كشف المستور

دراسة: الحشيش المغربي الموجه إلى إسبانيا ملوث وغير صالح للاستهلاك

كشف خبراء إسبان، في دراسة حديثة نهاية الأسبوع الجاري، أن الحشيش المغربي الذي يُهرب إلى إسبانيا غير صالح للاستهلاك، وإنما ملوث جدًا ويحوي كميات ضخمة من معدلات البكتيريا والمواد السامة، ويتعلق الأمر بالتلوث الميكروبيولوجي.

المشرفون عن الدراسة المذكورة، وهما صيدلانيون بجامعة ” ألفونسو إكس سابيو” وجامعة “كومبلوتنسي” بقسم التشريح والأجنة، أفادوا أنهم جمعوا وقاموا بتحليل أزيد من 90 عينة مختلفة من الحشيش الذي يُباع في مدريد من مصادر مغربية، وأثبتت العينات أن الغالبية العظمى منها ليست مناسبة للاستهلاك البشري.

وقال الخبراء الذين نشروا دراستهم على منصة “علوم الطب الشرعي الدولية”، إن الهدف منها، هو كشف مخاطر الحشيش وما مدى تلوثه وضرره على الصحة، وتحديد إن كان صالحا للاستهلاك في المستقبل أو لا، وحلل الخبراء نوعيتين من نماذج الحشيش، تلك التي تُباع على شكل “سبيكة”، والأخرى التي تتخذ شاكلة “بلوط”.

وكشف “مانويل بيريز مورينو” البالغ من العمر 54 عامًا، وهو صيدلاني بجامعة ألفونسو إكس سابيو بمدريد، وواحد من الخبراء الذين شاركوا في تأليف الدراسة، عن نتائج الدراسة بعنوان “الحشيش في منطقة مدريد: الغش والتلوث”.

الحشيش لا يشبه بعضه

المؤلفون أعزوا أبرز أسباب تلوث الحشيش المغربي إلى طرق إعداده ونقله، حتى يصل إلى مدريد ويتم بيعه، ووجدوا أن الحشيش المباع في أحياء مدريد منه زهاء 88 في المائة مضر بالصحة العامة.

وبما أن “مورينو” أراد أن تكون استنتاجات الدراسة جديرة بالاهتمام وواضحة المعالم، ويمكن تعميمها بشكل أكثر دقة، فقد جمع 90 عينة من الحشيش، وليست كلها من مصادر مغربية.

وأضاف؛ “نتائجنا أظهرت وجود اختلافات في نسب التلوث بين الحشيش الذي يتخذ شكل (البلوط أو السبائك)، ووجدنا أيضًا عناصر غريبة من البكتيريا، وتلوث ميكروبيولوجي”.

“مورينو” أورد أنه على الرغم من نجاحه في تحليل زهاء 90 عينة من الحشيش، إلا أنه لم يستهلك الحشيش مطلقًا أثناء عمليات البحث والتمحيص”، وأوضح أنه خلال فترة عام واحد، قام خلالها بجمع العينات المذكورة، وأشار المتحدث المذكور أنه اشترى الحشيش من أمواله الخاصة قائلا في هذا الصدد: “لا أستطيع أن أتخيل طلب منحة لشراء الحشيش”.

الحشيش المغربي على شكل “بلوط”

من بين التلوث الميكروبيولوجي لأنواع مختلفة من الحشيش الذي تم جمعه، وُجد أن الفئة التي يُطلق عليها وصف “البلوط” من الحشيش، وهي الفئة الأكثر تهريبًا من المغرب نحو إسبانيا، أنها غير صالحة للاستهلاك البشري بعد فحص مجموعة من العينات. وعند مقارنة أنواع الحشيش الذي يتخذ شكل “البلوط” والحشيش الذي يكون عبارة عن “سبيكة”، أشار التحليل إلى أن 93 بالمائة من حشيش البلوط “ملوث بالإشريكية القولونية”، مقارنة بـ 29.4 بالمائة فقط من السبائك.

وأضافت الدراسة: “إن جميع العينات ذات الرائحة البرازية كانت على شاكلة حشيش “بلوط”. وعلى الرغم من أن نسبة التلوث الإجمالية في الدراسة كانت 88 في المائة، فقد كان هذا العدد “أعلى بكثير” بالنسبة للحشيش البلوطي.

وأرجع “مورينو” سبب هذا التلوث الشديد إلى البكتيريا القولونية، وهي بكتيريا تُعرف أيضا باسم جرثومة الأمعاء الغليظة، ويشير وجود هذا الجرثوم في الوسط المحيط إلى التلوث بالبراز، وهي الجرثومة الموجودة بنسب عاليا في الحشيش المغربي، وفقا للدراسة المذكورة. ويستخدم التجار الذين يعملون بين إسبانيا والمغرب حبيبات صغيرة من الحشيش، توصف بأنها بلوط، في بلاستيك يُسمى بالمغرب “السولوفان”، وأطلقت عليه الدراسة اسم “بلاستيك فيلم”.

وفقا للدراسة، كانت درجة التلوث في الحشيش المغربي جد مرعبة وأعلى بـ 500 مرة من الحد الأقصى المقبول في الولايات المتحدة للماريجوانا أو في لوائح الاتحاد الأوروبي لمنتجات مثل الشاي أو القهوة.

“من الواضح أن هذه مشكلة تتعلق بالصحة العامة. يقول عالم الأحياء “إنماكولادا سانتوس” مضيفًا، “إن كميات البكتيريا التي وجدناها جد مرعبة”.

 

المصدر / اليوم 24

زر الذهاب إلى الأعلى