السجن ثماني سنوات ونصف لأفغاني قتل صديقته الألمانية
قضت محكمة مدينة لانداو في ولاية راينلاند بفالز الألمانية اليوم الاثنين (الثالث من أيلول/ سبتمبر 2018) على طالب لجوء أفغانيّ بالسجن لمدة ثماني سنوات وستة أشهر بتهمة قتل صديقته الألمانية. وبسبب التشكك في عمر طالب اللجوء الأفغاني، قررت المحكمة محاكمته بناء على قانون الأحداث، ما ترتب عليه أيضاً عدم السماح لوسائل الإعلام بحضور جلسات المحاكمة أو النطق بالحكم.
وكان طالب اللجوء الأفغاني عبد د. قد طعن المراهقة الألمانية ميا ذات الخمسة عشر ربيعاً بسكين مطبخ أمام أحد محلات السوبرماركت في مدينة كاندل بولاية راينلاند بفالز أواخر العام الماضي.
من جانبه أكد مكتب الادعاء العام في المدينة أن الفاعل كان مرتبطاً مع الضحية بعلاقة عاطفية، وأنها قامت بإنهاء العلاقة قبل وقت قصير من مقتلها. وقبل أن يتم طعنها، كانت ميا قد فتحت محضراً ضد طالب اللجوء تتهمه فيه بتهديدها. وكان الادعاء العام يطالب بسجن اللاجئ الأفغاني لمدة عشرة أعوام، بينما طالب الدفاع بسجنه لمدة سبعة أعوام وستة أشهر بتهمة القتل الخطأ.
وقد وصل عبد. د إلى ألمانيا في منتصف عام 2016 كطالب لجوء، مدّعياً أن عمره 15 سنة، إلا أن تحقيقات للادعاء العام تشير إلى أن عمره عند ارتكاب الجريمة كان 17 سنة وستة أشهر على الأقل. وعلى الرغم من رفض طلب لجوئه في شباط/ فبراير عام 2017، إلا أنه لم يتم ترحيله.
وأثار مقتل الفتاة الألمانية احتجاجات في المدينة، وسط تحذيرات من اتخاذ هذه الحادثة حجة لتعزيز معاداة الأجانب واللاجئين في المدينة من قبل السلطات. وقد طالبت نقابة الشرطة الألمانية بإصدار قوانين وتشريعات أكثر تشدداً تجاه حمل السكاكين، وما ينتج عنها من جرائم، مثل جريمة قتل ميا.
وتعود الجريمة الى 27 كانون الأول/ ديسمبر 2017. وأفاد العديد من الشهود ان المتهم طارد صديقته السابقة ميا في متجر لبيع الاجهزة الالكترونية في كاندل حيث طعنها سبع مرات قبل أن يوقفه عابرون.
كما تندرج هذه الجريمة في إطار سلسلة اعتداءات ارتكبها طالبو لجوء وركزت عليها وسائل الإعلام الألمانية. وقد أثارت غضب السكان ضد المهاجرين واللاجئين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تحولت هدفاً لليمين المتطرف الذي يحملها مسؤولية اتساع رقعة انعدام الأمن بعدما ارتضت استقبال اكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016.
سارع حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة واللاجئين إلى استغلال جريمة كاندل لتصعيد حملته على المهاجرين عبر ملصقات وتجمعات. وكان قد فاجأ الجميع بدخوله البرلمان قبل عام.
في هذا السياق، ينظم الحزب تظاهرات منتظمة في كاندل منذ بداية العام كان آخرها السبت. ولم يمر بعضها من دون أعمال عنف.
ونددت رئيسة الحكومة في مقاطعة راينلاند –بفالس التي تقع فيها كاندل، الاشتراكية الديموقراطية مالو دريير بما اعتبرته استغلالا سياسيا "لا يحتمل".
رويترز