تشعر العديد من الجمعيات الميدانية بالقلق حيال عودة تعاطي المخدرات الصلبة بين المهاجرين الذين ينامون في مخيمات في منطقة "بورت دو لا شابيل" في باريس. ويقوم تجار المخدرات بتوزيع جرعات بالمجان من مواد مخدرة مشتقة من الكوكايين عليهم، لجعلهم يدمنون عليها.
يقول أحد المتطوعين الذين يساعدون المهاجرين شمال باريس، مشترطا عدم الكشف عن هويته: "لقد فقد العديد من المهاجرين الأمل، إنهم في العراء منذ وقت طويل، وهم لا يستطيعون الوصول إلى مراكز الإيواء، يشعرون بأنهم منسيون، لذلك يحوم مهربو مخدرات حولهم للإيقاع بهم، خاصة أنهم يعلمون بوجود أرضية خصبة للإدمان على المخدرات. ويقدم التجار لهؤلاء المهاجرين جرعات مجانية من المخدرات، وتدريجيا، يطالبونهم بالمال ويرفعون الأسعار عندما يبدأ الشعور بالإدمان. ويضيف:"هذه الظاهرة متفشية في منطقة "بورت دو لاشابيل" في باريس، حيث ينام المئات من المهاجرين في الشارع".
تكون الجرعات على شكل مربعات صغيرة صفراء تسمى "رقائق " (قالات)، "حصى" أو "فري باز". ويستنشق المدمنون هذه الجرعات باستخدام غليون خاص، كما يمكن تناول المخدرات من خلال تدخين السجائر.
"إن استهلاك المهاجرين للمواد المشتقة من الكوكايين ليس ظاهرة جديدة"، يقول المتطوع في الجمعية. ويضيف: "منذ إغلاق مركز استقبال المهاجرين بحي بورت دو لا شابيل في مارس / اذار أصبح عدد المدمنين أكبر، وخاصة من طالبي اللجوء الذين كنا قد التقيناهم منذ سنة هنا وها نحن نراهم اليوم مدمنين".
يذكر أن جمعيات أخرى، من بينها "فرنسا أرض لجوء"، تساعد المهاجرين في شمال باريس، أكدت نفس المعلومات.
فقدان الوزن، نوبات قلبية، هلوسة …
تقول ماغالي، وهي أخصائية في جمعية تعنى بإعادة تأهيل المدمنين ومساعدتهم: "كلما كان المستهلك هشا نفسيا، كلما كان الإدمان على مشتقات الكوكايين أسرع". وتضيف: "وبالنسبة لهؤلاء المهاجرين الذين يعانون من عدم الاستقرار النفسي، قد يؤدي استهلاك مواد مخدرة مشتقة من الكوكايين إلى مشاكل نفسية خطيرة."
الأرق، فقدان الوزن، الصداع الشديد، نوبات الخوف، النوبات المرضية والهلوسة هي بعض الآثار الجانبية لتناول هذا المخدر عند بعض المستهلكين. وهذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى عواقب خطيرة، مثل حوادث الطرق. ويؤثر المخدر أيضًا على الأنظمة العصبية والقلبية للمستهلكين، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
في فرنسا، يحظر استهلاك المخدرات ويعاقب عليها بغرامة تصل إلى 3750 يورو وبالسجن لمدة سنة كاملة. وخلافا لبعض أنواع المخدرات الأخرى، لا توجد أدوية لها نفس تأثير هذا المخدر بالذات، لذلك فإن الشفاء من الإدمان يتطلب وقتا طويلا وإحاطة طبية ونفسية واجتماعية.
وجدير بالذكر، أن تبادل الغليون المخصص للمخدر بين المستهلكين، يساهم في نقل الفيروسات، مثل فيروس التهاب الكبد من صنف باء وسين.
تعايش بين المهاجرين في المخيمات ومدمني المخدرات
ينام حوالي 200 مهاجر، في الوقت الحالي في محيط "بورت دو لا شابيل"، وهم معنيون بالإدمان. وحوالي مئة منهم استقروا في ساحة تقع تحت جسر للاحتماء من المطر. ويقع هذا المخيم العشوائي قبالة أكبر نقطة لشراء المخدرات في باريس، يطلق عليها اسم "تل المخدرات"، وهو منحدر، يوجد بين الطريق الدائري والطريق السريع المؤدي إلى الشمال.
ويتردد على المكان المدمنون الأكثر خصاصة، وتجار المخدرات الذين يبيعون موادهم السامة طيلة اليوم وطيلة الأسبوع.
وللتذكير، التقى مهاجر نيوز الصائفة الفارطة بالعديد من الجمعيات التي عبرت عن قلقها من "الاختلاط الخطير بين سكان هذه المناطق، حيث يتعايش البؤس مع البؤس".
infomigrants . ر.خ
