آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: العالم بين جرائم امريكا وجرأة روسيا

اختارت الولايات المتحدة الامريكية وماتزال منهج العدوان على شعوب ودول كثيرة واحتلالها وتدميرها وقتل اهلها وبدون أية مسوغات قانونية او شرعية،ولعل احتلال العراق من قبل امريكا وبريطانيا يمثل واحدة من اسوء الظواهر العدوانية الصارخة في عصرنا الراهن مسبوقة بفرض حصار بشع لم يشهد له التاريخ الانساني من قبل،وحتى ماحدث بين روسيا واوكرانيا سنجد ان ورائها تدليسات امريكا وبريطانيا وهما من ورطا حكومة اوكرانيا بتنفيذ مخططات اعتبرتها موسكو تهديد للامن القومي الروسي وهي محقة بذلك.
امريكا وبريطانيا حشدتا كل امكانات مطابخهما الدعائية لشيطنة الدولة الروسية وقيادتها ونستا هاتان الدولتان المارقتان او تناستا عن عمد ماقامتا به من جرائم بحق شعوب العالم،ولعل الرد القوي من مندوب روسيا بمجلس الامن للمندوب الامريكى خير مثال حيث منع الفيتو الروسي صدور مشروع قرار لمجلس الأمن يقضى بإدانة التدخل الروسي في ” أوكرانيا حيث علق ” المندوب الدائم لروسيا في مجلس الأمن ” فاسيلي نيبينزيا ” وهو رئيس المجلس في هذه الدورة قائلا لزميلته المندوبة الأمريكية : من الصعب علينا منافسة الولايات المتحدة في غزو الدول المجاورة ولن أقوم هنا بسرد قائمة الاعتداءات التي ارتكبتها الولايات المتحدة خلال تاريخها وقال لها هل يحق لكم قراءة دروس في الأخلاق علينا …..؟.

رغم أنه لم يمر من عمر الولايات المتحدة الأمريكية غير حوالي 250 سنة فقط الا أنها قد قضت 93% من عمرها بما يعني 222 سنة في الحروب المختلفة على الدول الأخرى و أحتلالها في كافة أنحاء العالم…أكثر من 90 حربا و عدوانا منها جرائم حرب مما يدل علي أنها أحط و أشرس دولة مارقة قامت عبر التاريخ فبصماتها الاجرامية لم تنافسها بها الا ربيباتها بريطانيا وفرنسا ،فمنذ عام 1833 بدأت اعمالها العدوانية ضد الشعوب الاخرى ناهيك عن ابادة الملايين من الهنود الحمر سكان امريكا الاصليين فعندما جاء الأوروبيون إلى ما يعرف الآن بالولايات المتحدة حيث نشروا الأمراض، والخمور القوية وما يقارب 300 عام من الحروب المستمرة قلّصت اعدادهم إلى مجموعات صغيرة جدا،كما اغتصبت ولايات كثيرة من المكسيك!!!!
وما إن إنتهت الحرب العالمية ارتكبت امريكا واحدة من اكبر جرائمها عندما قصفت هيروشيما و ناجازاكي في اليابان. فقد حوالي 220 ألف شخص حياتهم نتيجة لإلقاء القنبلة الذرية و أكثر من 100 الف شخص قُتلو خلال القصف مباشرةً و الباقي فقدوا حياتهم في آوخر عام 1945 نتيجة للإشعاعات الضارة التي أُصيبوا بها،وتأثير هذه الاشعاعات مازال مستمرا لحد الان.
في عام 1965زجت عقيدة العدوان المتأصلة في عقول وقلوب صناع السياسة الأمريكية بجيش الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام التي مارس فيها الجيش الأمريكي أبشع الجرائم ليس ضد الإنسانية وحدها وإنما ضد النبات والحيوان عندما انهمرت السموم الأمريكية من الطائرات الأمريكية لتهلك الحرث والزرع والحيوان فوق كل الأرض الفيتنامية وتنتهي الحرب في عام 1975م رغم كل أسلحة أمريكا ووحشية جيشها بهزيمة تاريخية لهم.
ونال العراق حصة كبيرة من الغطرسة والعدوان الامريكي فقد ساعدت امريكا وبريطانيا وفرنسا على ازاحة شاه ايران ونصبوا الخميني الذي اشعل منذ مجيئه المنطقة بالحروب والصراعات لاسيما الطائفية بالتنسيق والتخادم مع حليفتهم (اسرائيل) فكان العدوان على العراق في 4/9/1980،في حرب خططوا لها ان تستمر لثمان سنوات، وعندما انتصر العراق زجوه بحرب اخرى قادتها امريكا الشر ومعها اكثر من ثلاثين دوله عدوانية في 1991 مع فرض حصار جائر تسبب بكم هائل من الكوارث على شعبه،
ولا ننسى الحرب ضد يوغوسلافيا تحت غطاء حلف شمال الاطلسي الناتو، واستمر القصف 78 يوما، وأنهارت وتفككت يوغوسلافيا ثم الهجوم على أفغانستان واحتلالها تحت ذريعة مطاردة تنظيم القاعدة،حيث تبين لاحقاً أن أمريكا هي من جهزت وشكلت القاعدة،وهي من خططت ونفذت احداث ايلول ثم الهجوم على العراق وأحتلاله دون تفويض من الأمم المتحدة والهجوم على ليبيا بعد قيام الثورة فيها و الإطاحة بالقذافي والدعم الرسمي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا،تحت مبرر مقاتله داعش وتمكين الفرس الصفويين من بلادالرافدين. اعلان القدس عاصمه للكيان الصهيوني واكتشاف اسلحه مهربه للحوثيين في سفن الاغاثه.

ان الواضح مما يجري في العالم من احداث ساخنة تنذر بعواقب كارثية،ان القوى الامبريالية الاستعمارية الغربية تعمل وتنفذ خطوات منتظمه وليس كرد فعل على الخطوة الروسية أي ان هناك خطه مرسومه سلفا،وعلى سبيل المثال لا الحصر ،لو اراد الغرب ضم اوكرانيا الى حلف الناتو لفعلها من اليوم الذي دمرت فيه اسلحتها الستراتيجية النووية والقاذفات والصواريخ العابرة القارات كما فعل مع دول البلطيق، الا ان امريكا ومن خلفها ذيولها في الغرب ورطوا اوكرانيا بمعاداتها للدب الروسي معولين على ردود افعال القياده الروسيه فيتخذوها ذريعه لجر روسيا لحرب قد تتحول الى عالمية لن تبقي ولن تذر،وسيكون حصادها وخسائرها البشرية غير مسبوقة.
هذه العوارض أو الأعراض لو تمت الموافقة على هذا المشروع الامريكي البريطاني على حاله لأصبحت العقوبات المفروضة على روسيا كلها مشروعة طبقًا للميثاق أما الآن فهذه العقوبات وكأنها السطو والسرقة لأموال وودائع الدول والشعوب كما كان مع مصر أيام تأميم قناة السويس ومع ليبيا ومع العراق حينما اغتصبت الولايات المتحدة دولة عضو في الأمم المتحدة وقتل شعبها وقتل نظامها الوطني وأصبح العراق عبارة عن مجموعة قواعد أمريكية والنفط يسرق وووو …. الكلام الأكثر أهمية أنه يحق لروسيا وزعيمها وحكومتها أن توجه تحذيرها للأمريكان والأوربيين بالكف عن هذا العبث الذي يهدف إلى التدمير الشامل للاقتصاد والشعب في روسيا وإذا لم يعد لهم رشدهم فأن لروسيا بعد ان تجمدت أموالها لديكم سيكون من حقها التدمير الشامل لاقتصادكم ولشعوبكم والواضح ان الغرب يسعى للمواجهه اكثر مما يسعى لها بوتين…. هذا هو العدل هذا هو الحق وعلى الغرب الامريكي ان يتوقعوا أن تكون النتائج كارثية على الجميع فهم من بدأؤ وعليهم ستدور الدوائر ،وسيكون حصاد ماخطط له الغرب وخسائره البشرية غير مسبوق، فالكل يعلم ان حروب الاقتصاد هي من تحرك الشهوات والمؤامرات ليس ضد روسيا فقط ولكن ضد كل من يمتلك الثروات ويريد استثمارها لمصلحة شعوبهم.

العراق مازال تحت العقوبات
امريكا وبريطانيا وحلفائهما لايريدون للعراق ان يخرج من سطوة الفصل السابع ووفقاً للقرار الذي صدر فترة من مجلس الامن ،وهلل وطبل له بعض المغفلين كان المفروض ان يكون واضحا مثلما تم التآمر على العراق ووُضِعَه تحت الفصل السابع بموجب قرار صريح و واضح ،كان يجب ان يكون خروجه من احكام الفصل السابع ،بموجب قرار واضح و صريح ايضاً ،ولكن الشكوك تراودنا كعراقيين خبرنا الخطط العدائية والحقد الامريكي على العراق حول موقف الولايات المتحدة الراغب بأستمرار بقائه تحت عقوبات الفصل السابع ،وخاضعاً للقيود المالية والنقدية و السياسيّة . لاسيما بأنَّ القرار رقم ٦٦٠ والصادر في ١٩٩٠/٨/٢ ، نصّ على ان العراق يشكّل خطراً على الامن و السلم العالميّن وهذا ما تتذرع به امريكا لاسيما عبارة ” تهديد العراق للامن و السلم العالميّن ” والادعاء بأنَّ وضع العراق لا يزال يشكل تهديد للأمن و السلم العالميّن لتعطيل خروجه تماماً من الفصل السابع ، واستمرار ممارسة دور الوصاية والتدخل بغطاء القرار الاممي علما ان كل ماحدث ويحدث هوبسبب الاحتلال الامريكي البريطاني الفارسي للعراق.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل بالضرورة يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى