باريس: إغلاق مركز “لاشابيل”…مهاجرون يواجهون المصير المجهول
عقد إغلاق مركز "لاشابيل" لاستقبال المهاجرين في المقاطعة 18 من باريس أكثر أوضاع المهاجرين، بل وحتى من متاعب المنظمات الإنسانية التي تعمل لصالحهم. ويعيش الجميع فترة غموض، رغم أن الجهات الرسمية قالت إنها ستفتح بدل ذلك خمسة مراكز بإمكانها استقبال 750 مهاجرا. ويضطر الكثير من هؤلاء المهاجرين إلى العيش في المخيمات التي تضم حوالي ألفي مهاجر، حسب المنظمات الإنسانية.
الساعة تشير إلى العاشرة صباحا. الهدوء سيد المكان بمحيط مركز الاشابيل لاستقبال المهاجرين في الدائرة 18 من باريس، على عكس ما ظل مألوفا بالمنطقة، حيث كانت تضج بالحركة، وذلك بعد غلق أبوابه في نهاية الشهر الماضي. ومن المرتقب أن تفتح خمسة مراكز استقبال جديدة أبوابها في وجه المهاجرين، حسب الجهات الرسمية.
"نتظر عناوين مراكز الاستقبال الجديدة، هناك غموض كلي حول مستقبل هؤلاء المهاجرين". بهذه العبارة لخص أحد المتطوعين في منظمة إنسانية، فضل عد ذكر اسمه، الوضع العام الذي يوجد عليه المهاجرون والمنظمات الإنسانية على السواء إثر الإغلاق النهائي للمركز.
وكان إحداثه بهدف استقبال المهاجرين الواصلين إلى العاصمة الفرنسية، خاصة الأسر والقاصرين. وحسب بلدية باريس، التي كانت وراء إنشائه وأوكلت مهمة تسييره للمنظمة الإنسانية "إيمايويس، فالمركز استقبل منذ فتح أبوابه في ربيع 2016 حتى نهاية الشهر الماضي 25 ألف شخص.
مخيم للمهاجرين في باريس
وضعية المهاجرين تزداد تعقيدا
بعيدا بأمتار قليلة عن مركز "لاشابيل"، يصطف مهاجرون في طابور عند باب مقر جمعية "يوتوبيا 56"، ينتظرون دورهم للحصول على كأس شاي أو قهوة مع قطعة خبز. "آتي إلى هنا صباح ومساء كل يوم للحصول على كأس شاي"، يقول السوداني إبراهيم لمهاجر نيوز.
ويسكن إبراهيم في مخيم عشوائي أقامه المهاجرون تحت جسر قناة سان دوني شمالي العاصمة الفرنسية. والكثير منهم يأتون إلى مقر "يوتوبيا 56" للحصول على الطعام. "لم أجد أي مأوى غير هذا المخيم"، يحدث إبراهيم مهاجر نيوز، مثيرا وضعية صعبة يعيشها المهاجرون في الشارع، ضاعف من تعقيدها إغلاق مركز "لاشابيل" لاستقبال المهاجرين.
"المهاجرون في هذا المخيم عرضة للعديد من الأمراض كالسل والجرب وغيرها"، تلفت الممرضة أمال التي تعمل لصالح المصالح الاجتماعية في بلدية باريس. وتحضر إلى المخيم لتقديم العلاجات المستعجلة خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري، السل، وغيرها.
مهاجرون في مخيم قناة سان دوني
انتظار المجهول
والعديد من هؤلاء المهاجرين تنطبق عليهم معاهدة دبلن أو ما يعرف في قاموس المهتمين بشؤون اللجوء والهجرة بـ"دوبلنيه"، وهم المهاجرون الذين أخذت بصماتهم في بلد أوروبي آخر. "غالبيتهم من المهاجرين دوبلنيه، نشرح لهم أنه تنعدم حظوظهم في الحصول على حق اللجوء، وعليهم العودة إلى إيطاليا، لكن لا يرغبون في ذلك"، يؤكد أحد العاملين في منظمة إنسانية لمهاجر نيوز، حيث أن أغلب هؤلاء المهاجرين وصلوا إلى فرنسا عبر إيطاليا.
"أحب أن أستقر هنا في فرنسا، لكن للأسف فرنسا ترفض استقبالنا، ولا أدري أين سأتجه مستقبلا"، يبوح محمود، وهو شاب مصري انتهى من غسل وجهه على التو بعد استيقاظه من النوم في المخيم، بما يخامره لمهاجر نيوز. وفضل محمود الانتقال إلى فرنسا على البقاء في إيطاليا، قال لظروفه الخاصة، رغم حصوله على اللجوء في هذا البلد.
وينتشر إحساس كبير بالضياع وسط هؤلاء المهاجرين، الذين قضى العديد منهم سنوات من العمر في رحلة الهجرة. "لا أعلم ما الذي ينتظرني، لي موعد الإثنين في المحافظة للنظر في ملفي"، يقول إبراهيم لمهاجر نيوز، الذي تم ترحيله جوا إلى إيطاليا، إلا أنه عاد مجددا إلى فرنسا، ويقيم حاليا في المخيم العشوائي تحت جسر قناة سان دوني.