تحقيقات ومقابلات

حوار مع النجم العالمي آرنولد شوارزنيغر

يوروتايمز / منذر المدفعي 

 

 

تتسلط الأضواء من جديد على بطل أفلام الآكشن الفنان الكبير آرنولد شوارزنيغر مع اقتراب عرض الجزء السادس من فلم الفاني "ترميناتور" الذي أصبح واحدًا من أشهر أفلام الأكشن الهوليودية والذي يعود تاريخ جزئه الأول إلى عام 1984 وهو من اخراج الفنان الكندي جيمس كاميرون. 

آرنولد الذي يبلغ من العمر 72 عاما يرغب مع هذا الفيلم بالاستمرار بتقديم أعمال سينمائية دون الانحناء أمام هاجس التقدم في السن الذي قد يمنعه من الظهور كما عود محبيه بعضلات مفتولة فتحت له أبواب المجد في عالم الفن والرياضة وحتى السياسة على حد سواء.

 

 

ترميناتور الجزء السادس, هل هو عودة إلى جذور هذا الفيلم الأسطورة ؟

نعم لأن المخرج جيمس كاميرون حاضر من جديد لصناعة هذا الفيلم. هو الذي كتب السيناريو ومن جديد حاول أن يستلهم القصة من الأجزاء السابقة كي يبقى وفيا للقصة الأساسية. لقد وظف موهبته الكبيرة لإخراج هذا الفيلم. هنالك مشاهد أكشن مثيرة وكذلك أحداث إثارة وترقب. لقد أفلح في تطوير الشخصيات أكثر مما كانت عليه في الأجزاء السابقة ومنحها الكثير من الاحاسيس والانفعالات الإنسانية خصوصا مع اقتراب نهاية الفيلم. سترون ذلك.

بالنسبة للكثيرين جيمس كاميرون هو مخرج أفلام أكشن لكن في هذا الجزء هناك أبعاد أخرى. هناك التركيز على الإنسان واحاسيسه. وحتى في الجزء الثاني من هذه السلسلة لم يتوقع المشاهدون أن يذرفون الدموع عند نهاية الفيلم. 

 

 

دورك في الفلم الحالي ترميناتور T 800 ظهرت عليه ملامح الكبر في السن. كيف حدث هذا وهل هذا ممكن؟ 

تذكروا أولا بأن الشخصية هي آلة مغطاة بجسد إنسان. ومن الممكن أن تبقى حية لمدة 120 عاما.. في الجزء الحالي اقتربت أكثر من الملامح الآدمية. ففي الجزء الثاني يشرح ترميناتور بأنه قادر على تعلم الاحاسيس والتصرفات الإنسانية وهو أيضا قادر على فهم أحاسيس الغير مثل ذرف الدموع. خصوصا وأن ترميناتور قضى وقتا طويلا مع بني  البشر. ولهذا السبب قام جون كونر الفتى الصغير بمحاولة  تعليمه بعد الحركات المعاصرة مثل ضرب كف اليد والمزاح وحاول حتى تعليمه كيفية الابتسامة. وبالتالي الجانب الإنساني الذي يمتلكه يمكن أن يتقدم في السن. 

 

 

هنالك جزء آخر من الفيلم قد يتم إنتاجه في عام 2023 . هل ستكون مشاركا فيه؟

ربما سأكون من ضمن فريق العمل. لكن في الوقت الحالي لا أعلم. فعلى سبيل المثال لم أكن من ضمن الممثلين الذين ساهموا في أداء الجزء الرابع من الفيلم لأنني كنت حينها حاكما لولاية كاليفورنيا. وهذا أيضا يعتمد على خيارات المخرج كاميرون والفريق العامل معه. سيبدأ بكتابة الجزء السابع اعتبارا من مطلع العام المقبل وحينها سنعرف قراراته لأن الفيلم سيتم عرضه في نهاية عام 2022. بكل الأحوال شعرت بسعادة حقيقية عندما طلب مني أن أجسد من جديد دور ترميناتور. وقد أكد جيمس كاميرون بأن مشاركتي حتمية في هذا الجزء وأنا سعيد بالبقاء في هذا الفيلم لأنه يمثل مرحلة مهمة من حياتي. 

 

 

قلت لعدة مرات بأن ترميناتور الجزء الأول غير حياتك. لماذا؟

عندما أديت دور هرقل في نيويورك في أعوام السبعينات ومن بعدها كونان البربري ولد لدي هاجس بأن أبقى حبيس أدوار الأفلام الأسطورية والمرتبطة فقط ببنائي العضلي. وبعدها جاء فلم ترميناتور في عام 1984 الذي لم يكن له علاقة بتاتا بعضلاتي. 

كان أداء الدور يعتمد على طريقة الحركة والنظر والصوت وإيقاع الكلمات. كان جيمس كاميرون يقول دائما "آرنولد يتكلم كالماكنة". قطع تلك العبارة بالضحك ليواصل:

لم يكن ذلك اطراء لكنه وجد هذه النبرة مناسبة لأداء الدور. 

 

 

بعد نجاحك في الجزء الأول هل طالبت برفع المبلغ الذي تم تقديمه لك بخصوص الجزء الثاني أو تدخلت لإجراء بعض التغييرات على السيناريو؟

طبعا. لأن هذا الفيلم غير من مكانتي لدى الجمهور أصبحت بطل أفلام أكشن حقيقي بالإضافة إلى إمكانياتي الجسدية التي وظفتها من أجل السينما. وهذا الأمر ينطبق أيضا على سلفستر ستالون ودولف لاندغرين وفاندام. 

في تلك الفترة كانت السينما تتطلب نموذج البطل المفتول العضلات من أجل أداء أدوار الأكشن. وهذا الذي سمح لي بأداء فلم كوماندو وبعد ذلك وحش الغابة. 

كانت هنالك الكثير من الأدوار التي تم اقتراحها علي إلا أنني لم أقتنع بالكثير منها لذا كنت حذرا جدا في اختيار الأفلام. 

 

 

من بين أسرار نجاحك هو أنك استثمرت التنوع الثقافي الذي تتمتع به. هل صحيح ما يقال بأنك رفضت أن تترك لهجة بلدك الأم النمسا وأنك رفضت أيضا اقتراح تغيير اسمك؟

واحدة من مبادئي من أجل النجاح هو عدم اتباع القواعد التي تملأ علي. لا أحب أن يقول لي أحد ما على فعله. أنا أتبع هذه القاعدة منذ صغري وحتى قبل أن أرتبط بهوليوود. وبالفعل وجد البعض بأن اسمي قديم أو غريب إلا أنني لم أوافق على مسه. 

 

 

ماذا تقصد قبل هوليوود؟

عندما كنت في بطلا في رياضة بناء الأجسام كنت أشعر بالانزعاج عندما يقال لي "عليك أن تقوم بخمسة حلقات ولكل حلقة عشرة دفعات وبهذا الوزن ولهذه العضلة". كنت أفضل أن أقوم مثلا بعشرين دفعة وعندما أشعر بالتعب أثني يدي وأستمر دون توقف. وبالنتيجة أفلحت في إبراز عضلات تحت عضلة البايسبس بينما لم يتمكن أحد من احراز تلك النتيجة. وهذه الطبع انعكس أيضا على حياتي المهنية والعائلية وحتى السياسية. فقد كنت جمهوري التوجه إلا أن هذا لم يمنعني من الاستعانة بالديمقراطيين في حكومتي. قال لي البعض بأنني غبي بينما كنت أقول لهم أنا أتبنى نهجا يستثمر المعسكرين في آن واحد. 

 

 

دورك في ترميناتور 2 هو أن تنقذ المستقبل. هل تعتقد بأن غريتا تونبرغ التي قررت مساندتها سياسيا هي بالفعل قادرة على إنقاذ كوكب الأرض؟

غريتا تونبرغ هي شخصية قوية وجريئة عندما تتوجه بالكلام إلى الغير. هل هذا يساهم في الضغط على الحكومة كي تغير من قراراتها؟ لا أدرى. المستقبل وحده هو كفيل بالرد علي هذه التساؤلات. لا تزال تونبرغ في بداية حياتها وربما سيكون لديها الوقت الكافي لإنجاز تلك الأهداف.

 

 

هل تجد لديها الشرعية الكافية وهي في عمر 16 عاما؟

نعم. لأننا نحن البالغين لا نرى الأشياء السيئة لكن جيلها قادر على ذلك. فهي تقول دائما "دمرتم كل شيء.. كيف تجرؤون علي فعل ذلك؟" إنها عبارات قوية ومؤثرة. وأنا أثق أيضا بكل المبادرات التي تسعى فعلا لحماية الطبيعة والحياة.

 

 

خلال شغلك لمنصب حاكم كاليفورنيا. هل أفلحت في اتخاذ قرارات من أجل الحفاظ على البيئة؟

كاليفورنيا هي من الولايات الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة واستخدام الطاقة النظيفة صديقة البيئة. هذه الولاية تعتبر مثالا يحتذى بالنسبة لبقية الولايات كما أن الباحثين فيها يعملون دون توقف من أجل تقديم حلول ومقترحات لولاية لوس أنجلس أيضا. ونحن نسعى أيضا لفتح الطريق أمام بقية الولايات الأمريكية وكافة بلدان العالم من أجل تبني سياسة تحترم البيئة كما فعلت كاليفورنيا. 

 

 

ما رأيك بالتحولات التي طرأت على عالم التلفاز الذي تحول إلى شاشات محمولة والفديوهات والأفلام التي أصبحت في متناول اليد طوال الوقت كالذي نشهده في اشتراكات نتفليكس وأمازون؟

أنا أهتم بالتلفاز ومتعلق به. هنالك وسائل كثيرة بديلة عن التلفاز. لكننا مضطرون لمسايرة العصر لأن هذه هي التطورات التكنولوجية التي تمثل ثمرة جهود العلماء. وسوف أقوم قريبا بالاشتراك في مسلسل سيتم عرضه فقط داخل شركات تأجير الفديوهات وعلى الأغلب سيكون على نتفلكس. وهذا المسلسل يعتمد على قصة لمؤلف القصص المصورة ستان لي وهو آخر عمل له في هذا المجال قبل رحيله.

 

 

ماذا حل بمشروع مسلسل رعاة البقر "خارج عن الطريق" الذي كنت تنوي تمثيله؟

مسلسل خارج عن الطريق هي قصة سوداوية تجري أحداثها في نهاية القرن التاسع عشر.. وقد تم اقتراحها علي مباشرة قبل أن يتم انتخابي كحاكم لكاليفورنيا. وقد تعطل المشروع بسبب ذلك. لم يحدث أي تقدم في هذا المشروع منذ ذلك الوقت لأن أفلام ومسلسلات رعاة البقر لا تعكس الذوق السائد في هذه الأيام. 

 

 

ماهو مفهومك للسعادة؟

أنا التجسيد الحقيقي للسعادة.. أنا سعيد وتقريبا طوال الوقت. تمتعت بحض كبير لانجاز الأشياء التي أحلم بها والتي منحتني السعادة. ففي عالم الرياضة نلت لقب بطل العالم مستر يونيفرس لخمس مرات متتالية وعندما كانت لدي الرغبة بالتوجه إلى السينما نلت مكانة كبيرة لدى المشاهدين. دخلت في معارك لكنني كنت أخرج دائما منتصرا. كل هذا منحني السعادة أنا أرى نفسي اتوجه نحو طموحي وأهدافي بخطى واثقة. 

 

 

وهل حصلت على نفس النتيجة في عالم السياسة؟

طبعا. فحصولي على منصب حاكم كاليفورنيا كان تجربة كبيرة ومهمة بالنسبة لي. كنت محاطا بكبار السياسيين من كلا المعسكرين. وقد تعلمت منهم الكثير كانت تلك التجربة بالنسبة لي كمن يتوجه من جديد إلى الجامعة ولمدة سبعة أعوام.

 

 

وكيف ترى المستقبل؟

سأعود الآن من جديد بفلم ترميناتور. وهنالك فكرة لإعادة انتاج فلم كونان وأيضا التوأمين الذي سيكون اسمه التوأم الثلاثي وسيشترك معي بالتمثيل إيدي مورفي. يتم باستمرار دعوتي لحضور فعاليات وأحداث رياضية كبرى في كافة أنحاء العالم. وهذا يسعدني كثيرا لأنه ثمرة الجهود التي بذلتها منذ أعوام السبعينات. وأنا اقدم باستمرار محاضرات في معهد شوارزنيغر في جامعة كاليفورنيا. حياتي اليومية مليئة بالتحرك والنشاطات المتنوعة. أحب حياتي و،أتمنى أن تستمر على هذا النمط. 

 

الحوار مترجم من مجلة TV الفرنسية. 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى