ما الفرق بين الطيران اليوم ورحلات أيام زمان؟
لم يكن للسفر جوا عصر ذهبي، فعندما نتحدث عن الطيران، وكيف كان فإن مواصفاته في تطور مستمر، ففي السبعينيات والثمانينيات مثلا، كانت الحقائب تلقى كيفما كان في الطائرات، وفي الستينيات، فإن الرحلات التي تستغرق اليوم 4 ساعات، كانت تستغرق ضعفها في ذلك الوقت، كما أن قائمة الأفلام سابقا كانت تحتوي على فيلم واحد، ستضطر مجبرا على مشاهدته.
أما ما هو مشترك، وثابت لا يتغير، فهو رغبة الناس بأن يصلوا إلى وجهتهم في الوقت، أما أكثر ما يزيد من رضا الناس على رحلتهم، فهو وجود مقعد فارغ بجانبهم، حيث يسعى الناس للتواجد في مثل هذه الأماكن للراحة. فنحن في الغالب نفعل ما بوسعنا لتجنب الجلوس بالقرب من أشخاص آخرين، أو لأن أحدنا يرغب بالاستفادة من هذا الكرسي للاستلقاء.
دراسة حول المسافرين، في مترو أنفاق نيويورك توصلت إلى أنه حتى لو كان عدد الركاب أكثر بـ 20% من الكراسي، فإن 10% من الكراسي ستكون فارغة، ومع أن السفر عبر الجو يجعلنا نرتاح لبعضنا البعض، إلا أن هذا لا يحدث في هذه الرحلات.
وبالعودة إلى المقارنة بين السفر سابقا وحاليا، ففي السابق كان تنظيم السفر سيئا، حيث كان نصف المقاعد كانت فارغة، وكانت المقاعد المتوسطة تبقى شاغرة في الغالب، إلا عندما تمتلئ الكراسي بنسبة 70%، وغالبية الركاب سيستمتعون بمساحة مفتوحة في المرافق، أما اليوم، فإن 84% من المقاعد ممتلئة، بمعنى أن لكل مسافر جار، بحسب quartzy.
التغيير الكبير الذي حصل ما بين الرحلات الجوية في السابق واليوم، هو أنها أصبحت أكثر سهولة، ومتاحة للكثير من الناس، وبحسب دراسة لمؤسسة النقل الجوي في الولايات المتحدة، فإن 90% من الأمريكيين سافروا مرة في حياتهم، أي أن نسبة الذين سافروا زادت 70% مقارنة بالعام 1990، وحوالي نصف الأمريكيين قاموا برحلات بالطائرة العام الماضي، ونسبة الزيادة 30% عن عام 1990.
السبب في هذا التغير هو زيادة القدرة على تحمل التكاليف، ففي العام 1990، عندما كان متوسط سعر تذكرة السفر في اتجاه واحد 260 دولارا "بحسب قيمة الدولار اليوم"، فقد كان الشخص يعمل من يوم إلى أربعة أيام ليؤمن شراء تذكرة طائرة، أما اليوم، فقد انخفض هذا الرقم إلى ست ساعات من العمل مقابل تذكرة تبلغ 172 دولارا.
وما اختلف أيضا في رحلات الطيران، أن الشركات أضافت مزيدا من المقاعد للطائرة، حيث باتت تستخدم موادا أخف وزنا، ناهيكم عن تصغير حجم الحمامات، التي بالكاد تتسع للمسافر.
كما أن رحلات السفر جوا أصبحت أكثر هدوء وكفاءة وتلبية لطلبات المستهلكين. صوت الطائرة مثلا في السابق كان أكثر بثلاثة أضعاف، وهو اليوم أقل بكثير، أي أنه أقل ازعاجا للركاب، كما أن الطائرات اليوم مزودة بخدمة الإنترنت، وهو ما سهل حياة المسافرين كثيرا، سواء لمتابعة أعمالهم، أو حتى البقاء على تواصل مع أصدقائهم.
يورو نيوز