هنا اوروبا

مواقف المتسابقين على خلافة ميركل من سياسة اللجوء

كثير من ساسة الحزب المسيحي الديمقراطي يتمنون، لو لم يكن هناك جدال حول اللاجئين من الأساس. الحديث دائماً عن اللاجئين – ولا يوجد موضوع آخر؟ يود نائب الحزب أرمين لاشيت لو ينتهي هذا النقاش، حتى أن رئيس اتحاد الكتلة البرلمانية للحزب رالف برينكهاوس يخشى أن يهيمن هذا النقاش على النقاش الداخلي للحزب المسيحي الديمقراطي حتى تاريخ انعقاد مؤتمر الحزب في السابع والثامن  من كانون الأول/ ديسمبر.

 

 

المسؤول عن هذا النقاش المستمر هم المرشحون الثلاثة الأوفر حظاً لقيادة الحزب. وذلك لأن أنغريت كرامب – كارنباور، فريدريش ميرتس  وينس شبان يؤكدون باستمرار على أهمية النقاش حول الهجرة وأحداث خريف عام 2015، حينما قررت أنغيلا ميركل استقبال اللاجئين. أهمية النقاش بحسب المرشحين الثلاثة تكمن في ضمان مستقبل واعد للحزب المسيحي الديموقراطي. ولكن كيف هي مواقف هؤلاء المرشحين تجاه سياسة اللاجئين؟

أكثر من مجرد نسخة عن ميركل

وصفتها صحيفة "بيلد" الألمانية بـ "ميركل الصغيرة" وأحياناً أخرى بـ" توأمة ميركل" إنها المرشحة أنغريت كرامب-كارنباور. هذه الأوصاف لم تأتي مصادفة، لأن رئيسة وزراء زارلاند السابقة والأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي اليوم، تتبع مسار المستشارة بإخلاص. وهي من بين المرشحين الثلاثة الأوفر حظاً، الذين يتنافسون حالياً على أصوات المندوبين في المؤتمرات الإقليمي. فالسياسية التي تدعى "ميركل الصغيرة" من المرجح أن تسير على خطى ميركل.

CDU-Bundesvorstand (picture-alliance/dpa/M. Kappeler)

المستشارة ميركل وأنغريت كرامب-كارنباور

 في سياسة اللجوء، تُعتبر أنغريت كرامب-كارنباور، براغماتية، إذ دعمت مبادرة ميركل في خريف عام 2015 وما زالت تؤيدها إلى اليوم. وتقول بوضوح أن ألمانيا بلد هجرة، لكنها أكدت مراراً وتكراراً على ضرورة تنظيم الهجرة بشكل أفضل مما كانت عليه في الماضي. 

لكن لا تتفق "ميركل الصغيرة" مع مسار ميركل بالكامل. في نهاية عام 2017، على سبيل المثال، تحدثت عن ضرورة إجراء اختبارات طبية موحدة على المهاجرين الشباب للتحقق من سنهم. كما طالبت بإنشاء مراكز الترحيل في فترة توليها منصب رئاسة الوزراء في ولاية زارلاند. كما أنها تؤيد فرض حظر العودة مدى الحياة في منطقة شنغن على المجرمين الذين ارتكبوا مخالفات، وهو الطلب الذي أثار حفيظة منتقدي المستشارة أنغيلا ميركل. أما الخط الأحمر، الذي لا يمكن تجاوزه بالنسبة لكرامب-كارنباور فيتعلق بالحق الأساسي في اللجوء، وهو غير قابل للمساس بالنسبة لها: "إن من وضعوا قانون اللجوء، وضعوه بهذا الشكل لسبب وجيه، كما نعرفه".

ميرتس: مليونير ومستفز

Berlin: Pressekonferenz mit Friedrich Merz (Reuters/H. Hanschke)

فريدريش ميرتس

فريدريش ميرتس، من أكثر المرشحين إثارة للجدل. في السباق من أجل الفوز برئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، خرج  ميرتس في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر بتصريحات تشكك في الحق الفردي في اللجوء، الذي يضمنه القانون الأساسي الألماني. وقال ميرتس إنه من الضروري إجراء نقاش على مستوى الرأي العام بشأن ما إذا كان يمكن لهذا الحق الأساسي البقاء بهذا الشكل، ما إن كان هناك حاجة إلى سياسة لجوء وهجرة أوروبية. على الرغم من تراجعه عن موقفه وتأكيده على عدم رغبته في المساس بالقانون الأساسي، قال في وقت سابق: "بالنسبة لجميع المهتمين مرة أخرى: أنا من أجل الإبقاء على الحق الأساسي في اللجوء. نقطة".

منذ بداية مسيرته السياسية، لم يبدو عليه أنه من مشجعي التنوع الثقافي في ألمانيا، ففي عام 2000 أطلق نقاشًا حول "الثقافة الألمانية الرائدة". وربما لن يذهب هذا العام 2018 إلى هذا الحد في النقاش. وباعتباره من المنتمين إلى المدرسة المحافظة القديمة، سوف يواصل ترسيخ صورته خلال كفاحه من أجل الظفر برئاسة الحزب المسيحي الديموقراطي.

شبان: أكبر منتقدي ميركل

Jens Spahn (picture-alliance/dpa/F. Gambarini)

ينس شبان

يعد ينس شبان، واحدًا من أكبر منتقدي المستشارة، خاصةً فيما يخص سياستها الخاصة باللاجئين. ويرى وزير الصحة  أن أحداث عام 2015 ساهمت في تراجع الحزب المسيحي الديموقراطي. في المقابل يريد حزب البديل من أجل ألمانيا، اكتساب الأصوات، من خلال اتخاذه مواقف ضد الهجرة. 

بالإضافة إلى هذا يسوق شبان نفسه على أنه رجل القانون الصارم. وقال شبان لصحيفة "برلينر مورغنبوست" في عام 2017: "المهاجرون، الذين لا يزالون يعيشون بقلوبهم وعقولهم في تركيا، في المغرب أو روسيا، ويحتقرون مجتمعنا الغربي، يجب أن نقول لهم:" هذا لن ينفعهم هنا معنا". في عام 2016، أيد قرارا من شأنه تشديد على حق الحفاظ على المواطنة المزدوجة خلال مؤتمر حزبي للحزب المسيحي الديمقراطي، وهو قرار ضد إرادة ميركل. أما بالنسبة لعمل حرس الحدود الأوروبية، فهو مستعد لفرض ضوابط أكثر صرامة، لحماية الحدود. 

 

 

 

 

ر.خ.dw

زر الذهاب إلى الأعلى