ألمانيا: السجن ست سنوات لمراهقة متشددة طعنت شرطياً
رفضت المحكمة الاتحادية الألمانية طعناً تقدم به ممثلو الدفاع عن المراهقة صافية س. (17 سنة) ضد حكم بالسجن أصدرته محكمة سيلله في ولاية سكسونيا السفلى.
وأكدت المحكمة الاتحادية بقرارها، الذي صدر أمس (الخميس)، الحكم الصادر عن محكمة سيلله بحبس القاصرة المغربية الأصل صافية س. بالسجن لمدة ست سنوات بعد أن دانتها بمحاولة القتل وإلحاق أضرار جسدية بالغة والتعاطف مع «داعش». واعتبرت المحكمة حينها الحكم مخففاً بسبب انطباق قانون أحكام الشباب في قضية المتهمة الشابة. وسبق للمتهمة أن اعترفت بجنايتها، لكنها نفت نية القتل، كما وجهت رسالة اعتذار إلى الشرطي عما اقترفته يداها بحقه.
كما حكمت محكمة سيلله في العام الماضي على زميل لصافية اسمه محمد حسن ك. (20 سنة) بالسجن لمدة سنتين ونصف بسبب عدم التبليغ عن نواياها رغم معرفته المسبقة بخططها. كما أوصت المحكمة بتصنيف محمد حسن ك.، وهو ألماني من أصل سوري، في خانة «الخطرين» من قبل قوات الأمن وفرض الرقابة عليه.
وكانت صافية بعمر 15 سنة حينما طعنت شرطياً (34 سنة) في عنقه يوم 26 فبراير (شباط) 2016 في محطة قطارات مدينة هانوفر. واستخدمت القاصرة سكين مطبخ طويلة، كانت قد خبأتها في كم جاكيتة ترتديها في طعن الشرطي (جرح زاد عمقه عن 5 سنتمترات)، بينما كان يدقق في أوراقها الثبوتية.
واستخدمت النيابة العامة في إدانتها شريط فيديو، صورته المتهمة بنفسها، وتتحدث فيه عن عملية انتحارية، وأرسلته إلى رجال اتصال من «داعش»، وسألتهم المشورة حول كيفية تنفيذ العمل. والمعتقد أنها أقامت هذه الصلات خلال زيارتها إلى تركيا في محاولة للتسلل إلى سوريا والالتحاق بمقاتلي التنظيم الإرهابي.
وظهرت صافية وهي بعمر 7 سنوات في أفلام فيديو على الإنترنت في ضيافة المتطرف بيير فوغل، الذي تصنفه دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) في قائمة دعاة الكراهية بين الشعوب والأديان.
قبل شهر من طعنها الشرطي في هانوفر، سافرت صافية س. إلى تركيا مستخدمة «ترخيصاً مزوراً» من والديها بغرض الانضمام إلى «داعش» والسفر إلى سوريا. وكان من المفترض أن يساعد التنظيم في تهريبها إلى سوريا، إلا أن الخطة فشلت لأن أمها سافرت إلى إسطنبول وأعادتها إلى ألمانيا.
وصافية ليست المتطرفة الوحيدة في العائلة المغربية الأصل التي تسجن في محيط هانوفر. وسبق لرجال الأمن أن ألقوا القبض على أخيها صالح س. (18 سنة) بتهمة إلقاء قنبلة مولوتوف على مركز تجاري في هانوفر. وعثر رجال التحقيق في الكومبيوتر الخاص به، بعد اعتقاله، على صلات له مع متشددين إسلاميين. ثبت أيضاً أنه حاول، قبل تنفيذ العملية، أكثر من مرة الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا بعد سفرات مكوكية إلى إسطنبول.
اتضح أيضاً من مجرى التحقيق أن صافية س. كانت من المترددين على «حلقة الإسلاميين الناطقين بالألمانية»، التي أسسها المتهم بالإرهاب العراقي أحمد عبد العزيز عبد الله «أبو ولاء»، والتي تخضع لمراقبة دائرة حماية الدستور الاتحادية (مديرية الأمن العامة) بتهمة الحض على الكراهية وجمع التبرعات للمنظمات الإرهابية وكسب الشباب للالتحاق بتنظيم داعش في العراق وسوريا.