رياضة

الدنمارك بقيادة إريكسن تستطيع التسبب بمشكلات لأي منافس

اشتهرت الدنمارك بإبداعاتها ومهاراتها وشخصيتها التي قادتها لإحراز لقب بطولة أوروبا 1992 بطريقة مبهرة، لكنها تبدو أكثر عزيمة وإصراراً حالياً تحت قيادة نجم خط وسط توتنهام هوتسبير كريستيان إريكسن، وستصل إلى روسيا على أمل ترك بصمة مشابهة في كأس العالم لكرة القدم. وستكون فرصة الدنمارك كبيرة في الوصول للدور الثاني عبر المجموعة الثالثة التي تضم بيرو وأستراليا وفرنسا، وربما تتطلع لاجتياز دور الثمانية لأول مرة في تاريخها.

وشهدت الدنمارك تحولاً سريعاً بعد رحيل المدرب مورتن أولسن الذي ظل وفياً لأسلوب اللعب المعتمد على تمرير الكرة بسلاسة خلال نحو

15 عاماً في حقبته التي انتهت في 2015، وتحمل المسؤولية من بعده أوجه هاريده ولم يهدر المدرب النرويجي الجاد وقتاً ليضع بصمته واتبع أسلوباً أكثر واقعية. كانت مسيرة المدرب النرويجي البالغ من العمر 64 عاماً متواضعة كلاعب قبل أن يتحول للتدريب ويفوز بألقاب الدوري في النرويج والسويد والدنمرك.

وخيب فريق أولسن الآمال في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وغاب تماماً عن نهائيات البرازيل بعدها بأربع سنوات ورغم أن هاريده لم يتمكن بعد من حل كل المشكلات، فإن فوز فريقه 5 – 1 على آيرلندا في النتيجة الإجمالية لمباراتي ملحق التصفيات توحي بأنه على الطريق الصحيحة.

وليس سهلاً أن تكون مدرباً نرويجياً يشرف على منتخب الدنمارك لكرة القدم منذ عام 2015، إلا أن أوجه هاريده نال الكثير من الاحترام لدى الدنماركيين مع تأهل المنتخب إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه. وكتبت صحيفة «في جي» النروجية: «في كرة القدم، الدنمارك تحتقر النرويج. لم يحبوا أبداً كرة القدم النرويجية». إلا أن كل ذلك تغير بعد مباراة الإياب في الملحق الأوروبي ضد آيرلندا (5 – 1) عقب تعادل المنتخبين ذهاباً في كوبنهاغن سلباً.

لم يخسر المنتخب الدنماركي أي مباراة في إشراف هاريده منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2016، وهي سابقة منذ 110 أعوام! وتابعت الصحيفة «لم يقتصر الأمر على غزو آيرلندا وحسب، لكن الدنمارك أيضاً وكل المشككين الذين تساءلوا عن سبب تعيين نرويجي لقيادة المنتخب الوطني الدنماركي».

وفي وجود صانع اللعب إريكسن تحظى الدنمرك بواحد من أكثر اللاعبين مهارة، وستعطي مشاركته نكهة خاصة لكأس العالم، لكن بدلاً من الاعتماد على تمريرات معقدة ستلعب الدنمارك على الأرجح كرات طويلة من الدفاع وتبدأ الهجمات من الأمام. وأصقل هاريده قدراته على الدفاع أمام منافسين من الصف الأول في دوري أبطال أوروبا خلال قيادته لمالمو السويدي، لكنه يعطي إريكسن حرية الحركة التي يحتاج إليها ليبدع. وكافأ اللاعب البالغ عمره 26 عاماً مدربه بتقديم عروض رائعة في مشوار تصفيات كأس العالم كللها بتسجيل ثلاثية أمام آيرلندا لتضمن الدنمارك التأهل بعد أن احتلت المركز الثاني خلف بولندا في المجموعة الخامسة.

وكادت هزيمتان متتاليتان أمام بولندا والجبل الأسود في ثاني وثالث مباراتين بالتصفيات أن تطيحا بآمال المنتخب الدنماركي مبكراً، لكنه انتفض ليحقق ستة انتصارات وتعادلين في المباريات العشر التالية ليضمن المركز الثاني في المجموعة. وبعد تعادل محبط من دون أهداف مع آيرلندا في كوبنهاغن في ذهاب ملحق التصفيات، حقق المنتخب الدنمركي فوزاً ساحقاً في لقاء الإياب في دبلن ليتأهل للنهائيات.

ويقود سيمون كير خط دفاع صلباً استقبل ثمانية أهداف فقط خلال التصفيات، لكن رغم فوز الدنمارك الساحق 4 – صفر على بولندا متصدرة المجموعة، فإن هجومها دائماً ما كان غائباً خاصة أمام منافسين كان من المتوقع الفوز عليهم. وفي وجود المهاجم نيكلاس بندتنر الذي يعيد اكتشاف نفسه مع روزنبورغ النرويجي وعناصر أخرى مثل الجناح بيوني سيستو وفيكتور فيشر وأندرياس كورنيليوس، تحتفظ الدنمارك بأوراق رابحة تستطيع التسبب في مشكلات لأي منافس. لكن الأمر يتعلق في الأساس بقدرة هاريده على وضع وصفة للنجاح إذا أراد الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة.

وسيتطلع المنتخب الدنماركي للفوز على بيرو وأستراليا في أول مباراتين قبل أن يواجه فرنسا في مباراته الأخيرة بالمجموعة الثالثة. وإذا تأهل للدور الثاني، فإنه سيواجه مباراة صعبة ضد الأرجنتين أو أيسلندا أو كرواتيا أو نيجيريا. شاركت الدنمارك في كأس العالم أربع مرات بداية من 1986. كانت أفضل نتائجها التأهل لدور الثمانية في 1998، لكنها خرجت من دور المجموعات في 2010 ولم تتأهل لبطولة 2014.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
ا ش ا
زر الذهاب إلى الأعلى