باريس: معرض للرسومات الكاريكاتورية “يعيد رسم مسار” الهجرة وعذاباتها
بشراكة مع المنظمة الدولية للفرانكفونية، تنظم الجمعية الدولية "رسومات من أجل السلام" معرضا بفضاء المنظمة في باريس لرسامي كاريكاتور من دول مختلفة حول أزمة الهجرة. ويحمل المعرض عنوان "كلنا مهاجرون"، أعاد من خلاله الرسامون "رسم مسار الهجرة" وعذاباتها.
"كلنا مهاجرون" هو العنوان الذي اختارته جمعية "رسومات من أجل السلام" لمعرضها في فضاء مقر المنظمة الدولية للفرانكفونية في الدائرة السابعة في باريس، "لتكسير الأحكام النمطية عن المهاجرين وإظهار إلى أي مستوى يمكن أن تكون الهجرة مصدرا للغنى الثقافي"، تقول لور سيموس مديرة النشر في الجمعية لمهاجر نيوز.
ويدخل المعرض في سياق سلسلة من المعارض تنظمها الجمعية، في مجموعة من المناطق الفرنسية، وفق "عمل بيداغوجي" يركز على الأجيال الصاعدة في إطار شراكة مع وزارة التربية الوطنية الفرنسية، يكون المستهدف الأول منها التلاميذ.
وتضم جمعية "رسومات من أجل السلام" 162 رساما منتشرين عبر 58 بلدا من العالم، ويبقى هدفها الأساسي هو الدفاع عن حرية التعبير والتسامح والتعدد الثقافي وغيره من القيم، كما نص عليها الفصل 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، طبقا للتعريف الوارد على موقعها على الإنترنت.
المعرض
معرض يعيد رسم مسار المهاجرين
"ويعيد المعرض رسم مسار المهاجرين"، تشير سيموس، "انطلاقا من مغادرة بلدانهم مرورا بمعاناة الهجرة وعذاباتها ووصولا إلى بلدان المهجر"، وفق ما تظهر اللوحات المعروضة، حيث رتبت الرسومات بالأرقام الواحدة تلو الأخرى، كل منها يتحدث عن محطة معينة من رحلة الهجرة.
ويشارك في المعرض رسامون من دول مختلفة من العالم، ينتمون جميعا إلى جمعية "رسومات من أجل السلام"، الشيء الذي يساعدها على تقديم "نظرات مختلفة" لأزمة الهجرة من زوايا متباينة من العالم، وفق رأي رسام الكاريكاتير البلجيكي الشهير بيير كرول.
DARIO (Mexique) Cartooning for Peace.jpg
"نغادر بلداننا ليس عن طيب خاطر، وإنما دائما لأسباب معينة"، تلفت سيموس، مشيرة في الوقت نفسه إلى ما يواجهه المهاجر من صعوبات شاقة على طريق رحلته، تنتهي في آخر المطاف بمعاناة مضاعفة مع "نظرة الآخر ورفضه له" في بلدان المهجر، واعتبرت سيموس في ذات السياق أن "التحدي المجتمعي الأكبر هو تحسيس السلطات لإيجاد حل" للأزمة.
"نحن لا نغير العالم"
لا يقدم رسامو الكاريكاتير من خلال أعمالهم المعروضة حلولا للأزمة، وإنما يقومون "بعمل بيداغوجي"، تؤكد سيموس. "نحن لا نغير العالم بل نحاول إثارة انتباه الرأي العام لما يحصل فيه"، يؤكد رسام الكاريكاتور البلجيكي بيير كرول في تصريح لمهاجر نيوز.
FIROOZEH (Iran) Cartooning for Peace.jpg
ويحضر للمعرض تلاميذ من مؤسسات تعليمية مختلفة. "يصطدمون عادة بتقارير إعلامية تظهر مهاجرين يغرقون في عرض البحر، يقفزون عن الأسوار، يتسلقون الحافلات، ويعبرون دائما عن استعدادهم لمساعدة الجمعيات التي تعمل لصالح المهاجرين"، تقول الأستاذة ليفي، التي كانت ترافق تلاميذها في المعرض لمهاجر نيوز.
ولا تخفي هذه الأستاذة، أن زيارة الشباب للمعرض تساهم في "تحسيسهم بأهمية استقبال المهاجرين والتضامن معهم، ومحاربة الأحكام المسبقة عنهم وتعليمهم تحليل الصور وفهم المعلومة…".
infomigrants