الاتحاد الأوروبي لبريطانيا: لا جهود لإعادة عقارب الساعة إلى الخلف بعد “بريكسيت”
لكن المسؤولين والمحللين يقولون، إن ما يفعله القادة الأوروبيون هو مجرد إبقاء "الحلم" حياً، بعد دعوات لإجراء استفتاء ثان تتردد أصداؤها في بريطانيا، وأن ليس لديهم أمل واقعي في الرجوع عن موعد المغادرة المقرر في 2019.
وقال نائب مدير مركز الابحاث تشينجينغ يوروب" تغيير أوروبا" في المملكة المتحدة سايمون اشروود: "أعتقد أنه أمل أكثر منه أي توقعات أخرى".
وجاء "الانفتاح" المفاجئ للمسؤولين الأوروبيين، بعد أن أثار المدافع عن بريكست نايجل فاراج الأسبوع الماضي فكرة التصويت الجديد على العضوية في الاتحاد الأوروبي.
وبدأ رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، حملة التودد قائلاً: "في القارة الأوروبية قلوبنا لا تزال مفتوحة" أمام تغيير في الرأي من قبل بريطانيا.
وزايد عليه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بدعم "أي محاولة بريطانية لإعادة الانضمام إلى الكتلة، حتى بعد مغادرتها".
ويصر رئيس الوزراء الايرلندي ليون فارداكار، الذي تعد بلاده من المتأثرين المباشرين ببريكست، بسبب حدودها البرية مع بريطانيا، على أنه ليس هناك أي "مخطط" لكن التصويت من جديد "لن يعد غير ديموقراطي".
وأعرب المستشار النمساوي سيباستيان كورتز عن "سعادته" بإبقاء عرض عضوية الاتحاد الأوروبي مفتوحاً أمام بريطانيا.
غير أن فاراج يشتم رائحة مؤامرة "محاولة أكبر لإبطال بريكست والرجوع عنه"، واتهم الاتحاد الأوروبي بالعمل مع توني بلير، رئيس الوزراء السابق المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد الحكومة البريطانية أنها ستنفذ قرار استفتاء يونيو(حزيران) 2016 بمغادرة الاتحاد الأوروبي.
وتأتي موجة التودد المفاجئة بعد أشهر من مفاوضات منفعلة حول الانفصال بين لندن والاتحاد الأوروبي الذي يؤكد حرصه على المضي قدماً.
وتثير الموجة أيضاً التساؤلات حول موقف أوروبا المرحب جداً، بعد نحو أربعة عقود من انتماء بريطانيا للاتحاد، لم تجد فيها لندن مكانها الحقيقي في أوروبا، وهو ما قال يونكر هذا الأسبوع أن الطرفين "يتحملان مسؤوليته".
لكن المسؤولين يشددون على انعدام أي جهود منسقة من جانب الاتحاد الأوروبي "لإعادة عقارب الساعة إلى الخلف".