تحقيقات ومقابلات

هل يستعد بوتين لمهاجمة بريطانيا؟

يرى النائب البريطاني بوب سيلي أن سفن التجسس الروسية المتواجدة في بحري الشمال والبلطيق ترسم خرائط لمزارع الرياح والكابلات الرئيسية قبالة الساحل البريطاني، لمعرفة كيفية تخريب البنية التحتية الحيوية في المملكة المتحدة وأوروبا في حال نشوب حرب واسعة النطاق مع الغرب.

ويقول سيلي الحاصل على درجة الدكتوراه في الاستراتيجية العسكرية الروسية، في مقال بصحيفة “تيلغراف” البريطانية، إن الحقيقة الواقعية هي أن “خصومنا المحتملين، روسيا في الغرب والصين في الشرق، يستعدون لصراع أوسع“.

بريطانيا ليست مستعدة

وأشار إلى أن “هذا لا يعني أن الصراع سيحدث، ولكن يجب علينا أن ندرك على وجه السرعة مدى التهديد الواقع على نظامنا الحالي، لأن عالمنا أصبح أكثر خطورة بشكل ملحوظ”، مؤكداً أن “بريطانيا ليست مستعدة”.
ويقول سيلي: “فتحت الحرب في أوكرانيا أعيننا، وهذا الأسبوع فقط أعطى وزير مكتب مجلس الوزراء أوليفر دودن تحذيرا غير مسبوق من التهديدات السيبرانية لبنيتنا التحتية الوطنية، ولكن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به”.
ويضيف أن بعض أقرب حلفائنا، مثل بولندا، تعيد تسليح جيشها على الأرض بمعدل غير مسبوق، استعداداً للسيناريو الأسوأ، فسيكونون مستعدين للدفاع عن الأراضي الأوروبية، لكن حلف شمال الأطلسي (الناتو) لا يزال مكشوفاً بشكل خطير في عرض البحر.

ويوضح النائب البريطاني أن “روسيا تبحث عن نقاط الضعف الأوروبية، وبصرف النظر عن الطعام، فإن المتطلبات اليومية الحاسمة للمجتمع الحديث هي الطاقة والاتصالات التي تمتد شرايينها تحت الماء لكنها قليلة بشكل مدهش“.
على سبيل المثال، توفر ثلاثة خطوط أنابيب فقط 43% من إمدادات الغاز الأساسية لدينا، وخمسة وصلات توصيل الكهرباء من وإلى المملكة المتحدة وأوروبا (وواحد آخر بين بريطانيا وأيرلندا). وهناك المزيد من كابلات الاتصالات، حوالي 70 في المجموع، لكن عدداً صغيراً نسبياً من عمليات التخريب في أعماق البحار يمكن أن يوقف عالمنا دون إطلاق رصاصة واحدة.

تغيير القواعد

ومن وجهة نظر الكاتب، يرى “التفكير العسكري الروسي الحالي أن الصراع يجمع بين الأدوات العسكرية وغير العسكرية لسلطة الدولة، بمعنى “توحيد كل شيء” في كل سلاسة لخدمة أهداف الكرملين”، وهو ما اعتبره “شكل من أشكال الحرب الشاملة، باستخدام كل شيء من الثقافة إلى الإنترنت إلى الصراع التقليدي”.
ويقول سيلي: “كان واضحاً لسنوات أن كلاً من الجماعات الرسمية وغير المشروعة الروسية تعمل تحت سيطرة الكرملين، لذلك لطالما استخدمت روسيا الجريمة المنظمة للقيام بعملها غير المشروعة، ومع النمو العالمي لمجموعة مرتزقة فاغنر، فإن الأسلحة غير الرسمية للدولة الروسية ستزداد. وخلفهم ستكون وكالة التجسس الروسية في الخارج، أو جهاز المخابرات الروسية، أو وكالته الداخلية، أو جهاز الأمن الفيدرالي، أو وكالة المخابرات الروسية”.

ويعبر النائب البريطاني عن مخاوفه من أن “الرئيس الروسي يقيس الخيارات لمهاجمة الغرب، إذا رغب في التصعيد، من دون إثارة رد عسكري لحلف شمال الأطلسي. كيف سترد المملكة المتحدة أو الناتو على مجموعات غامضة تقوم بهجمات إلكترونية في جميع أنحاء المملكة المتحدة أو أوروبا تؤدي إلى أضرار مادية أو تدمير مستودعات تخزين الوقود؟ أو سلسلة من الخلل أو الفشل غير المبرر على الكابلات تحت الماء؟
ويقول الكاتب أن الحقيقة هي أن الدفاع البحري هو منطقة يمكن لبريطانيا أن تقودها بشكل طبيعي، وتعمل بشكل خاص مع حلفائها الاسكندنافيين وبحر الشمال وبحر البلطيق في القوة الاستكشافية المشتركة المكونة من عشر دول.
ويختتم الكاتب بالقول إن “باستخدام سفن التجسس الخاصة به في بحر الشمال وبحر البلطيق، يهدد بوتين بتوسيع هذا الصراع أكثر.. ولا يسعنا إلا أن نردعه عن فعل ذلك”

زر الذهاب إلى الأعلى