أخبار

السياحة الأوروبية تعود تدريجياً والعربية تنتظر السيطرة على «كوفيد – 19»

الطلب على السياحة في الدول العربية لم يتراجع ولكنه ينتظر حاليا فتح الحدود واستئناف رحلات الطيران وفتح الفنادق، وهذه الحلقات جميعها مرتبطة بالسيطرة على انتشار فيروس «كوفيد – 19» وتراجع معدل الإصابة به إلى أقل من 1:1.

السيطرة على الفيروس في الدول العربية مسألة حيوية من جانب عودة السياحة من ناحية، وأيضا بالنسبة لسفر السياح العرب إلى الخارج. فالدول الأوروبية التي بدأت تخرج تدريجيا من الحجر الصحي بدأت تفتح أبوابها تدريجيا للسياحة الخارجية ولكن بشروط منها ألا تكون الدول المصدرة للسياح عالية الخطورة. ولا تزال الدول الأوروبية وأميركا وأستراليا مغلقة أمام دول الشرق الأوسط حتى تستقر معدلات الإصابة إلى المستوى المقبول.

وكانت آخر آثار توقف النشاط السياحي حاليا إلغاء معرض «الملتقى» السياحي السنوي في دبي لهذا العام وتحويله إلى جلسات افتراضية بالفيديو. وقررت إدارة المعرض تأجيل الحدث إلى أيام 16 – 19 مايو (أيار) 2021. وكان الاستنتاج الرئيسي من حدث هذا العام هو أن السياحة العربية خسرت حتى الآن في موسم 2020 30.6 مليار دولار بسبب تداعيات «كوفيد – 19».

وأجرى باحثون على موقع إنستغرام إحصاء لأهم المواقع التي افتقدها سياح العالم خلال الشهور الماضية، وذلك بمراجعة ما يقرب من ربع مليون إضافة لهاشتاغ (#Takemeback) اتضح من تحليلها أن معظم السياح المنتظرين لفك الحظر على السفر الجوي يتوقون إلى زيارة أهرامات الجيزة في مصر. وتأتي بعدها جزيرة بالي في إندونيسيا وجزيرة سانتوريني اليونانية، ومدينة ديزني الترفيهية الأميركية في فلوريدا ثم نيويورك وباريس ولندن.

– خطوط الطيران

تقود طيران الإمارات جهود العودة إلى طبيعة النشاط بالإعلان عن نشاط العودة إلى السفر الجوي إلى تسع مدن بإجراءات سفر جديدة. الحضور إلى المطار لم يعد قبل ساعتين من السفر وإنما ثلاث ساعات على الأقل. وتسافر طيران الإمارات حاليا إلى لندن وميلانو بنسبة ركاب تتراوح ما بين 30 و50 في المائة وفقا لدرجة السفر. وكانت الرحلة 001 إلى لندن هي أول رحلة تجارية من الشركة بعد توقف دام نحو شهرين.

من التغييرات التي طرأت على رحلات الشركة ارتداء الكمامات للركاب وطاقم الخدمة مع أغطية للملابس وقفازات لأفراد الطاقم تستعمل لمرة واحدة. ويخصص أحد أفراد الطاقم لعمليات التعقيم الدوري لأرجاء الطائرة. وتجرى اختبارات سلامة الركاب من الفيروس قبل السفر.
وفي مطار دبي يبتعد الركاب عن طاقم الإمارات الأرضي وفحص الجوازات بمسافات كافية وراء مكاتب عريضة وحواجز زجاجية. ويتم قياس درجات حرارة الركاب ضمن ممر خاص. وفي الصالات والسوق الحرة تطبق قواعد المسافات الآمنة بين الركاب. ولا يجب على الركاب اصطحاب أكثر من حقيبة يد واحدة في المقصورة.

وتعد الوجهات التسع الحالية هي بداية لعودة النشاط بعد أن كانت الشركة تسافر إلى 157 وجهة عالمية قبل بداية وباء «كوفيد – 19». ومن المتوقع أن ترسم خطوط الإمارات ملامح المستقبل لشركات المنطقة في فترة ما بعد الوباء.

وفيما يتعلق بالشركات الأخرى هناك ما يقتصر نشاطها على نقل المواطنين المحليين (الاتحاد) أو إعادة المغتربين لبلدهم (مصر للطيران) أو الطيران الداخلي (الخطوط السعودية). وهناك طيران العمانية التي قامت برحلة إلى لندن في شهر مايو الماضي لإعادة مواطنين إلى مسقط. ولا تطير الخطوط العمانية حاليا إلى خارج سلطنة عمان.

ويعمل مطار هيثرو حاليا بطاقة محدودة من صالتي 2 و5 بينما تم إغلاق القاعة الثالثة العالمية والقاعة الرابعة أيضا. وتستعد بعض الشركات لاستئناف الطيران قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) 2020، ومنها شركات الاتحاد. كما أعلنت شركة «إيزي جت» أنها سوف تستأنف الطيران إلى 75 في المائة من وجهاتها بحلول شهر أغسطس (آب) المقبل.

وأعلنت إسبانيا أنها سوف تفتح أبوابها للسياحة اعتبارا من شهر يوليو (تموز) 2020 خصوصا في المناطق التي عبرت المرحلة الثالثة من التصدي للفيروس. وسوف يكون الانفتاح الإسباني على مراحل تبدأ بالسياحة المحلية ثم الأوروبية.

وصرحت قبرص أنها سوف تسمح بدخول السياح الأوروبيين ما عدا البريطانيين نظرا لارتفاع معدل الإصابة والوفاة من العدوى في بريطانيا. ورغم المخاوف من موجة عدوى ثانية، إلا أن معظم الدول الأوروبية تحاول الموازنة بين معدل المخاطر الصحية وبين الخسائر الاقتصادية المتراكمة منذ بداية الوباء.

عودة السياحة الأوروبية سوف تكون تدريجية، وهي ليست مفتوحة حاليا لدول من خارج أوروبا. وحتى داخل الدول نفسها يتم السماح بحرية الحركة بين مناطق معينة وإغلاقها في مناطق أخرى (مثل مدريد في إسبانيا) وفق معدلات العدوى. وما زالت بريطانيا تفرض عزلا لمدة أسبوعين للقادمين إليها من الخارج.

أما الدول العربية، فهي تنتظر تخطي مرحلة الذروة في العدوى واستعادة زمام السيطرة على «كوفيد – 19» قبل التفكير في فتح أبواب السياحة منها وإليها. وسوف تكون بدايات العودة إلى النشاط الطبيعي عندما تقرر شركات الطيران الأجنبية استئناف رحلاتها إلى المطارات العربية. وقد تكون البدايات إلى مناطق سياحية محدودة ومعزولة مثل شرم الشيخ في مصر وصلالة في سلطنة عمان.
aawsat
 

زر الذهاب إلى الأعلى