أخبار الهجرة

اللاجئون ضحية جديدة لـ”فيس بوك”!

مما لا شك فيه بأن وسائل التواصل الاجتماعي قد ساعدت المهاجرين في الوصول إلى أوروبا، لكن هذه الوسائل وعلى رأسها الـ"فيس بوك"، تمتلك جانبًا مظلمًا، قد يضر المستخدمين بدلاً من مساعدتهم.

قدمت تقنية الهواتف الذكية حلولاً للعديد من التحديات التي واجهت المهاجرون في رحلاتهم، ومكنتهم من الحصول على معلومات أفضل، وعملت العديد من التطبيقات على الأخذ بيد المهاجرين في رحلتهم وهدايتهم إلى وجهتهم، كنظام تحديد المواقع العالمي، المستخدم في تخطيط مسارات الرحلات، أو خدمات الرسائل ومنصات الشبكات الاجتماعية التي مكنتهم من البقاء على اتصال مع العائلات، ما جعل الهواتف الذكية أغلى ما يملك المهاجرون.

وبعد فضيحة "فيس بوك" الأخيرة المتعلقة في تسريب بيانات المستخدمين، قد لا يشعر اللاجئون بالقلق جراء تسريب بياناتهم، خاصةً أثناء مواجهتهم لمخاطر أكبر، إلا أن هناك من قد يسيء استخدام البيانات، في طريقة تؤثر عل اللاجئين أكثر من بقية أفراد المجتمع.

 

 

2

 

أداة يستخدمها المهربون

 للوهلة الأولى، لا يبدو أن فضيحة بيانات فيسبوك نفسها تعنى بقضية المهاجرين، إذ أن الحسابات التي سربت بياناتها والتي يقال إن عددها حوالي 87 مليون حساب، معظمها موجودةٌ في الولايات المتحدة، وأن "الأخبار الكاذبة" التي بثت عبر الموقع واستهدفت هذه الحسابات كانت من أجل التأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية عام 2016 لإعادة انتخاب دونالد ترامب.

يوضح نطاق خرق البيانات حجم التأثير الذي مارسه Facebook وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي على حياة المستخدمين، ويمتد هذا إلى اللاجئين والمهاجرين الذين يثقون في "فيس بوك" كأداة للمساعدة في تسهيل رحلاتهم، لكن هذه المنصة لم تكن تقوم بهذا الدور فقط، إذ أن هناك أدلة تؤكد أن "فيس بوك" ساعد مهربي البشر من دون قصد.

 

 

3

 

 

 

"التهريب الالكتروني"

أفاد المركز الأوروبي لمراقبة عمليات التهريب (EMSC)، الذي أنشأته وكالة إنفاذ القانون الأوروبية "يوروبول" رداً على أزمة اللاجئين، أن هناك 1150 حسابًا في وسائل الإعلام الاجتماعية يشتبه في مساعدتهم المهربين وتجار البشر عام 2016، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 87 بالمائة مقارنة بالسنة السابقة، وأصبحت إساءة الاستخدام تمثل ظاهرة كبيرة تستحق أن يطلق عليها الـ"يوروبول" اسم "التهريب الالكتروني".

ويضيف المركز في تقريره "أصبح تيسير الهجرة غير القانونية والمحتوى المرتبط بها متزايد بشكل غير مرئي في الإنترنت، وازداد بشكل كبير من حيث الكمية والتعقيد، كما أن العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم بشكل متزايد ويساء استخدامها من قبل الجماعات الإجرامية دون عقاب، وتقوم بالإعلان عن خدمات التهريب بشكل علني".

من جانبها وكالة "فرونتكس"، وكالة حماية الحدود الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقول إن "وسائل الإعلام الخاصة بالأشخاص هي أداة شائعة تستخدمها شبكات التهريب للإعلان عن خدماتها، كما أن المهاجرين أنفسهم يستخدمونها لجمع معلومات حول الرحلة والاتصال بالأصدقاء والأقارب".

 

 

4

 

بث مباشر لـ"لابتزاز والتعذيب"

جانب آخر يدعو للقلق من الدور الذي يمكن أن يلعبه "فيس بوك" ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى في حياة اللاجئين.

"نحن نعرف حالات محددة تستخدم فيها القنوات الخاصة المزعومة كوسيلة للابتزاز والتعذيب ، حسبما يقول ليونارد دويل، مدير الإعلام والاتصال في وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة(IOM) ، ويضيف "على سبيل المثال، تم السماح لنا بالاطلاع على تسجيل لـ Facebook Live قبل شهرين من الإثيوبيين والصوماليين الذين كانوا يخضعون لظروف اعتقال سيئة في ليبيا، وتم إرسال هذه التسجيلات في مقتطفات صغيرة عبر "ويتساب" وغيرها من التطبيقات إلى العائلات في الوطن لابتزازها من أجل دفع المال".

وأضاف دويل أن Facebook و Whatsapp ، المملوكين أيضًا لـ Facebook ، أصبحا المصدرين الوحيدين للمعلومات والأخبار للناس الذين يشرعون في عمليات الهجرة، وهذا يتضمن مخاطر معينة لم تكن موجودة في مصادر الأخبار والإعلام التقليدية قبل عشر سنوات.

ويتابع دويل "إن وسائل الإعلام الجديدة تميل إلى أن تكون منصات رقمية، لكن يبدو أن لديها اعتقاد بأنها معفية من المسؤولية حول ما ينشر عليها، وهذا أمر غير موجود في وسائل الإعلام التقليدية، حيث كانت أكثر التصاقًا بالقيم المدنية".

"وكالة سفر" خطرة للمهاجرين

نائب المدير في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ريتانو قال إن "مهربي البشر يعاملون وسائل الإعلام الاجتماعية كشكل من أشكال منصات الإعلان، وهم يقدمون الخدمات التي يقدمونها تقريبًا مثل موقع السفر، ثم بعد ذلك بشكل عام، فإن معظم المعاملات تتحرك دون اتصال مباشر".

وأضاف ريتانو إن "مجتمعات اللاجئين المختلفة قد تكون أكثر عرضة لمخاطر المهربين على وسائل التواصل الاجتماعي، فإذا قارنا النسبة المئوية للسوريين الذين لديهم هواتف ذكية بالنسبة المئوية للمهاجرين الأفارقة الذين يملكون هاتفًا ذكيًا، فإن أقل من خمسة بالمائة من الأفارقة الذين لديهم هاتف ذكي، يمكنهم الوصول بانتظام إلى هذه الأنواع من المواقع".

وبغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يستخدمون Facebook وغيرها من وسائل الإعلام الاجتماعية للوصول إلى مهربين محتمل أن يكونوا خطرين، فإنه على الحكومات أن تضغط على شركات الإعلام الاجتماعي لتحمل المسؤولية عن المحتوى الذي تشاركه، بحسب رأي دويل.

ويضيف "لقد حان الوقت لإلقاء نظرة على محتوى المنصات الرقمية، والتدقيق بمستوى المسؤولية التي تتحملها هذه المنصات، ومدى معرفتها بالخروقات التي تمارس عبرها".

 
 
 
 
 
infomigrants

 

زر الذهاب إلى الأعلى