ممرض ألماني يقتل 90 مريضاً بسبب “الملل”
أرقام الوفيات
وذكرت صحيفة "هت لاتسته نيوز" الفلمنكية على موقعها الألكتروني اليوم، أن مسرح كل هذه الجرائم كان في قسم الطوارئ بمشفى قريب من مدينة بريمن الألمانية، حيث توفي ما يقرب من 200 مريض في الفترة من 2003 و2005، وهو رقم كبير يكاد يكون مضاعفاً لعدد حالات الوفيات التي شهدها القسم ذاته خلال السنوات الأسبق، هذا الارتفاع المريب في وفيات المرضى أقلق إدارة المشفى، ودفعها إلى التحقق في الأمر، دون الوصول إلى أية نتائج تزيل الغموض العجيب المحيط بكل هذه الوفيات غير المفهومة، حتى يوم 22 يونيو (حزيران) 2005، والذي شهد العثور على أول خيط أكبر جريمة تمت في عصرنا الحالي.
الصدفة
في ذلك اليوم كانت إحدى الممرضات تمر في ممرات المشفى، حين شاهدت بالمصادفة زميلها الممرض "نيلس ه." وهو يحقن إحدى مريضات السرطان بكمية ضخمة وغير معتادة من أدوية القلب، وكادت المريضة (63 عاماً) تفقد حياتها لولا دخول الممرضة، والتي سارعت على الفور بالإبلاغ عن زميلها لدى الشرطة وإنقاذ المريضة في آخر لحظة.
إيقاف عن العمل
المدهش في الأمر أن الشرطة لم تفعل شيئاً حيال الممرض القاتل، بل تم تسريحه من المشفى الذي ضبط بارتكاب جريمته فيه، مع عقوبة بسيطة وهي إيقافه عن العمل لمدة 5 سنوات، ولم يستسلم الممرض لهذه العقوبة، بل حارب قرار إيقافه وانتصرت له المحكمة، وتم نقله ليعمل بمشفى آخر!
رفات الموتى
وفي المشفى الجديد لم تثر أفعال الممرض أياً من زملائه في العمل، واستمر يعمل في موقعه الجديد دون أن يكتشف أمره، حتى 2008 حين قدم للمحاكمة بتهمة الشروع في قتل مريضة السرطان في مشفاه القديم، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات ونصف، ولكن أثناء المحاكمة خرجت الملفات القديمة كلها إلى النور، وكشفت التحقيقات عن وقوف الممرض وراء لغز ارتفاع الوفيات في مشفاه القديم، وعلى الرغم من فتح ملفات عشرات المرضى الذين لقوا حتفهم في الفترة من 2003 إلى 2005 بالمشفى، بحثاً عن وسيلة لفحص رفاتهم، توصل المحققون إلى قبور 5 منهم وتم أخذ عينات من رفاتهم، وحين وضعت تحت الفحص الطبي الشامل عثر الأطباء على السر الذي غاب عنهم كل هذه السنوات، جميع الفحوصات أكدت أن الموتى الخمسة قتلوا نتيجة حقنهم بنفس المادة التي ضبط بها نيلس ه، حين دخلت عليه زميلته الغرفة يوم 22 يونيو (حزيران) 2005.
الطبيب النفسي
في هذه الأثناء كان المجرم داخل السجن يقضي عقوبة السنوات السبع التي نالها من القضاء، وفي 2014 قدمت بحقه شكاوى قضائية أخرى تتهمه بقتل 5 مرضى بالطريقة ذاتها، وأنكر الممرض التهم الجديدة لتغلق القضية من جديد.
وفي يناير (كانون الثاني) 2015، عينت المحكمة طبيباً نفسياً لمتابعة حالة الممرض من داخل سجنه، وفي حديثه مع الطبيب النفسي، اعترف الممرض بكل شيء "لم أكن أحصى المرضى الذين حقنتهم بهذه الجرعة القاتلة، ربما أكون قتلت ما يقرب من 90 مريضاً حتى دخولي السجن، كنت أمل سريعاً من شكاوى المرضى، ولذلك كنت أتخلص منهم بهذه الطريقة".
24