تأهُّب أمني في دول أوروبية خلال عيد الفصح
جرى الإعلان في بروكسل عن اعتقال الشخص الذي قام بالاعتداء على عناصر الأمن في محطة للقطارات بمدينة غنت ببلجيكا في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكان الشخص قد أُصيب إصابات بالغة بعد إطلاق النار عليه، وجرى نقله إلى أحد المستشفيات وقتها لإسعافه، وقد تجاوز مرحلة الخطر. وقررت النيابة العامة اعتقاله بعد تماثله للشفاء، حسبما ذكر محاميه إيركان توك في تصريحات لوسائل الإعلام في بروكسل، أمس، والتي أضافت أن الشخص البالغ من العمر 28 عاماً وهو لاجئ أفغاني مقيم في بلجيكا، كان قد اعتدى بسكين في 23 يناير الماضي على رجلَي شرطة وجرى إطلاق النار عليه وخضع للعلاج. وقالت النيابة العامة وقتها إنه لا توجد حتى الآن أدلة على وجود دوافع إرهابية، ولكن أمس، قررت النيابة العامة اعتقاله وإخضاعه لفحص من طبيب نفساني، وهو نفس الأمر الذي طالب به أيضاً الدفاع عن اللاجئ الأفغاني.
وبالتزامن مع هذا، بدأت استعدادات أمنية لتأمين الاحتفالات بعيد الفصح في دول أوروبية، ورغم أن الأعياد يومي الأحد والاثنين (اليوم وغداً) فقد استعدت دول الاتحاد الأوروبي بإجراءات أمنية خاصة، منذ أيام، وقد بدأت تلك الإجراءات في بلجيكا على سبيل المثال قبل أيام من عيد الفصح بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لتفجيرات بروكسل التي وقعت في 22 مارس (آذار) 2016، وجرى نشر أعداد إضافية من رجال الشرطة وعناصر من الجيش في محطات القطارات الداخلية وفي الشوارع الرئيسية وبالقرب من مقرات الأماكن الحكومية، حسبما ذكرت إيلسا ديكير المتحدثة باسم شرطة بروكسل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».
وقبل أيام قليلة قررت الحكومة البلجيكية الإبقاء على حالة التأهب الأمني الحالية دون تغيير، وبعد حادث احتجاز رهائن في بلدة تريب جنوب فرنسا، حسبما أعلن وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، في تغريدة له على «تويتر».
من جانبها قالت إدارة مركز تحليل المخاطر الإرهابية في بلجيكا، والتابعة للإشراف الحكومي إنه «لا داعي لزيادة حالة التأهب الأمني، خصوصاً أنه لا علاقة بين بلجيكا وما حدث في جنوب فرنسا». جاء ذلك رغم ما أوردته تقارير إعلامية، بأن منفذ حادث الهجوم على سوق تجارية في تريب الفرنسية، طالب بإطلاق سراح صلاح عبد السلام، الذي كان يعيش مع عائلته في بلدية مولنبيك ببروكسل عاصمة بلجيكا، الذي تراجع في آخر لحظة عن تفجير نفسه في هجمات باريس، التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وأودت بحياة أكثر من 130 شخصاً، كما أن صلاح اعتُقل في بروكسل قبل أيام قليلة من وقوع هجمات مارس 2016، التي أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين، وجرى بعد ذلك تسليمه للسلطات الفرنسية لمحاكمته هناك، وهو يقبع حالياً في أحد السجون الفرنسية.
كما جرى تكثيف الوجود الأمني على المناطق الحدودية في بعض الدول الأوروبية وأيضاً في المطارات ومحطات القطارات الدولية.
وفي إيطاليا قال مسؤول أمني إن «خطر التهديد الإرهابي أعلى في أيام عيد الفصح»، لكن «حذر قوى إنفاذ القانون يبقى عند أقصى حدوده». وأضاف المدعي العام الوطني لمكافحة المافيا والإرهاب، فيديريكو كافييرو دي راهو، في تصريحات إذاعية في إيطاليا ونقلتها وسائل إعلام أوروبية، أن «استخباراتنا في حالة تأهب وفي تواصل مستمر، فضلاً عن عمليات الملاحقة القضائية وطنياً، ومع السلطات القضائية النظيرة في الدول الأوروبية الأخرى»، بالإضافة إلى «التبادل المستمر للأخبار والمعلومات»، مبيناً أن «هناك شبكة واسعة ومتشعبة على التراب الوطني».
وأشار دي راهو إلى أنه «وإن كان هناك قلق من جهة، فهناك ما يقابله من نشر قوات والتزام عالٍ واستثنائي يجعلنا نشعر، لا أقول بالهدوء تماماً، بل يجعلنا نفكر بأن هناك حاجزاً قوياً جداً يتعذر تجاوزه» من قبل الإرهابيين. وخلص المسؤول الأمني إلى القول: «نحن نطلب من المواطنين أن تبقى عيونهم مفتوحة والتعاون» مع قوى الأمن، الأمر الذي «لا يعني أننا نريد دق ناقوس الخطر، فنحن نقول هذه الأشياء عن الجريمة المنظمة أيضاً».
كما أن إجراءات أمنية مشددة فُرضت وسط روما تحسباً لقداس أحد القيامة الذي من المتوقع أن يحضره الآلاف أمام كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان. السلطات الإيطالية أعلنت أنها نشرت نحو 3 آلاف عنصر شرطة سيكونون حاضرين خلال القداس.