مئات الأسر البلجيكية تفتح أبواب منازلها للمهاجرين لإيوائهم من قر الشتاء
استجابة لمبادرة أطلقتها إحدى الهيئات المحلية في بلجيكا، يفتح العديد من البلجيكيين أبواب منازلهم بوجه المهاجرين لأجل إيوائهم. وعرفت هذه المبادرة نجاحا واسعا نظرا للإقبال الكبير من قبل الأسر البلجيكية عليها. وكان الكثير من المهاجرين يعيشون في ظروف قاسية بحديقة في بروكسل، اتخذت على إثرها الحكومة إجراءات مضادة، ووجهت بانتقادات واسعة.
يقبل الكثير من المواطنين البلجيكيين على مبادرة أطلقتها منظمة "منصة المواطنة"، تهدف إلى إيواء المهاجرين لدى الأسر من قر الشتاء. واستطاع أكثر من 600 مهاجر إيجاد مكان دافئ للنوم في حضن إحدى العائلات البلجيكية بفضل هذه المبادرة، بل أن "الكثير من الأسر، لا تزال على قائمة الانتظار، وفي استعداد تام لاستقبال أحد المهاجرين في منازلها"، حسب تصريح الناشط في مجال الهجرة سعيد اللوزي لمهاجر نيوز.
"وتحدد مدة الاستقبال في أسبوع كامل في البداية، ويمكن أن تمتد لأيام عديدة، برغبة من الطرفين أي الأسرة والمهاجر"، يقول اللوزي وهو عضو في "منصة المواطنة"، التي تتكلف بكل ما يتعلق بالتنسيق بين الجانبين، وتنظيم مواعيد المبيت، كما تفتح المنصة مكاتبها للقاء المهاجرين فيما بينهم ومع العائلات البلجيكية أيضا، ولأجل تسجيل أسماء الراغبين منهم في الاستفادة من المبادرة.
وتتمركز الأسر التي رحبت بالمهاجرين في منازلها، خاصة في بروكسل، والخيط الرابط الذي يجمع بينها هو "العمل الإنساني"، يقول اللوزي، وليس هناك أي ارتباط إيديولوجي أو انتماء سياسي معين. والأمر ينطبق على العناصر العاملة في "منصة المواطنة"، حسب هذا الناشط. "فهم أشخاص متطوعون لهم انتماءات سياسية مختلفة، يوجد ضمنهم أشخاص عاديون، وشخصيات سياسية ونقابية من مشارب مختلفة".
رفض التعاون مع "نظام ديكتاتوري"
ويرجع إقبال الأسر البلجيكية على المبادرة، وفق تفسير اللوزي، إلى بداية إعلان وزير الهجرة ثيو فرانكن عن إبرام حكومة بلاده لاتفاق مع نظيرتها السودانية لترحيل مهاجري هذا البلد، إلا أن هذا الاتفاق لقي انتقادات واسعة من قبل مكونات المجتمع المدني، كان لها صدى كبيرا في الشارع البلجيكي، الذي "رفض التعاون مع نظام ديكتاتوري"، يشير اللوزي.
ويعود سبب ارتفاع أعداد المهاجرين في بروكسيل إلى تفكيك مخيم كاليه في شمال فرنسا قبل أكثر من سنة، الذي دفع بالكثير منهم إلى التوجه إلى بروكسل والتجمع في حديقة ماكسيميليان المجاورة لمحطة القطار. وقامت الحكومة البلجيكية على إثر ذلك بإجلاء المنطقة واحتجاز العديد منهم.
"المفارقة العجيبة"
ويتحدث اللوزي عن "مفارقة عجيبة" تسود اليوم في بلجيكا بشأن المهاجرين. "فالمواطن يفتح باب منزله بوجوههم والحكومة تغلق الأبواب. وهذه المبادرة أظهرت أن البلجيكيين يقبلون بفتح أبواب بيوتهم بوجه الآخرين، ويفهمون أن هناك مشاكل في مناطق أخرى من العالم تدفع البعض إلى الهروب منها".
وكانت بروكسل شهدت قبل أيام مظاهرة كبرى رفضت فيها محاولة الحكومة إجهاض هذه المبادرة من خلال مشروع قانون مثير للجدل يمنع إيواء المهاجرين. ودعت في شعاراتها وزير الهجرة ثيو فرانكن في حكومة شارل ميشيل إلى الرحيل. وشارك في المظاهرة الآلاف من البلجيكيين.
infomigrants