هنا اوروبا

ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم في فرنسا يعيد إحتجاجات “السترات الصفراء” من جديد

نزل محتجو “السترات الصفراء” مجدَّداً إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس، رفضاً لارتفاع أسعار السلع وزيادة معدلات التضخم، وتنديداً بسياسة الدولة تجاه الأزمة الأوكرانية.

وذكر موقع “أكتو باريس” الفرنسي، اليوم السبت، أنه “بعد توقيف 100 شخص واستجوابهم، خلال مظاهرات السبت الماضي، قررت “السترات الصفراء” النزول مجدداً إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس، احتجاجاً على غلاء المعيشة، والمطالبة بعدالة اجتماعية ضريبية”.

وأوضح الموقع أن “التظاهرة الأولى انطلقت من محطة مترو فغرام، في الدائرة السابعة عشرة في باريس، بالتعاون مع حركة “مواطنين غاضبين”، للدفاع عن المكتسبات الاجتماعية في ظل التوجهات الاقتصادية والسياسية للرئيس إيمانويل ماكرون، ومن أجل المطالبة بعدالة اجتماعية ضريبية وعدالة مناخية”، على حد وصف بعض المتظاهرين.

وفي الوقت نفسه، انطلقت مظاهرة في ميدان كاتالوني، في الدائرة الرابعة عشرة، “استنكاراً للسياسة الخارجية للدولة، تجاه الحرب في أوكرانيا، ورفض وضع الشعب الفرنسي في أتون الحرب”، وفقاً للموقع.

كما انطلقت مظاهرة ثالثة، شارك فيها تجمع “الحرية الحقيقة، و”المواطنون الغاضبون” و”السترات الصفراء”، انطلاقاً من ميدان باليه رويال في الدائرة الأولى، وطالبت بتنحية الرئيس ماكرون.

والسبت الماضي، أعلنت شرطة باريس استجواب 103 أشخاص من حركة “السترات الصفراء” المشاركين في تجمعات في شوارع باريس، موضحةً أنّ الأشخاص الموقوفين “نظّموا احتجاجاً من دون تصريح، بعد دعوات إلى التظاهر أطلقتها “السترات الصفراء” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استنكاراً للتضخم المتزايد”.

ووجّهت الشرطة اتهامات إلى 93 متظاهراً بـ “المشاركة في تجمع بهدف ارتكاب أعمال عنف وتدمير”، بينما وجهت اتهامات إلى 7 آخرين بـ”التمرد وارتكاب أعمال عنف ضد قوات الأمن”.

وبدأت موجة احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا في الـ17 من تشرين الثاني/نوفمبر 2018، كردة فعل على قرار الحكومة رفع الضريبة على أسعار المحروقات. وتوسعت بعدها دائرة المطالب لتشمل القضايا المعيشية، بصورة عامة.

ولقيت موجة الاحتجاجات في بدايتها تأييداً شعبياً واسعاً، قبل أن تتخذ بعض المظاهرات طابعاً عنيفاً وتؤدي إلى أعمال شغب وتخريب في جادة الشانزليزيه. واستمرت المظاهرات على مدى أكثر من 50 أسبوعاً بصورة متواصلة، كلّ يوم سبت، وتوقفت نهائياً مع بدء أزمة فيروس كورونا.

وشكّلت أزمة “السترات الصفراء” أحد أكبر التحديات التي واجهها الرئيس ماكرون بعد تسلّمه الحكم، الأمر الذي أجبره على اتخاذ إجراءات اقتصادية إضافية “تلبية لبعض مطالب المتظاهرين”، بالإضافة إلى إطلاقه “النقاش الوطني الكبير” بهدف “التقرب من الشعب ومطالبه”.

زر الذهاب إلى الأعلى