هنا السويد

تعرف على بائع الخبز المصري الذي كرمه ملك السويد

قبل نحو 30 عامًا، قدم المصري عماد بيومي إلى السويد حيث بدأ في تطوير أنواع مختلفة من الخبز التي تجمع بين التقاليد السويدية والمصرية، ليبدأ مشروعه الصغير ب400 كرون سويدية فقط وصلت الآن إلى أكثر من 40 مليون كرون.

في عام 2013، فاز بيومي صاحب "مخبز الأهرامات" في السويد بجائزة العام لرواد الأعمال المهاجرين لفئة الأعمال الرائدة والتي تسلمها من الملك كارل جوستاف السادس عشر.

وينحدر بيومي من أسرة من إحدى قرى المنوفية في مصر، تعمل في مجال الزراعة وصناعة الخبز، حيث كان جده يملك مخبزًا، عمل فيه منذ نعومة أظفاره.


لم ينل حظه في الدراسة، حيث درس سنة أولى فقط، بعدها بدأ حياته العملية في مخبز، بناه جده في العام 1962، في الوقت نفسه كان يمارس مهنة الزراعة مع عائلته.

في سن الرابعة عشر من عمره، كان له مخبزه الخاص، الذي استمر بالعمل فيه حتى العام 1979، قبل أن يسافر الى العراق للعمل هناك، ومن ثم عاد إلى مصر، حيث عمل في مجال الغطس بشرم الشيخ، وتعرف على سويدية، تزوج منها، وغادرا معًا إلى السويد في نوفمبر 1989.

لكن الأمور لم تسر بالشكل الذي يتمناه في البداية، وخاض صراعًا داخليًا مع نفسه بين أن يترك زوجته وأولاده الاثنين ويغادر إلى مصر أو أن يبقى في السويد ويستمر في محاولة التأقلم.


يضيف: "حاولت منذ اليوم الأول لوصولي السويد، البحث عن عمل بنفسي، واشتغلت في شركة بناء وإعمار، ولكن وخلال العامين الأولين من وجودي فيها، أحسست برغبة للعودة الى مصر، بسبب الأجواء الباردة جدًا والشوق إلى بلدي، إلا أن زوجتي رفضت ذلك".

يقول: "عندما كنت أفكر بترك السويد، لم يكن في جيبي غير 400 كرون فقط، حينها كنت قد تركت العمل. وأذكر ذلك اليوم، إني منحت نفسي استراحة من التفكير بالأمر، وتوجهت نحو محل بيع المشروبات الكحولية لشراء ما قد يساعدني في ذلك قليلاً، لكن وقبل ذلك وفي الطريق عرجت على متجر لشراء علبة سجائر، وهناك استوقفتني أكياس الطحين المرصوفة على الرفوف، وحينها خطرت لي فكرة، لماذا لا أُرجع مهنتي القديمة وأعمل خبازًا؟ ولماذا أترك زوجتي وأطفالي؟ حينها قررت شراء عدة أكياس من الطحين، كلفني حينها قرابة 320 كرون، توجهت بها الى المنزل.


ويتابع: "اندهشت زوجتي من أمر أكياس الطحين، واندهشت أكثر عندما أخبرتها بأنني قررت فتح مخبز، مستغربة كيف سنفعل ذلك ونحن لا نملك غير 400 كرون"!

ويبدو أن جيران بيومي، كانوا يملكون مخبزًا، فطلب منهم استعماله لإعداد الخبز فوافقوا على ذلك. أنجز خبزه، ووضعه في سلة كبيرة، تمامًا كما الحال في مصر، ووضع السلة في السيارة.

يقول: "لم تصدقني زوجتي عندما أجبت على سؤالها بأني ذاهب لبيع الخبز، ربما اعتقدت حينها بأن خلل أصاب عقلي، نظرًا لأن طريقة بيع الخبز هذه غير متبعة في السويد، لكني نفذت ما فكرت فيه، وبدأت ببيع الخبز قبيل الساعة الخامسة مساءً. كنت أطرق على الأبواب، وأعرفهم بنفسي، البعض كانوا يشترون مني وآخرون يعتذرون. بعت رغيف الخبز بـ 15 كرون، واستمررت حتى الساعة الثامنة مساءً، وبلغ إجمالي ثمن ما بعته ذلك اليوم أكثر من 2000 كرون"!

في اليوم التالي، أجرى بيومي وزوجته الإجراءات اللازمة من أجل الحصول علىموافقة فتح مخبز في المنطقة. يقول ساخرًا: " ربما الناس في منطقتنا كانوا يعطفون على زوجتي ويقولون إنها تزوجت من مصري مجنون، فيما كان دخلي اليومي يترواح بين 2000-3000 كرون يوميًا".

من ضمن ما فكر به، هو الطلب من أصدقاء له في فرقة موسيقية، تلحين أغنية، يختار كلماتها بنفسه، تساعده في بيع الخبز، فكان له ما أراد.

يقول: طلبت من أصدقاء لي، أنشأوا فرقة أطلقوا عليها "سفانا روبين"، بأن يلحنوا لي أغنية، انا من يقوم بأختيار كلماتها، تساعدني في بيع الخبز، وتقول كلمات مطلع الأغنية وهي باللغة السويدية: "أنا الخباز السعيد وإلي يأكل خبزي حيعيش سعيد…".

وإستجابت الفرقة لطلبه، ولحنت له الأغنية، حيث سجلها على شريط، يعيد الأغنية من جديد حال انتهائها في كل مرة، ونصب مكبرات صوت على سيارته ووضع الشريط، ونزل ليبيع خبزه.

يتابع: "رغم أن الطريقة كانت عامل إزعاج للبعض، إلا أن الناس اشتروا الخبز مني".


تحكي المرشدة السياحية بسنت نور الدين من داخل مخبزه، أنه بعد نجاح مشروعه، استطاع بمساعدة زوجته أن ينشأ مصنعًا كبيرًا في "دالايار"، وأطلق على اسم شركته "الأهرامات"، والتي أصبحت ماركة شهيرة، ومن أفضل الخبز الذي يباع في السويد.

لم يقتصر نجاحه داخل السويد، فقد قرر التوسع، ودفعه نجاح مشروعه إلى التصدير لدول أوروبية أخرى.

تقول "بسنت"، إن سر نجاحه هو التوصل إلى خلطة عبارة عن مكونات بطريقة سويدية مزجها بالطريقة المصرية، فصنع نوعًا جديدًا، وحقق انتشارًا كبيرًا بين السويديين، وأصبح واحدًا من أثرياء السويد. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

amrkhaled

 
زر الذهاب إلى الأعلى