اعتقال متطرف سوري في ألمانيا
أعلنت النيابة العامة في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية (جنوب) عن اعتقال سوري، بتهمة العضوية في تنظيم إرهابي، وخرق القانون الدولي حول حمل السلاح. وعممت النيابة العامة الاتحادية في كارلسروهه يوم أمس (الجمعة) بلاغاً صحافياً تحدث عن اعتقال السوري حمد أ. (36 سنة) في مدينة كليفه بولاية بادن فورتمبيرغ، وهي أول حادثة اعتقال في إطار الحرب على الإرهاب تجري في مناطق الغابات السوداء المحاذية لجبال الألب.
ووجهت النيابة الاتحادية إلى السوري تهمة العضوية في تنظيم جبهة النصرة في سوريا، وتهمة خرق قوانين السلاح الدولية، بحكم قتاله في سوريا ضد قوات نظام بشار الأسد، حاملاً بندقية رشاشة من نوع كلاشينكوف.
وجاء في البلاغ الصحافي أن حمد أ. كان خبير المتفجرات في «جبهة النصرة» في سنة 2013، وترأس بعد ذلك «محكمة الشريعة» في المناطق الواقعة خارج طبقة السورية بعد احتلالها من قبل الإرهابيين، وكان صاحب القرار في القضايا القانونية التي يصدرها التنظيم. وتتهمه النيابة العامة بممارسة العنف والتعذيب بهدف تنفيذ القرارات، وتجري التحقيقات مع المشتبه السوري لمعرفة الجرائم التي ارتكبت باستخدام المتفجرات التي كان يصنعها، وبغرض الكشف عن ضحاياه في «محكمة الشريعة» في سوريا.
ويمثل المتهم حمد أ. حالياً أمام قاضي المحكمة الاتحادية في كارلسروهه، التي أصدرت أمر اعتقال بحقه بتهمة الإرهاب، كما أخضع رجال التحقيق شقته في مدينة كليفه إلى تفتيش دقيق، وصودرت أجهزة إلكترونية لحفظ المعلومات. وتوجه النيابة الاتحادية العامة إلى حمد أ. تهمة المشاركة في احتلال مخزن للذخيرة والسلاح في بلدة ماهين في سوريا، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «ميركشة الغيماينه» عن دوائر أمنية في ولاية براندنبورغ خبر اعتقال متهم بالإرهاب وصفته بأنه «أخطر المتشددين» في الولاية. وذكرت الصحيفة أن الشيشاني الأصل تم اعتقاله يوم الخميس الماضي في مطار شيفول، في مدينة أمستردام الهولندية، عند عودته من الإكوادور في أميركا الجنوبية.
وتتعامل السلطات الأمنية في براندنبورغ مع يوسف ب. كأحد أخطر 12 إسلامياً متشدداً تصنفهم دائرة حماية الدستور (الأمن العامة) في قائمة «الخطرين». وينحدر معظم الخطرين في الولاية من شمال القوقاز، ومن الشيشان بالضبط، وتعرف الشرطة أن بعضهم أقسم على الولاء لتنظيم داعش الإرهابي.
ومعروف أن الدائرة الأمنية تصنف المتشددين المستعدين لممارسة الإرهاب أو المشاركة فيه في خانة «الخطرين». واعتبرت «ميركشة الغيماينه»، التي تصدر في بوتسدام، عاصمة ولاية براندنبورغ، إلقاء القبض على الشيشاني المتطرف أكبر ضربة وجهتها القوى الأمنية إلى محيط المتشددين في الولاية.
وتتهم النيابة الألمانية العامة يوسف ب. بتنظيم عمليات التبرعات، وإيصالها إلى تنظيم داعش الإرهابي، في سوريا والعراق. ويخضع المتهم إلى رقابة دائمة من قبل الشرطة التي تتعامل معه كمصدر خطر استثنائي على الأمن.
واختفى يوسف ب. من محل إقامته منذ فترة طويلة، ويقف على قائمة المطلوبين للشرطة منذ تلك الفترة. ولا أحد يعرف ما الذي كان يوسف ب. يفعله في أميركا الجنوبية، لكن رجال الأمن لا يستبعدون حيازته جواز سفر روسي استخدمه في السفر إلى خارج ألمانيا دون علمهم. وتساءلت الصحيفة اليومية البوتسدامية عن مصدر المال الذي استخدمه المتهم في مغادرة ألمانيا، والعيش لفترة طويلة في الإكوادور.
وتصنف دائرة حماية الدستور في براندنبورغ نحو 130 شخصاً في قائمة المتشددين، معظمهم من بلدان القوقاز. وكان عدد المتشددين في قائمة الشرطة لا يزيد على 70 في سنة 2015.
جدير بالذكر أن دائرة حماية الدستور الألمانية في براندنبورغ قد حذرت من مخاطر «الدواعش» من مناطق القوقاز، خصوصاً من الشيشان، على الأمن في ألمانيا. وقال فرانك نورمبرغر، رئيس دائرة حماية الدستور في ولاية براندنبورغ، إن الكثيرين من اللاجئين الشيشان يجيدون استخدام السلاح، لنيلهم التدريبات العسكرية في بلدهم، وإنهم على أهبة الاستعداد لاستخدام هذا السلاح في ألمانيا عند الضرورة.
وأشار نورمبرغر إلى أن كثيراً من الشيشانيين، خصوصاً البالغين منهم، تمرسوا على استخدام السلاح بفعل مشاركتهم في الحرب الدائرة في بلدهم ضد القوات الروسية. وأضاف مدير الأمن أن نشاط الشيشانيين هو مبعث قلق للدوائر الأمنية في ألمانيا.