورغم كل هذه الإجراءات المستمرة منذ أكثر من 7 عقود إلا أن عرب تركيا، نجحوا في الحفاظ على لغتهم، وعاداتهم العربية، ومقاومة التتريك على طريقتهم، بالحفاظ على اللغة رغم ما طالها من غزو ثقافي، ومن طغيان للكلمات والمصطلحات التركية، والدخيلة.
 
ويُشير تقرير الصحيفة إلى موجة النزوح والهجرات الكبرى التي عرفتها التجمعات العربية في تركيا، بسبب سياسة القمع والاضطهاد، خاصةً أثناء ثورة الأكراد بقيادة الشيخ سعيد بيران في 1925، الذي أعدم لاحقاً بعد قيادته انتفاضة الأكراد والعرب، والأشوريين والأرمن في تركيا، في منتصف العشرينات.

وأجبر العرب على الهرب إلى سوريا، والعراق، ولبنان، ثم لاحقاً إلى أوروبا، وأمريكا، وغيرها من دول العالم المختلفة، رفضاً للتريك وسياسة التذويب والصهر الثقافي والتاريخي المستمرة منذ إقامة الجمهورية التركية.

وحافظ الحضور العربي في تركيا رغم ذلك على نموه، ليُشكل حالياً حوالي 9% من إجمالي السكان، وعلى تنوعه الثقافي والطائفي، إذ يدين أغلبهم في ماردين، وعبدين بالإسلام والمذهب السني، في حين يدين أغلب عرب الإسكندرونة بالمذهب العلوي، في حين تدين أعداد أخرى متفاوتة الأهمية بالمسيحية ويُشكلون جزءاً كبيراً من السريان، خاصةً لإي أورفة، وماردين.

 أبوظبي

 
زر الذهاب إلى الأعلى