أكد رئيس فنلندا سولي نينيستو أن بلاده تتذكر تجربتها التاريخية المريرة مع روسيا وتدافع بقوة عن الحفاظ على العقوبات ضدها ولكنه شدد أيضا على ضرورة التحدث مع موسكو بصراحة ووضوح.
وقال في حديث مع صحيفة Gazeta Wyborcza أن الغمز والتلميح في السياسة لا يجلب إلا الضرر. وأشار إلى أنه يعتمد عادة على الصراحة والبراغماتية في المباحثات وقال إنه لا يستبعد اعتماد سياسة خارجية مشتركة من شأنها أن تحول الاتحاد الأوروبي إلى لاعب عالمي.
وعلى خلفية اللقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدأت وسائل الإعلام تزعم بأن روسيا تحاول دق إسفين بين فنلندا والاتحاد الأوروبي. ولذلك علّق الرئيس الفنلندي بالقول:" لا أؤمن بوجود مثل هذه الكلمات. لقد التقيت بالرئيس بوتين عدة مرات. نحن جيران قبل كل شيء ويجب أن نحافظ على الاتصالات بيننا.
وقد يكون موقف فنلندا بالذات، الأوضح ولا لبس فيه من بين مواقف جميع بلدان الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على العقوبات المفروضة على روسيا، على الرغم من أنها تضرنا كثيرا. كيف يمكن أن نتحدث عن مزاعم محاولة روسيا دق إسفين في مثل هذه الحالة؟.
وعندما وصل الأمر إلى سيطرة روسيا على القرم، تصرفنا بسرعة البرق. ودعوت لعقد اجتماع اطارئ للحكومة لإدانة هذا العمل. وكانت فنلندا أول دولة في الاتحاد الأوروبي التي ردت بهذه الطريقة. الجمهور في فنلندا كان قلقا. لأنه لم ينس عندما هاجم الاتحاد السوفيتي فنلندا في نوفمبر 1939".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الفنلنديون يخشون أن يسقطوا مرة أخرى ضحية لروسيا قال إنه لا يعتقد أن هناك الكثير من الفنلنديين الذين يخشون من هجوم روسي وأنه لا ينتمي لهذه الفئة، ولا يعتقد أن الروس سيهاجمون دول البلطيق أو بولندا. "إذا ناقشنا نظريا – لو وصل الأمر إلى وقوع مثل هذا الهجوم فهذا سيعني اندلاع حرب عالمية ثالثة. وهي حرب لا منتصر فيها – سيخسر الجميع. ولذلك لن تصل الأمور بتاتا إلى الحرب".
وشدد على ضرورة التحلي بالبراغماتية في الشؤون الجيوسياسية والابتعاد عن محاولة شيطنة الشركاء في السياسة وقال:" لقد تمكنت من العثور على لغة مشتركة مع بوتين ومع ترامب".
وردا على سؤال، حول كيف يجب التحدث مع بوتين الذي "اعتدى على أوكرانيا وقمع الديمقراطية" قال رئيس فنلندا:" الأفضل التحدث بشكل مباشر وصريح. يجب سرد كل ما تفكر به بوضوح وصراحة. لذلك تأثيره الواضح في الحديث مع الرئيس فلاديمير بوتين. وهو لم يشتك من أي شيء قط بعد أي حديث معي".
ويرى رئيس فنلندا أنه من الممكن إلغاء العقوبات ضد روسيا إذا طبقت شروط اتفاقيات مينسك وهو أمر لا يزال بعيدا حاليا.
(RT)
