هنا اوروبا

إيطاليا: مهاجرون يفضلون العيش بالشارع على الالتحاق بمركز إنساني

يواصل المهاجرون تدفقهم على مدينة فانتيمي الإيطالية الواقعة على الحدود مع فرنسا. لكن العديد منهم يرفضون التوجه إلى مركز إنساني يديره الصليب الأحمر، حيث تقوم الشرطة منذ عام بأخذ بصماتهم. وتنفي السلطات أن تكون للعملية علاقة بتدابير معاهدة دبلن.

يعيش حوالي 250 مهاجرا في مخيم عشوائي تحت جسر لطريق سريع قرب مدينة فانتيمي  الايطالية. وبحسب ناشطين في إحدى الجمعيات التي تهتم بالمهاجرين بالمنطقة، يوجد ضمن هؤلاء أسر ونساء، البعض منهن حوامل، إضافة إلى قاصرين غير مصحوبين. وهذا، رغم وجود مركز إنساني يديره الصليب الأحمر منذ 2016، الذي بإمكانه استقبال 500 شخص.

وتوصلت السلطات الإيطالية بـ130 ألف طلب لجوء في 2017، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية. وحصل 40 بالمئة منهم في العام الجاري على الحماية منذ الفترة الأولى.

ويتغير عدد المهاجرين الذين يستقبلهم المركز من يوم لآخر. وبلغ في بعض الأحيان خلال الشهر الجاري 300 مهاجر. "ووصل إلى 800 شخص في بعض الأشهر خلال السنة الماضية"، يشير المسؤول عن المخيم إنسا سان لمهاجر نيوز.

ما سبب تراجع عدد المهاجرين في المركز الإنساني؟

ويعود سبب تراجع عدد المهاجرين المقيمين في المركز إلى رفضهم أخذ بصماتهم، في عملية أطلقتها الشرطة الإيطالية بذات المركز منذ أكثر من عام بمجرد وصولهم إليه. ولا يعرف لأي داع يتم القيام بذلك، لأنه رسميا يتردد أن العملية ليس لها أي علاقة بمعاهدة دبلن.

ووضعت إدارة المركز بطاقة خاصة للمقيمين فيه للاستفادة من جميع الخدمات التي يقدمها تحمل اسم المهاجر، بلده الأصلي، وصورته. وتساعد على معرفة عدد المهاجرين تحديدا في نهاية كل اليوم داخل المركز، وفق ما يفسره المسؤول الأول عنه.

والعديد من المهاجرين يقضون شهورا في هذا المركز في انتظار تسوية وضعيتهم وإحالتهم إلى مراكز استقبال تناسب وضعية كل واحد منهم، علما أن المخيم أقيم في البداية لأجل الإيواء السريع.

"منذ ثمانية أشهر نساعد المهاجرين على تقديم طلبات لجوئهم في إيطاليا. وقرابة 30 شخصا من المركز يطلبون اللجوء في إيطاليا شهريا. هذا الأمر غير طبيعة المركز، فقد كان من قبل مجرد نقطة عبور للمهاجرين، أما الآن، بالنسبة لبعض الأشخاص، تحول لمستقر لهم لعدة أشهر، قبل أن ينقلوا إلى مراكز استقبال طالبي اللجوء"، يشرح إنسا سان.

وبالنسبة للمهاجرين، مسألة أخذ البصمات لها علاقة مباشرة مع تدابير معاهدة دبلن، إذ لا يمكنه في وقت لاحق التوجه لبلد أوروبي آخر لطلب اللجوء أو الإقامة.

"الكثير من المهاجرين ينامون في الشارع اليوم لأنهم خائفون من أخذ بصماتهم، لكن ينسون أنها أخذت منهم في جنوب إيطاليا عند وصولهم إليها"، يلفت مارتين لندري، متطوع لدى منظمة العفو الدولية والجمعية الوطنية لمساعدة الأجانب على الحدود، والذي يلاحق قضائيا بتهمة "تسهيل دخول قاصرين أجانب في وضعية غير قانونية".

العنف تجاه المهاجرين

انتشار المخيمات العشوائية في مدينة فانتيمي الحدودية وتر العلاقة بين المهاجرين والسكان، وأصبحت جد صعبة في الوقت الحالي. كما أنهم تحولوا إلى عرضة للعنف. "ازداد الوضع توترا منذ الصيف الأخير. وتضاعف عنف السكان تجاه المهاجرين"، وفق تصريح كاتي ليبسزيك عن جمعية "كلنا مواطنون" لمهاجر نيوز.

وأمام هذا الوضع، التجأت السلطات الإيطالية إلى ترحيل المهاجرين إلى جنوب البلاد بانتظام، حيث يجمعون في حافلات وينقلون تجاه ترانتو في منطقة ابوي. كما يرحل بعضهم إلى بلدانهم الأصلية.

ويتجمع المهاجرون في منطقة فانتيمي الحدودية أملا في عبور الحدود نحو فرنسا. ولا يخفي أحد الناشطين أن "المهربين ينشطون أكثر من السابق، وأصبحوا معروفين أكثر من قبل" على الحدود الإيطالية الفرنسية.

 

 

 

infomigrants

زر الذهاب إلى الأعلى