مهاجرون ايرانيون يدخلون الى صربيا كسياح
قبل ستة اشهر فقط، لم يكن افراد عائلة لوفيمي قد سمعوا بصربيا. لكن هؤلاء الايرانيين اصبحوا يرون في هذا البلد الذي تمكنوا من دخوله بدون تأشيرة، منفذا الى الاتحاد الاوروبي.
والاسرة المنحدرة من الاحواز (جنوب غرب) من الايرانيين الذين اشتروا بطاقة سفر الى بلغراد في رحلة قانونية بما ان البلدين قررا في آب/اغسطس 2017 اعفاء رعاياهما من تأشيرات الدخول.
لكن اسرة لوفيمي التي مرت عبر اسطنبول لم تأت بهدف السياحة. صربيا مرحلة في طريقهم الى المانيا حيث تأمل عاملة التنظيف وزوجها الذي يصلح السيارات مع ولديهما في ال11 وال17 بدء حياة جديدة.
ووصل حوالى سبعة آلاف ايراني الى بلغراد منذ تحرير تأشيرات الدخول. وتعتبر الجمعيات ان بين هؤلاء المئات هم مهاجرون يحاولون الوصول الى الاتحاد الاوروبي.
وبحسب بلغراد طلب 485 منهم اللجوء في صربيا لكن معظمهم ينوي مواصلة طريقهم.
وقالت شهلا لوفيمي (40 عاما) لوكالة فرانس برس "لم نكن ننوي المرور عبر بلغراد. توجهنا الى تركيا ونقلنا المهرب الى هنا. هذه اول مرة نسمع فيها ببلغراد. كنا نرغب في المرور عبر ايطاليا".
– اختفاء المهرب –
تقول انها دفعت 22 الف يورو للرحلة مع اسرتها من مدينتها خوزستان حيث غالبية السكان من العرب، حتى المانيا.
واقامت الاسرة شهرين في مراكز استقبال وشقق بانتظار المهرب الذي اختفى منذ اربعة اشهر. وباتت الاسرة تتلقى مساعدة من منظمة "انفو بارك" المحلية لمساعدة المهاجرين في صربيا.
ويقول ستيفن تاتالوفيتش من "اينفو بارك" ان هؤلاء المهاجرين الذين يستغلون تحرير التأشيرات "غالبا ما يكونون مضطهدين لاسباب سياسية او لميولهم الجنسية او ديانتهم". ويضيف "خططهم كاسرة لوفيمي كانت مواصلة رحلتهم".
– قلق غربي –
مع ان تدفق هؤلاء الايرانيين لا يقارن بعبور مئات آلاف المهاجرين عبر صربيا في 2015 و2016 بدأت هذه الظاهرة تثير قلق الحكومات الغربية.
وقال وزير التجارة الصربي راسم ليايتش ان بلاده مهتمة بتطوير قطاعها السياحي الذي "يفتح المجال امام رجال الاعمال".
واكد ان صربيا وايران تحاولان وقف استغلال عملية تحرير التأشيرات. ولهذه الغاية يجب تشديد المراقبة في طهران.
وتسير شركتان منذ آذار/مارس رحلات مباشرة بين العاصمتين ومعظم هذه الرحلات ممتلئة حتى الصيف. وستطلق شركة ثالثة رحلات ايضا في نيسان/ابريل. ويقدر تاتالوفيتش ب600 عدد الايراني الذين يصلون الى صربيا اسبوعيا.
وفي بيان دعت "انفو بارك" السلطات في اوروبا الى "التأقلم مع هذا الخط الجديد".
وقال وزير الخارجية الصربي ايفيكا داسيتش مؤخرا "تلقيت اتصالا هاتفيا غير سار مع البعض في الاتحاد الاوروبي والمانيا للاستفسار عن سبب قرار تحرير التأشيرات لاصدقائنا الجدد". واضاف ان المخاوف من ان تكون بلاده فتحت خطا جديدا للهجرة "هراء".
وستواصل اسرة لوفيمي طريقها سيرا على الاقدام وتحاول الدخول خلسة الى الاتحاد الاوروبي لان المهرب اختفى ولم يعد لديها المال.
وفي آذار/مارس تمكنوا من دخول الاراضي الكرواتية لكن تم ضبطهم واعيدوا الى صربيا.
كل يوم يحاول كثيرون الالتفاف على مراقبة الشرطة الكرواتية التي دانت منظمات غير حكومية كمنظمة "اطباء بلا حدود" وحشيتها في التعامل مع المهاجرين. لكن اسرة لوفيمي تقول ان لا خيار لديها "لان كافة الحدود الاخرى مغلقة" مستبعدة عودتها الى ايران.
ا ف ب