د. علي الجابري : حملة رفع العلم العراقي
أُدرك جيداً ان ما قامت به عصابات البرزاني الانفصالية في خارج العراق لم تكن إلا حملة موجهة ومخطط لها بدقة من قبل حزب مسعود البرزاني، الذي فشل مرة أخرى في إقناع العالم بإحلامه الانفصالية ؟! فالعالم المتحضر لن ينظر الى شلة البلطجية و"الزعاطيط" بالمصطلح العراقي الذين إعتدوا على السفارات العراقية في الخارج وأنزلوا وأحرقوا العلم العراقي على انهم قادرون على بناء دولة جديدة بهذه الاخلاق والتصرفات الرعناء؟!
إن ما قامت به العصابات الانفصالية في الخارج تطرح تساؤلات عديدة ، أولها اضعه أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير الخارجية ، واقول لهما : بالله عليكما اذا كان نصف سفراء العراق من الكرد وأغلب طواقم السفارات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية من الكرد ايضا .. واغلب هؤلاء من المؤيدين لانفصال كردستان عن العراق ، فأية صورة سينقلها هؤلاء عن الازمة بين الحكومة العراقية وحكومة الاقليم التي صادر قرارها مسعود البرزاني؟! هل تتقوقعان (والسؤال لرئيس الوزراء ووزير الخارجية) أن يقوم هؤلاء السفراء الذين وصلوا المنصب ببركات ورضا مسعود البرزاني ، هل يمكن أن يدافعوا عن وحدة العراق أمام حكومات الدول التي يتواجدون فيها ؟ وهل يمكن لهم ان يقولوا لتلك الدول ان العراق صاحب حق في كل الخطوات التي أقدم عليها لحماية وحدة البلاد؟! بالتأكيد لا .. وأكاد اجزم ان اغلب هؤلاء السفراء يتشاورون مع ممثلي الاحزاب الكردية في تلك الدول في كل خطوة لهم في عملهم الدبلوماسي ، وهذا الامر لمسته بنفسي، ولمست إنهم يعملون لتحقيق مصالح حكومة كردستان وليس حكومة العراق والادلة كثيرة ؟!
ثانيا .. يا سيادة رئيس الوزراء ويا معالي وزير الخارجية .. ان ما تم من عمليات إعتداء على السفارات والعلم العراقي في العديد من بلدان العالم ما هي إلا أمر دبر في دهاليز حزب البرزاني، وبدفع من أتباعه وممثليه في الخارج .. والاخطر من ذلك ان ترتيبات الاعتداء على السفارات تتم بالتنسيق مع موظفين اكراد في السفارات العراقية.
وثالث المصائب في هذه القضية ان هناك تقصير واضح من قبل السفارات العراقية في التنسيق مع حكومات تلك الدول أو على الاقل مع قوات الشرطة لتوفير حماية إضافية للسفارات، وما حدث يكشف خللاً كبيراً وثغرة بارزة تدفع الى المزيد من الاستهانة بقدرة تلك السفارات على حماية نفسها، وربما نشهد في قادم الايام إعتداءات على الكوادر الدبلوماسية فيما لو تطورت الازمة مع الانفصاليين البرزانيين في كل مكان ..
قد يقول قائل : ثم ماذا ؟ انزلوا العلم العراقي لدقائق وأعدناه مرة أخرى .. نعم .. لكن هيبة العلم أكبر من أن يسمح لقطاع الطرق والبلطجية والعصابات بالتعدي عليه .. ومن هنا اوجه ندائي الى جميع أبناء الشعب العراقي من شماله الى جنوبه .. الى رفع العلم العراقي فوق البيوت والمحال التجارية والمؤسسات والدوائر الحكومية ، وتبني حملة (علمنا .. يوحدنا) لنغيض بها كل دعاة الانفصال الذين يسوؤهم رؤية راية الله أكبر ترفرف في الاعالي .. وادعو منظمات المجتمع المدني في العراق ورجال الدين الى تحويل أرض العراق الى لوحة ملونة بالعلم العراقي في كل مكان ..
وأدعو رئيس الوزراء العراقي الى إطلاق مناسبة سنوية تحمل مسمى ( يوم العلم العراقي) يحتفل بها العراقيون بعلمهم سنوياً ، وتكون مناسبة للاحتفال بوحدة العراق ووقوف ابناء شعبه تحت راية واحدة ، رغم محاولات الاعداء الرامية الى تقسيم العراق والتي لم ولن تتوقف.
وأدعو الى حملة مماثلة في مواقع التواصل الاجتماعي لنثبت للعالم تمكسنا بوحدتنا الوطنية وعلمنا الواحد رغم خلافاتنا السياسية والحزبية والدينية ..
رئيس تحرير صحيفة يورو تايمز