أخبار

«داعش» يحض أتباعه في أوروبا على دس سم «السيانيد» في طعام الأسواق

أصدر تنظيم داعش الإرهابي تهديدات من نوع جديد لأوروبا، وبعث رسائل لأنصاره في الغرب يطالبهم بدس سم «السيانيد» في الأطعمة داخل المحلات التجارية، وفي الأغذية الموجودة في الأسواق.
ونشر التنظيم رسائله على حسابات تابعه له خاطب فيها «الذئاب المنفردة»، وقال: «أينما كنتم فالثغور مفتوحة… اضربوا أهل الكفر»، على حد زعمه. وسرد التنظيم أفكاراً لما سماه بـ«عمليات تقتل الآلاف من الناس»، قائلاً: «لمن يعمل في المسالخ والمتاجر المشهورة، ضعوا السم في الأكل المكشوف وفي الخضار والفواكه أو اللحوم أو اخلطوه بالخمور التي يعاقرونها».
وأفاد مراقبون بأن «الذئاب المنفردة» الذين خاطبهم التنظيم هم أشخاص عاديون يقومون بهجمات بشكل منفرد، دون أن تربطهم علاقة واضحة بـ«داعش»، لكنهم ينفذون هجمات إرهابية بأي وسيلة متاحة بدوافع إيمانهم بأفكار التنظيم. وتعددت هذه العمليات بين الدهس بواسطة شاحنة أو بالطرق البدائية مثل سكين المطبخ أو العصا أو السم.
وقال المراقبون إن «داعش» يلجأ لتكتيكات جديدة بعد سلسلة الهزائم التي مني بها في كل من العراق وسوريا، مؤكدين أنه لتنفيذ هذه المخططات الإجرامية الجديدة، استعد التنظيم الإرهابي لهذا الغرض جيداً مستخدماً «السجناء» في سجونه الذين حاولوا الفرار من مناطق الصراع لتجريب السموم عليهم، وجراء هذه التجارب سقط كثير من الوفيات. ومن بين الأهداف المحددة للهجمات، بالإضافة إلى الأسواق، يتجه «داعش» لتهديد أحواض السباحة في أوروبا.
وفي نهاية أغسطس (آب) الماضي، بث التنظيم شريط فيديو مصوراً باللغة الإسبانية هدد فيه إسبانيا بعمليات تفجيرية، بعد أيام من حوادث «دهس» ضربت دولاً أوروبية أخرى أدّت لسقوط قتلى وجرحى.
ودهس إرهابي حشداً من الناس في إسبانيا بساحة رمبلاس السياحية ببرشلونة، ما أدى لسقوط 14 قتيلاً، أعقبه حادثا طعن، أحدهما في فنلندا، والآخر بألمانيا.
ويشتهر سمّ «السيانيد» في أوساط علماء السموم كواحد من أسرع السموم قتلاً وأشدها فتكاً، ولعلّه اشتهر بين العامة عن طريق أفلام الجاسوسية والمخابرات التي تروّج لهذا السم الذي انتشر استعماله لفترة طويلة كوسيلة للقضاء على الأعداء أو الانتحار، خوفاً من تسرب أسرار الدول في حالة استخدام وسائل تعذيب شديدة القسوة من طرف ضباط المخابرات المعتقلين.
وقال التنظيم في رسائله لأنصاره: «ادرسوا أنواع السموم وطريقة تحضيرها، ستقتل المئات في لحظات». واقترح أيضاً «الإبلاغ عن وجود سموم قاتلة بعد حقن الخضراوات والفواكه والأسماك بها، لنشر الفزع والتسبب في خسائر مالية كبيرة».
ووجّه التنظيم المتطرف تعليمات لأنصاره بكيفية القيام بوضع السم لقتل عدد كبير من الأشخاص في أوروبا، كما اقترح عليهم أيضاً كتابة تهديدات بتفجير ونسف أماكن حيوية ونشرها على الطرقات أو وضعها في صناديق البريد، لتصل لعدد أكبر من الناس لتنشر الرعب بينهم.
من جانبه، أكد عمرو عبد الرحمن، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمصر، أن التكتيك الجديد لـ«داعش» يهدف إلى نشر الإرهاب في دول العالم، ويلجأ في تهديداته لاستهداف إسبانيا والدول المشاركة في التحالف الدولي، وتوصيل رسالة لهذه الدول مفادها أنها ستدفع ثمن حربها على «أرض الخلافة».
ويواجه «داعش» هزائم كبيرة في سوريا والعراق من قِبَل قوات التحالف الدولي التي سيطرت على الموصل وتلعفر وجزء كبير من الرقة، عكس ما كان يزعمه لعناصره من أنه تنظيم قوي، وأكثر التنظيمات تأثيرا في العالم.
وقال الباحث عبد الرحمن إن «المخطط الجديد لـ(داعش) الإرهابي هو إسقاط آلاف من الضحايا باستهداف الأسواق وحمامات السباحة باستخدام مواد يسهل الوصول إليها، محذراً من مساعي التنظيم لتأسيس خلايا صغيرة في أوروبا للقيام بهذه الهجمات الإرهابية الموسعة التي تهدف إلى إثارة الرعب في الغرب. كما لفت إلى أن عناصر هذه الخلايا يعملون بالخفاء بينما هم في العلن يمارسون أعمالاً عادية خصوصاً في الدول الأوروبية.
ويرى مراقبون كذلك أن «عدداً غير قليل من المقاتلين الأجانب ضمن صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا ودول أفريقيا عادوا لدولهم متشبعين بأفكار متطرفة وأفكار راديكالية، وباتوا يمثلون نواة لضم (خلايا صغيرة) موالية للتنظيم المتطرف، للقيام بعمليات إرهابية فردية. ونجحت بالفعل في شن عدة هجمات إرهابية كبرى في إسبانيا فرنسا وألمانيا وبلجيكا وأميركا وبريطانيا».

وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى