سيدة ألمانيا الأولى: بالنسبة لي الحجاب ليس خياراً
يقف الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير،على مشارف نهاية عام فى منصبه، ولا يعد ذلك تاريخاً مميزاً بالنسبة له وحده، وإنما أيضاً لزوجته السيدة إلكه بودنبندر، التي عملت أعواماً طويلة قاضية، وأخذت إجازة من وظيفتها بالمحكمة الإدارية ببرلين منذ تولي زوجها شتاينماير المنصب، وحصلت على منصب جديد في قصر الرئاسة بيلفو.
وفي مقابلة، أكدت بودنبندر، أن ذلك كان "قراراً واعياً".
وتطرقت سيدة ألمانيا الأولى في المقابلة إلى عدة مواضيع شائكة تتعلق بالمرأة، من بينها التحرش الجنسي والحجاب، ورغم أنها أقرت بحق كل سيدة في التعبير عن معتقدها الديني، إلا أنها لا تعتبر الحجاب خياراً بالنسبة لها شخصياً.
وأعربت بودنبندر عن صدمتها تجاه الحكايات التي ظهرت عن طريق هاشتاق "وأنا أيضاً" MeToo، وشددت على ضرورة المحاكمة الجنائية على هذه الأفعال.
وقالت: "لم أعايش ذلك في حياتي المهنية، فلم أتعرض شخصياً لاعتداء أو تحرش جنسي" مشددةً على ضرورة طرح سؤال، إذا ما كان يتم الاستهانة بالمرء بشكل عام فقط لكونه امرأة.
وأوضحت أن مدرساً قال لها ذات مرة في المدرسة: "بالنسبة لفتاة يمكنني التفكير بالطبع بشكل مثير".
وأشارت إلى أنها "كانت تبلغ آنذاك 12 عاماً تقريباً، وأنها فكرت حينها: "هل يغازل هذا الشخص؟"، وباستثناء هذا الموقف أكدت أنها لم تشعر مطلقاً أنه تقيم على نحو مختلف مقارنةً مع الرجال.
وعند سؤالها عما إذا كانت مدافعة عن المساواة بين الجنسين أم لا، قالت: "لا أخجل من هذا المصطلح مطلقاً"، وأضافت: "بالنسبة لي ليس هناك أي سبب لتهميش المرأة: بالطبع النساء يتقدمن إلى الأمام".
وعند سؤالها عن رأيها في الحجاب، قالت سيدة ألمانيا الأولى: "إنني مشتتة في هذا الأمر، يعد ذلك حقاً بمثابة سؤال يمكن مناقشته ذات يوم في فعالية".
وطرحت في هذا السياق بعض الأسئلة مثل: "كيف تؤثر معلمة ترتدي حجاباً في مدرسة ابتدائية على الفتيات؟ كيف يكون الأمر، إذا جلست سيدة ترتدي حجاباً على منصة القضاة بصفتها شريكة في المنصة؟".
وتابعت قائلةً: "هنا تجتمع أشياء كثيرة سوياً، بما فيها الحق في الحياد الديني عند مزاولة مهام حكومية، لكنني لا أرغب في سلب أي امرأة حقها في أن تقرر بنفسها الطريقة التي ترغب أن تحيي بها معتقدها الديني، بالنسبة لي شخصياً لا يعد الحجاب خياراً".
وعند سؤالها عما إذا كانت سترتدي أيضاً حجابا في السعودية، أجابت بودنبندر قائلة: "أفضل ارتداء قبعة للوقاية من الشمس".
ورداً على سؤال عما إذا كان الإسلام ينتمي إلى ألمانيا أم لا، كما صرح الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف، قالت زوجة الرئيس الألماني الحالي: "الزمن يتغير، وألمانيا تغيرت أيضاً، وأضيف الكثير إلى تقليدنا المسيحي الغربي واليهودي".
وتطرقت سيدة ألمانيا الأولى أيضاً إلى الحديث عن وظيفتها السابقة قاضيةً وعملها الحالي في القصر الرئاسي، وقالت: "حقاً أحب أني قاضية. وبالطبع يمكن للمرء أن يفتقد ذلك دون أن يرى الوظيفة الأخرى حمقاء".
وتابعت قائلةً: "لازلت على تواصل كبير مع زميلاتي وزملائي، لذا أعرف كم الضغط الذي يتعرضون له بسبب إجراءات اللجوء التي لديهم الآن، ولكنني تأقلمت على العمل هنا الآن، وأشعر أنه بإمكاني إنجاز شيء مجد من خلال مهامي الجديدة. فإنني اعتزم متابعة التدريب المهني ومواصلة التدريب المهني بصفة خاصة".
وعند سؤالها عما إذا كانت فكرة جيدة أن تعمل مع زوجها، قالت بودنبندر: "إنه تحد، لكنه جميل، إذ يتعرف كل طرف على الآخر مرة ثانية، ويمكن التحدث مع بعضها بشكل مختلف حقا؛ لأن بينهما أشياء مشتركة أكثر. فعندما كنت قاضية، كنت أتناقش مع زميلاتي وزملائي أكثر مما أتناقش مع زوجي، لأنه كان لدينا العمل ذاته".
وفي نهاية المقابلة، كشفت سيدة ألمانيا الأول خططها لقضاء عطلة عيد الميلاد، وقالت إنها تنوي مع زوجها زيارة أسرتيهما في ولاية شمال الراين فيستفاليا.