تحقيقات ومقابلات

مقاتل سابق في داعش: “لقد خدعونا”

"أردت فقط أن أقاتل من أجل الإسلام الحقيقي. لقد خدعونا"، هذا ما قاله أحد مقاتلي تنظيم داعش السابقين في الفلبين، الذي فقد عائلته عندما انهارت "الخلافة" المزعومة للتنظيم، في بلدة ماراوي.

وفيما يشهد التنظيم خسائر فادحة وانهيارات ضخمة في آخر جيوبه في مدينة الباغوز السورية، يسترجع أليكس (38 عاماً)، كيف تورط بانضمامه وابنه في صفوف التنظيم المتطرف في ماراوي التي شهدت نزاعاً دام 5 أشهر عام 2017.
 
يقول أليكس: "ادعوا أنهم هم الذين يناضلون من أجل الجهاد الحقيقي. سنقاتل حتى الموت وسنحصد مكافأتنا في الآخرة".
 
وتابع "كنت قلقاً على ابني، قال إنه يريد القتال وهو في عمر الـ13، ولم يكن يعرف كيف يحمل سلاحاً. لم أتمكن من فعل أي شيء لمنعه، أردت فقط أن أقاتل من أجل الإسلام الحقيقي. لقد خدعونا. ما فعلناه كان خطأً حقاً"، بحسب تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية.
 
 
في 2017، حاصرت مجموعة متطرفة المدينة تحت راية داعش، ما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص. وبعد أكثر من عام، لا يزال الجيش الفلبيني يحارب المقاتلين الباقين العازمين على التجنيد من أجل التنظيم.
 
مدينة أشباح، هكذا سُميت ماراوي، حيث لا تزال أعمال إعادة التأهيل الحكومية تعاني من التأخير، ما يعني أن ما يقرب من 50 ألف ساكن، أو ربع سكان المدينة، لا يزالون غير قادرين على العودة إلى منازلهم.
 
يقول أليكس إنه ترك القتال في ماراوي بعد حوالي شهرين، بعد أن شعر بالذنب عندما رأى المدنيون وهم يقتلون ويعانون، فقرر أن يهرب بتهديده ملاحاً كان ينقل الذخيرة إلى المعركة، إلا أن ابنه رفض الرحيل معه، وتوفي بعد ذلك خلال الحرب.
 

"حياة سلمية"

يقول المقاتل السابق في داعش: "تعبت من الجري، أريد فقط بداية جديدة وحياة سلمية"، إلا أن هذه لم تكن أمنياته وحده، بل كانت صلوات حوالي 135 من المقاتلين السابقين الذين استسلموا معه، ويأملون الآن في وعود الحكومة بأن يتمكنوا من بدء حياة جديدة حال تخلوا عن أسلحتهم.
 
وتسعى الحكومة الفلبينية إلى إعادة دمج المقاتلين السابقين في المجتمع، وهو أحد التدابير في حملة كبيرة لمنع عودة ظهور داعش في البلاد.
 
يوضح القائد العسكري العقيد روميو براونر ، إن "روح المصالحة هي المفهوم الرئيسي وراء هذا المسعى، فبينما تعالج الحكومة احتياجات النازحين داخلياً، تسعى أيضاً إلى إيجاد حل لمشكلة التطرف والإرهاب العنيفين".
 
تم تجنيد أليكس للانضمام إلى مجموعة موتي التابعة لداعش في أبريل (نيسان) 2016، من قبل زعيم ديني محلي في مسقط رأسه في بياغابو، الحدودية مع ماراوي. 
 
وكان أليكس يقاتل مع جبهة تحرير مورو الإسلامية، وهي المجموعة المتمردة الرئيسية التي وقعت منذ ذلك الحين اتفاقية سلام مع الحكومة. 
 
ويقول إن تجربته القتالية كمقاتل سابق في جبهة تحرير مورو الإسلامية، ربما كان السبب في استهدافه من قبل مجندي داعش.
 
وستقود الجبهة في الوقت الراهن منطقة إسلامية مستقلة جديدة، تعد بمحاربة التطرف في المنطقة، بحسب الصحيفة.
 
 
حياة أفضل
ومثل أليكس، ترك نحو 16 عنصراً من التنظيم القتال في ماراوي، بعد شهرين من الحرب، حيث صعدوا على متن مركبتين، وخاطروا بالإبحار.
 
يقول أليكس: "يسموننا بالخونة. سيقتلونني إذا رأوني. لكنني سأقتلهم أولاً"، بعد أن حاول الهروب إلى البلدات الجبلية المحيطة بماراوي.
 

وأضاف "نحن أفضل حالاً الآن. يمكننا البقاء مع عائلاتنا، لدي أصدقاء في الجيش. من كان يظن أنني أستطيع تكوين صداقات مع الجنود الذين اعتدت القتال ضدهم؟".

 
 
 
 
 
24
زر الذهاب إلى الأعلى