مقالات رئيس التحرير

د. علي الجابري : لن تقتلوا هادي المهدي مرتين يا عبيد المالكي

لم اكن اتصور ان صورة غلاف العدد الماضي من الصحيفة، والتي كانت عبارة عن عمل فني كبير للفنان العراقي المبدع سيف صباح، أشار فيه بوضوح الى الشخصيات الرئيسة التي تسببت بإحتلال داعش لمدينة الموصل العراقية، وإستباحتها وقتلت وشردت أبنائها، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي ختم (8) سنوات من حكمه بتسليم اكثر من ثلث الاراضي العراقية لتنظيم داعش الارهابي، لم أكن اتصور انها ستزعج وتربك وتغيض أتباع المالكي الى هذا الحد، الذي جعلهم يتخبطون ويرجفون من مقرهم في بغداد حتى أقصى الشمال الاوروبي في السويد. !!

إذ ليس من المعقول ان حزباً يقود بلداً مثل العراق ترعبه صورة ؟! في وقت يدعون فيه ان “قائدهم الضرورة” هو “مختار العصر” الذي إنحنت له صناديق الاقتراع سمعاً وطاعة، ويصدعون رؤوسنا بالديمقراطية ليل نهار طالما انها تبقي سيدهم في سدة الحكم، بينما يكشفون عن وجوههم القبيحة ما أن تُمس “زعامته” بكلمة أو صورة.

بعد صدور العدد الماضي كان فريق “يورو تايمز” في مقر السفارة العراقية في السويد لتغطية إجتماع ممثلي الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني العراقية بخصوص معركة الموصل، وما ان إنقضى الاجتماع حتى وقف احد أتابع المالكي “الصغار”، مطالباً السفير العراقي بمنع دخول الصحيفة الى مقر السفارة العراقية ، لانها طعنت بواحد من “رموز العراق” بحسب قوله. وأعتبر ان دخول نسخ من الصحيفة الى السفارة بمثابة خرق أمني كبير ؟! ثم قام بعض من المستفيدين من أتباع المالكي بمهاجمة كادر الصحيفة وتوجيه الاتهامات المضحكة المبكية لهم ، على ذات الطريقة التي يتبعونها في العراق لاسكات أي صوت معارض لسيدهم وولي نعمتهم.

في ذات اليوم كانت جماهير كربلاء طردت سيد هؤلاء الصغار الذين جاء بعضهم الى السويد طالباً اللجوء بملفات وهمية وكاذبة، ويتحايلون على دوائر الرعايا الاجتماعية للحصول على المساعدات من أموال دافعي الضرائب السويديين، بينما قام المالكي وحزبه بتعيين أغلبهم بوظائف “فضائية” وهمية في العراق ، وتصلهم الرواتب الى السويد، بينما يعاني ملايين من العراقيين من العوز والبطالة ؟!

والمفارقة ان كثير ممن يمجدون ويطبلون للمالكي في السويد، كانوا قد طلبوا اللجوء السياسي في وقت حكم المالكي ؟! وقدموا معلومات مضللة ومزيفة للسلطات السويدية. ثم بدأوا يمثلون المالكي وحزبه في السويد، ويسافرون سراً الى العراق ، بينما تمنع القوانين السويدية اللاجئين السياسيين من السفر للبلد الذي هربوا منه ؟!

ومشكلة أتباع المالكي بالذات أنهم مرتزقة يعتاشون على ما يقدمه لهم سيدهم، ولا اخلاق ولا مبادئ لهم، حتى إنهم يحاربون رئيس الوزراء الحالي الذي جاء من حزب المالكي ذاته، لان مصالحهم تضررت بغياب سيدهم الاوحد !!

المصيبة في حادثة السفارة ان هؤلاء رغم مضي سنوات على وجودهم في السويد يعتقدون ان إسلوب الترهيب والبلطجة والتخوين والكواتم التي يستخدمونها في العراق يمكن ان تنجح في السويد أيضا ؟! ويعتقدون ان مؤسسة صحفية سويدية ناطقة بالعربية يمكن ان تخضع لتهديداتهم وإبتزازهم ؟! 

وهنا يجب ان أقول لهم إنكم أخطأتم العنوان .. فلسنا نحن من نخضع لتهديداتكم، وانتم أصغر من أن تتمكنوا من إسكات صوتنا أو عملنا الاعلامي الحر في بلد علم العالم الديمقراطية، وشرع أول الدساتير التي تصون حرية الاعلام ..

عليكم ان تعلموا ان زمن سيدكم قد إنتهى حتى في العراق، ويكفيكم ان تتذكروا كيف طرده أبناء الجنوب العراقي من محافظاتهم، وطاردوه حتى عاد هارباً الى مخبأه في المنطقة الخضراء. 

لذلك أقول : لن تقتلوا هادي المهدي مرتين ؟! لان دمه ما زال يطاردكم حتى في بلدان اللجوء ؟ 

وإن عدتم عدنا ..

 

لمراسلة الكاتب : dr_ali@europressarabia.com

 
زر الذهاب إلى الأعلى