عاشقان يخربان علاقات واشنطن مع موسكو
"أجهزة الأمن الأمريكية تآمرت ضد ترامب"، عنوان مقال إدوارد تشيسنوكوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، عن اختراع عاشقين في مكتب التحقيقات الفدرالي لـ"تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية".
ينطلق المقال من الأزمة المحيطة بالبحث عن "عملاء الكرملين في البيت الأبيض" المستمرة منذ أكثر من عام، فيقول:
ولكن يبدو الآن أنها وصلت إلى نهاية منطقية. فقد اتضح أن المجرم الرئيسي ليس الرئيس الـ 45 لأمريكا دونالد ترامب، إنما… وكلاء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، الذي كان من المفترض أن يكتشف "الاتصالات مع الكرملين" الأسطورية.
فمن "هم" الفاعلون؟ أصبحت الصحافة على بينة من ذلك. ففي العام الماضي، اخترق قراصنة مجهولون هاتفي عميلي مكتب التحقيقات الفدرالي، ليزا بيج وبيتر ستروك. وظهرت الصورة غير جذابة بالمرة: فمقاتلا الجبهة الخفية (اللذان ربطتهما علاقات رومانسية) والمنوط بهما دراسة "ملف ترامب الروسي"، نعتا في حديث خاص، زعيم الأمة بالـ"أحمق"، وفي الوقت نفسه خططا، لتعقيد حياته عبر التحقيقات.
وفي الصدد، يقول الدكتور في العلوم التاريخية، ياروسلاف ليفين، لـ"كومسومولسكايا برافدا":
بشكل عام، ليس من المستغرب أن يتضح أن جزءا من "إثباتات التدخل الروسي" مجرد خيال فارغ.
فأولا، منذ البداية، استندت القضية إلى وقائع غير مهمة بتاتا. ولو كان لدى أجهزة الاستخبارات أدلة أكثر وضوحا، لقدموها دون إبطاء؛
وثانيا، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف الرئيس الجديد من أجهزة الأمن، وعلى وجه التحديد أفكاره للحد من ميزانيات وعديد موظفي وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي، فليس مستغربا أن تكون وكالات المخابرات قد انضمت بكل سرور إلى الحملة التي أطلقها الحزب الديمقراطي حول التدخل الروسي في الانتخابات؛
وأما ثالثا، فقد أسقطت هذه الفكرة بشكل جيد على الخلاف الخارجي والتناقضات الحقيقية بين موسكو وواشنطن. ولذلك اشتغل العملاء لخدمة مصلحة سياسية، كما خيل إليهم. ولكن أن تولد مثل هذه الاتهامات، في رحم الإدارات الملزمة بأن تكون غير سياسية ونزيهة في واجباتها، فذلك يؤذي السلطة التنفيذية الأمريكية كلها كمنظومة ويضعها في موقف غير مريح إطلاقا.
RT