أردوغان ينبش معركة عمرها ألف سنة لتعبئة القوميين الأتراك
في موكب مهيب، وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 26 أغسطس (آب) إلى بلدة مالازغيرت عند الحدود الأرمنية – التركية للاحتفال بذكرى مرور ألف عام على انتصار حققه الأتراك في المنطقة، وبداية الهيمنة الإسلامية على تلك المناطق المسيحية.
وتقول مجلة "إيكونوميست" إن معركة مانزيكيرت التي دارت في 1071، والتي نسيها الغرب منذ وقت طويل، قد أدت لسيطرة الأتراك السلجوقيين بقيادة الملك ألب أرسلان على المنطقة، ولتقويض الجيش الامبراطوري البيزنطي الذي يقال إن حجمه كان ضعفي حجم الجيش التركي. وقد قاد ذلك التقدم التركي في منطقة الأناضول لوضع أسسس الامبراطورية العثمانية التي حكمها أتراك من سلالة السلجوقيين، الذين استولوا على القسطنطينية، عاصمة البيزنطيين، في 1453، والذين امتدت إمبراطوريتهم في أوجها من بوابات فيينا إلي المحيط الهندي.
استمالة القومبين
وتقول "الإيكونوميست" إن احتفاء أردوغان بذكرى معركة جرت قبل 946 عاماً سببه خطب ود القوميين الأتراك. فالرجل وبعد نجاحه في إفشال محاولة انقلابية جرت في يوليو(تموز) من العام الماضي، وبعد كسبه سلطات مطلقة عبر فوزه بهامش ضئيل في استفتاء أجري في إبريل(نيسان)، يبدو متلهفاً لكسب أنصار جدد. ولذا حرص عند زيارته لبلدة مالازغيرت، الاسم الحديث لمدينة مانزكيرت، على ربط الانقلاب الفاشل بالحملة السلجوقية القديمة.
شائعات
فقد خاطب أردوغان آلافاً احتشدوا للاستماع له، مشيراً إلى شائعات بشأن تدخل غربي في بلاده، بقوله: "واجهنا هجوماً ليلة 15 يوليو(تموز) بدا في صورة محاولة انقلابية، ولكنه كان يستهدف استعبادنا. وقد حاربنا نفس الأشخاص كما فعل آلب أرسلان".
وقد أحيط أردوغان في يوم الاحتفال برجال بدوا كجنود سلجوقيين شكلوا سلسلة حوله، وقد تسلحوا بسيوف معقوفة. وشهد الاحتفال أيضاً سباقات فروسية ورمي سهام.
تمجيد العثمانيين
وتلفت المجلة إلى ان أردوغان، وهو المسلم المحافظ، غالباً ما هاجم الغرب، وانتقد أسلافه "لتجاهلهم معركة مانزكيرت". كما حرص أردوغان، في مناسبات عدة، على تمجيد معارك العثمانيين وتاريخهم الحربي، ورعى احتفاليات كبرى شملت إطلاق ألعاب نارية في ذكرى انتصار العثمانيين في عام 1453.
وفي غاليبولي، حض أردوغان الأتراك على الاحتفاء بانتصارهم الأخير قبل هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الثانية، وتقسيمها على يد المنتصرين. وقال الرئيس التركي: "استطاع أجدادنا، وهم يحملون العلم التركي بيد، والراية الإسلامية الخضراء باليد الأخرى، دخول الأناضول عند مانزكيرت، ومضوا نحو وسط أوروبا بمجد وشرف".
بغداد ودمشق
لكن المؤرخين، كما تلفت المجلة، يناقضون قول أردوغان، ويتفقون على أن ألب أرسلان لم يضع عينيه قط على أوروبا، بل كان أكثر اهتماماً بالعوالم جنوباً، بما فيها بغداد ودمشق. واليوم يبدو أن أولويات أردوغان ما زالت تسير في نفس الاتجاه.
24