نائب فرنسي: “لا لأسلمة وتعريب فرنسا”
لا تزال فكرة تدريس اللغة العربية في المدارس الفرنسية تثير الجدل في صفوف النخبة السياسة الفرنسية وتزيد في تأجيج الصراع بين اليمين واليسار. النائب الفرنسي نيكولا دوبون-انيان، الذي سبق وأن اختارته مرشحة الجبهة الوطنية، اليمينية المتطرفة، للانتخابات الرئاسية الفرنسية رئيسا للوزراء في حال انتخابها رئيسة للبلاد، أشار خلال لقاء تلفزيوني إلى أنّ تعليم اللغة العربية في فرنسا مرادف لـ "أسلمة البلاد". نيكولا دبون-انيان رئيس حزب "انهضي يا فرنسا"، وهو أحد الأحزاب القومية التي تدعو إلى التمسك بالسيادة الوطنية، انتقد بشدة فكرة تعليم اللغة العربية حيث أكد لإحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية أنّه عندما تتحدث أجيال اللغة العربية في فرنسا في المنزل، وتتحدث الفرنسة بشكل سيء، فالأولوية هنا تكمن في تعلم اللغة الفرنسية. وشدّد دوبون-انيان على ضرورة نبذ فكرة "سجن شباب الأحياء والضواحي الفقيرة داخل ثقافة آبائهم أو ثقافتهم الأصلية". وأضاف دوبون-انيان أنّ هؤلاء الشباب فرنسيون ويرغبون في تعلم اللغة الفرنسية دون البقاء كسجناء ثقافتهم الأصلية، مؤكدا أنّ الرغبة في أن يكون الفرد فرنسيا تبدأ أولا بفكرة الاندماج والحديث باللغة الفرنسية. ورداً على سؤال حول مسألة تعليم اللغة العربية التي لا تقتصر على أبناء المهاجرين حيث يوجد عدد كبير من الفرنسيين في صفوف الباحثين والجامعيين الذين يرغبون في تعلم العربية، أشار دوبون-انيان إلى أنّ هذه مسألة أخرى، ولكن فرنسا بحاجة اليوم إلى أن يتعلم الجميع اللغة الفرنسية وأن يتحدث الكل لغة "موليير". واعتبر دوبون-انيان أنّ اقتراح تعليم العربية سيؤدي إلى "أسلمة فرنسا"، مشبها ذلك بما حدث في الجزائر منذ عقود، مضيفا أنّ الشباب الذين يأتون إلى فرنسا لا يرغبون في أن يصبحوا "متطرفين أو إرهابيين"، وأن الشباب مهما كانت أصولهم ولون بشرتهم يرغبون في أن يصبحوا فرنسيين ويتمنون الحصول على فرصة للعيش بطريقة كريمة، وأفضل فرصة يمكن أن نمنحها للفرنسيين هي عدم التضييق عليهم داخل ثقافتهم الأصلية. يذكر أنّ اقتراح تدريس اللغة العربية في المدارس العمومية الفرنسية أشعل حرباً بين مختلف التيارات السياسية، وقد ساند الاقتراح أكثر من 50 في المائة من العائلات المسلمة. ولرفع اللبس عن هذه القضية أكدت السلطات الفرنسية أنّ تدريس العربية سيتمّ في إطار قيم المساواة والعلمانية التي تقوم عليها فرنسا. وكان وزير التربية والتعليم في فرنسا ميشال بلانكيه قد دعم اقتراح تدريس اللغة العربية بالمدارس، وهو اقتراح لاقى دعماً أيضاً من قوى اليسار التي ترى فيه حداً من تدريس اللغة العربية في المساجد التي يعتبرها البعض "حاضنة" للفكر المتطرف. وتعتبر فكرة تعليم اللغة العربية في المدارس الفرنسية أحد المقترحات التي وضعها معهد "مونتاني" ضمن التقرير الذي أعده حكيم القروي، ودعا معهد "مونتاني" الفرنسي المتخصص في الدراسات والبحوث إلى تعليم اللغة العربية في المدارس العمومية لمحاربة المتطرف وللحيلولة دون تنامي الأفكار المتطرفة والجهادية. وقد تزامن التقرير مع مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إعادة تنظيم ما يسمى "إسلام فرنسا" وإيجاد مسؤولين من الديانة الإسلامية يحظون باحترام وبتمثيل واسع لدى مسلمي فرنسا الذين يتجاوز عددهم 5 ملايين نسمة.