الدواعش العائدون إلى أوروبا.. بريطانيا الأكثر استقبالاً
ويعتقد خبراء أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم، خصوصاً إلى الدول الأوروبية، يشكلون "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي وقت، بينما تعتقد فئة من الخبراء أن بعض هؤلاء "الدواعش العائدين" عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد.
وبينما تشير التقديرات إلى أن عدد "الأوروبيين الدواعش" أكثر من 5 آلاف شخص، بعضهم قتل في المعارك في سوريا والعراق، وبعضهم ما زال يقاتل، إذ يوجد ما بين 2000 و2500 متطرف أوروبي في ساحات القتال في سوريا والعراق، بحسب تقرير أوروبي، أعده منسق الاتحاد الأوروبي لقضايا الإرهاب جيل دي كيرشوف.
ووفقاً للتقرير، فإن "الأرقام الأحدث تشير إلى أنه من إجمالي المقاتلين الأجانب الأوروبيين، هناك نحو 15 إلى 20% قتلوا، و30 إلى 35% عادوا (إلى بلدانهم) و50% لا يزالون في سوريا والعراق".
توزيع الدواعش حسب المناطق:
يشير تقرير أعده معهد "تي إس سي" للدراسات الأمنية، إلى أن المقاتلين الأجانب حسب المناطق يتوزعون على النحو التالي:
الاتحاد السوفيتي السابق (8.717)، الشرق الأوسط (7.054)، أوروبا الغربية (5.718)، دول المغرب العربي (5.319)، جنوب وجنوب شرق آسيا (1.568)، البلقان (845)، أمريكا الشمالية (439).
ووثقت دراسة صادرة عن معهد إلكانو الملكي للأبحاث في إسبانيا، أعداد المتطرفين العائدين إلى 12 دولة أوروبية، بعضهم عاد بالفعل والبعض الآخر في طريق العودة.
وذكرت أن "1000 متطرف سافر فقط من فرنسا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وانتشروا بسوريا والعراق ضمن التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش".
الدواعش العائدون إلى أوروبا:
وأوضحت الدراسة، أن 210 أشخاص عادوا من مناطق القتال إلى فرنسا، التي شهدت سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال العامين الأخيرين، ألقي باللوم في بعضها على إرهابيين عائدين من مناطق القتال في سوريا.
بريطانيا
كما عاد إلى بريطانيا 450 متطرفاً من جملة 850 سافروا للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط.
وشهدت بريطانيا في النصف الأول من عام 2017 ثلاث هجمات إرهابية، شملت حادث دهس في جسر لندن أودى بحياة 7 أشخاص، وتفجير انتحاري في مانشستر أودى بحياة 22 شخصاً، وهجوم استهدف البرلمان قتل فيه 6 أشخاص.
ألمانيا
وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة أوروبياً من حيث الملتحقين بتنظيمات متطرفة، حيث سافر 820 شخصا، عاد منهم 280، بحسب الدراسة.
وتعرضت ألمانيا منذ اليوم الأول لعام 2017 لعدد من الهجمات الإرهابية، كان أعنفها حادث الدهس ليلة عيد الميلاد في ساحة بريتشيد بالعاصمة الألمانية برلين، بينما وقع 6 هجمات في عام 2016.
السويد
وبحسب الدراسة، سافر من السويد 300 متطرف إلى سوريا والعراق، بينما عاد منهم نصف هذا العدد.
النمسا وهولندا وبلجيكا
وعاد إلى النمسا 50 متطرفاً من أصل 300 ذهبوا للمشاركة في القتال بسوريا والعراق. وعاد إلى هولندا 45 متطرفاً من أصل 280، بينما عاد إلى بلجيكا 120 من أصل 278.
إسبانيا والنرويج وإيطاليا وفنلندا
والتحق من إسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا مجتمعة حوالي 635 شخصاً بالتنظيمات المتطرفة، عاد منهم 212 شخصاً.
وتحاول وكالات الأمن والاستخبارات في أوروبا تتبع حركة العائدين من مناطق القتال في الشرق الأوسط، لكن الحوادث الإرهابية الأخيرة التي ثبت فيها تورط بعضهم ألقت الضوء على عدم نجاح الأجهزة الأمنية في توقع حدوث هذه الهجمات.
وتواجه حكومات هذه الدول انتقادات لعدم قدرتها على اعتقال هؤلاء العائدين، بسبب قيود قانونية تخص عدم وجود أدلة دامغة بشأن إثبات مشاركتهم في أعمال عنيفة بالشرق الأوسط، وهو ما يضعهم فقط تحت المراقبة التي لا تكون ناجحة أحيانا في إحباط أي هجوم محتمل.
الدول الأكثر تصديراً للدواعش:
وكشف أحدث تقرير أنجزه معهد"Soufan" الأمريكي، ونُشِر الجمعة، أن روسيا احتلت المركز الأول عالمياً من حيث تصدير مسلحي داعش.
وقال مركز سوفان، الذي أعد التقرير بالتعاون مع شبكة الاستراتيجية العالمية، إن "المقاتلين القادمين من روسيا أو الذين يحملون جنسيتها جاؤوا في صدارة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم الإرهابي بـ(3417) مقاتلاً، متبوعين بالسعوديين الذين بلغ عددهم (3244) مقاتلاً، ثم الأردن (3000) مقاتلاَ، وتونس (2926) مقاتلاً، وفرنسا (1910) مقاتلاً، ولم يتجاوز عدد الحاملين للجنسية الجزائرية في صفوف التنظيم الإرهابي 170 عنصراً، فيما يتواجد 60 عنصراً يحمل جنسية الكيان الإسرائيلي ضمن مقاتلي داعش في العراق وسوريا".
في حين بلغ مجموع العائدين من الدواعش نحو 5600 شخص، انضموا للتنظيم من 33 دولة.
ومازالت الدول لم تجد طريقة لمواجهة مشكلة الدواعش العائدين، لكن غالبيتهم اقتيدوا إلى السجون أو اختفوا عن الأنظار.
24