آراء

د. صابر خضر : آلالام الكعب .. الاسباب والاعراض وطريقة العلاج

آلام الكعب 
 
ان جسم الانسان بثقله كله يرتكز على جزء صغير مقارنة بحجم باقي اجزاء الجسم وهو القدم. ان القدم هي الركيزة التي يعتمد عليها الانسان بجميع حركاته و اتزانه لذلك فان اي خلل في هذا الجزء المهم من الجسم سيحدث بالتالي خلل في منظومة قوام الانسان ككل. يوجد هناك الكثير من المشاكل التي من الممكن ان تصيب القدم ومنها آلام كعب القدم.
ان ما يعرف بآلام أسفل القدم او كعب القدم قد تعد اكثر متاعب القدم شيوعا. ان سبب ضهور آلام الكعب يعود الى وجود وتر مسطح في باطن القدم والمعروف باسم " اللفافة الاخمصية" ، ان هذا الوتر يعمل كداعم ساند للقدم ، سميك و عريض ويلتصق في الجهة السفلى والأمامية من كعب القدم. ان الإفراط في الضغط على هذه المنطقة يؤدي الى الالتهاب والآلام عند الوقوف او المشي.
 
 
 
الأسباب 
 
⁃ ان ما يسبب الالم هو ليس الكعب نفسه ولكن منطقة التساق الوتر بالعظم . ان آلام الكعب قد تكون ايضا بسبب ظهور نتوء عظمي يتكون على عظمة الكعب مما يؤدي الى الضغط من الداخل على الوتر و بالتالي التهابه و حدوث آلام في هذه المنطقة.
⁃ زيادة الوزن  الذي لا تستطيع القدم تحمله.
⁃ قلة مرونة الاوتار الرابطة و العضلة الخلفية للساق.
⁃ وجود تشوه او ضعف في الهيكل العظمي او قوس القدم الطبيعي.
⁃ استخدام الاحذية غير المناسبة.
⁃ بعض أمراض المفاصل او بعض أمراض العمود الفقري.
⁃ زيادة الضغط على القدم وعدم اراحتها عند ممارسة الأنشطة او الوقوف فترات طويلة.
 
 
 
 
الأعراض 
 
ان بداية ظهور الأعراض قد يكون عفوي وسريع لكن اسبابه قد تكون بعد اجهاد على منطقة الكعب. ان اكثر الحالات تزول من شهر الى عدة أشهر وكما تكون البداية عفوية و سريعة يكون زوال الآلام ايضا عفوي و سريع نوعا ما، عند بعض المرضى تطول حالة الالم لمدة أطول وفِي حالات قليلة تتحول الحالة الى مزمنة وعندها تستمر الآلام لسنة او عدة سنين.
ان اكثر الأعراض الواضحة هي الآلام عند المشي او الوقوف، وتكون الخطوات الاولى في الصباح مؤلمة جدا وبعد عدة دقائق من أخذ عدة خطوات تبدأ الآلام تخف تدريجيا لكن عند الاستمرار خلال اليوم بالمشي والوقوف تعود الآلام بالازدياد تدريجيا خلال النهار. ان ممارسة التمارين والمشي الطويل تكون في كثير من الحالات صعبة جدا او شبه مستحيلة. 
ان الخطوات الاولى في الصباح او بعد قسط من الراحة تكون مؤلمه اكثر، كما ان المشي حافي القدمين يكّون غير مريح و مؤلم وعلى العكس ان استخدام احذية مريحة و طرية تحت الكعب تخفف من شدة الالم.
 
 
 
التشخيص 
 
ان التشخيص يكون عادة سهل عن طريق الفحص السريري عند الطبيب و من خلال سرد المريض للأعراض . في بعض الحالات وعندما يكون الطبيب غير متاكد من التشخيص يقوم بإجراء الأشعة الملائمة للتأكد من الحالة او لاستبعاد او تشخيص لأسباب اخرى تكون هي مسببة للآلام . ان الضغط على منطقة الكعب تكون مؤلمة عند الفحص.
 
 
العلاج
 
⁃  في المراحل الاولى يوصى بالتخلي عن العادات السيئة التي تسبب الضغط المتواصل على كعب القدم ولكن عند استمرار الأوجاع أكثر من شهر يوصى باستخدام نعال خاص يوضع في الحذاء. عادة يكون هذا النعال"دبانة الحذاء" مصنوع من مادة لينة ويكون شكله مناسب لتخفيف الضغط على منطقة الكعب ، كما ينصح ايضا باستخدام احذية مناسبة تقوم بامتصاص وتقليل الضغط على القدم.
⁃ الراحة التامة و عدم الضغط على منطقة الكعب. 
     ⁃ ممارسة تمارين خاصة عند أخصائي العلاج الطبيعي وذلك من أجل اطالة و شد عضلات الساق الخلفية و أخذ النصيحة للتخفيف من الضغط على القدم وتجنب رجوع الحالة بعد الشفاء.
⁃ ان اللجوء لوخز الكورتيزون ليس محبذ ومن الممكن أن يؤدي الى مضاعفات اخرى.
⁃ اللجوء للجراحة ليس هو الحل كعلاج لكن في حالة وجود أسباب اخرى للمرض مثل وجود نتوء عظمي يمكن ان يكون الحل الجراحي هو الأمثل.
 
 
 
 
الدكتور صابر خضر
استشاري جراحة المفاصل و الكسور والعظام
السويد/ستوكهولم 
زر الذهاب إلى الأعلى