هنا اوروبا

اليونان: لاجئون إيرانيون وأتراك يؤسسون مركزا للترجمة وتعليم اللغة في أثينا

أنشأ ستة لاجئين سياسيين من تركيا وإيران، مركزا في أثينا لتوفير خدمات الترجمة إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفارسية، كما يقدم المركز دروسا في اللغة اليونانية بمبالغ رمزية للمهاجرين واليونانيين على السواء، وذلك من أجل سد الفجوة الثقافية مع المجتمع اليوناني.

أسس ستة لاجئين في اليونان مشروعا فريدا، لتوفير خدمات الترجمة إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفارسية، وكذلك إعطاء دروس في اللغة اليونانية، وذلك في شقة صغيرة بالدور الأرضي في حي فيكتوريا بالعاصمة أثينا.

مؤسسو المشروع لاجئون سياسيون

وحصل هؤلاء الأصدقاء الستة على حق اللجوء السياسي وينحدرون من إيران وتركيا، وبدؤوا مشروعهم في نيسان/أبريل الماضي، من أجل توفير دورات في اللغة اليونانية بمبلغ رمزي قدره يورو واحد في الساعة. ومعظم الذين حضروا هذه الدورات من المهاجرين واللاجئين، إلى جانب العديد من اليونانيين، وأغلبهم من  الشبان اليافعين الذين يرغبون في العيش في اليونان.

ويطلق على المركز الصغير اسم "فارزاد كامانجار"، تخليدا لذكرى معلم كردي وكاتب وناشط قامت الحكومة الإيرانية بتعذيبه وإعدامه وهو في عمر الثانية والثلاثين، بتهمة أنه "عدو الله".

وقال راميرا حسيني، وهو أستاذ اللغة الإنجليزية ولاجئ سياسي إيراني يعيش في أثينا منذ أقل من عام، لصحيفة "إفسين" اليونانية، إن "هذا ليس مكانا فقط لتعليم دروس اللغة، لكنه أيضا مكانا نحقق فيه أحلامنا، فيوما ما سوف نرغب بترجمة كتب لشعراء يونانيين مثل ريتسوس وكافاني إلى اللغة الفارسية، وترجمة قصائد لشعراء أمثال أحمد ساملو ونوستارت راحماني والكدري سيركو بيكاش الى اللغة اليونانية"، وهذا الأخير غير معروف لليونانيين لكنه واحد من أهم ثلاثة شعراء معاصرين في إيران وكردستان.

إضافة إلى ذلك  تفتح أبواب الفصول أيضا أمام طلاب المدارس الإبتدائية والثانونية، اعتبارا من أيلول/سبتمبر القادم، بهدف تعزيز مهنة التدريس وأساليبها، وذلك دون أية مصاريف إضافية.

ويعد ريبوار كوبادي، قلب وروح هذا المشروع، وهو لاجئ سياسي غادر إيران قبل عشر سنوات، ويعيش منذ عام 2012 في اليونان بشكل دائم، ويعمل مترجما بعد دراسته اللغة الألمانية.

 

حلم يتحقق

وقال كوبادي، "لقد كنت أحلم بفتح مدرسة للأطفال في اليونان منذ سنوات، وفي إيران كانت لدينا منظمة لحقوق الأطفال تحمل اسم (دعوا الأطفال يعيشون)، ومع الأسف ورغم كل شيء لم يرغب النظام في أن تظل مفتوحة، ولهذا السبب أجبرت على مغادرة البلاد".

وأضاف "لكنني كنت محظوظا، فبعد فترة وجدت بعض الأشخاص الذين شاركوني نفس الحلم، وهم راميرا ورزجارد وسارة وسعيد وأحمد، وقررنا أن نبدأ هنا".

وبدأ الدرس الأول في 3 نيسان/أبريل الماضي، وأصبح الآن في المركز فصول لسبعة مستويات للغة اليونانية، واثنين للألمانية، وثلاثة مستويات للفارسية، وأربعة للإنجليزية، حيث يداوم من سبعة إلى ثمانية تلاميذ في كل فصل، والتحاق الأطفال تحت سن الـ 14 عاما مجاني.

وتابع كوبادي، أن "هذا يمثل نوعا ما منحة فارزاد كامانجار الدراسية، وبالنسبة لنا ما نفعله ليس مجرد دروس، إنه أيضا صوت المعلم نفسه، ولهذا فإن اسمه لن يضيع، لقد تم سجنه لأربع سنوات، وعلى الرغم من نداءات منظمة العفو الدولية قامت الحكومة الإيرانية بإعدامه، وسيتم ترجمة كتاباته إلى العديد من اللغات".

وأردف "لا نريد مساعدات مالية في شكل إعانة إنسانية بسيطة، بل نريد من الناس الذين يؤمنون بأفكارنا أن يساعدونا، خاصة أننا نحتاج كتبا للأطفال في كل الدروس باستثناء الدين، لاسيما الكتب الأدبية".

رغبة في التحول إلى مركز ثقافي

ويهدف المركز إلى أن يجد في غضون ثلاث أو أربع سنوات الأشخاص الذين يمكنهم ترجمة أشعار الشاعر اليوناني "يانيس ريتسوس"، مباشرة من اليونانية إلى الفارسية، وكتابات "أحمد ساملو"، من الفارسية إلى اليونانية، وقال كوبادي إن "هذا هدفنا، وليس مجرد تعليم اللغة اليونانية"، كما يرغب الأصدقاء الستة في إيجاد مساحة أكبر يمكنها أن تتحول إلى مركز ثقافي، وليس مجرد مركز صغير.

واختتم كوبادي، قائلا "نحن هنا، ووصلنا إلى هذا الحد دون مساعدة كبيرة، وبالطبع نحن منفتحون على أي اقتراح، وبالنسبة للمساعدة المالية فنحن نخشى أن يتم استغلال ذلك، نحن نريد أن نتجنب ذلك، لكننا سنكون سعداء إذا ما جاء أحد لمساعدتنا حتى بتوفير الكتب".

ويقع مركز "فارزاد كامانجار" في 38 شارع الكيفيفادو في منطقة فيكتوريا بأثينا، ويعمل يوميا من الساعة 11 صباحا إلى 10 مساء، ولمزيد من المعلومات يمكن الاتصال بمدير المدرسة ريبوار كوبادي على الهاتف رقم 306986234370 +.

 
 
 
 
 
 
ansa
زر الذهاب إلى الأعلى