ثقافة

قراءة في كتاب اجهزة استخبارات اوروبا في مواجهة خلايا داعش 2017

قراءة في كتاب اجهزة استخبارات اوروبا في مواجهة خلايا داعش 
(ترهل اجهزة إستخبارات اوروبا) للباحث جاسم محمد

European Intelligence Agencies Facing the “IS” Cells
Flabbiness of European Intelligence Agencies

تناول الكاتب قضية نشاط خلايا تنظيم داعش والجماعات المتطرفة في اوروبا، وإستراتيجة مواجهتها من قبل اجهزة الامن والاستخبارات الاوروبية في اربغ ابواب:

الباب الاول : اجهزة الاستخبارات الاوروبية، ثغرات امنية واخفاقات

ناقش الكاتب قدرات وامكانيات اجهزة الاستخبارات الاوروبية خاصة الاستخبارات البلجيكية التي وصفت بانها الحلقة الاضعف في دول اوروبا وربما يعود ذلك الى التركيبة الديموغرافية والتعقيد السياسي في بلد مثل بلجيكا، والاخفاقات عند الاستخبارات الفرنسية، بفشلها بالكشف عن عمليات محتملة وب تعاملها مع المعلومات، بالاضافة الى النقص في الموارد البشرية والتمويل. ماعدا ذلك اعتمدت فرنسا مواجهة الارهاب بالطرق الصلبة عسكريا بتمديد حالة الطواريء ونشر القوات اكثر من اعتمادها  المعلومات والبيانات. اما الاستخبارات الالمانية والبريطانية، فيبدو انهما افضل حال مقارنة مع استخبارات دول اوروبا الاخرى، كونهما حافظتا على فرض الامن، ماعدا عمليات محدودة منفردة ، لم تؤثر كثيرا على رصيدهما.

لقد ادركت استخبارات دول اوروبا، بأنها امام تحدي كبير خارج قدراتها، واكتشفت بوجود ثغرات امنية تتعلق داخليا، في العلاقة والتنسيق بين اجهزة الاستخبارات والشرطة ضمن الدولة الواحدة، وكذلك بالتعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات داخل دول الاتحاد الاوروبي، بسبب عدم وجود ثقة بين الاطراف. لذا فشلت هذه الدول بأنشاء جهاز استخباراتي موحد. يبدو ان اجهزة اوروبا تعاني الكثير من الترهل وربما تحتاج بضعة سنوات للنهوض بقدراتها واعادة سياساتها.

الباب الثاني: خلايا داعش النائمة في اوروبا

ناقش الكاتب الخلايا النائمة لتنظيم داعش وكيفية ادارتها وعلاقاته التنظيمية الخيطية، وكشف الكاتب ولاول مرة علاقات هذه الخلايا المنفردة بمكتب الاستخبارات والامن في التنظيم والتي تدار بشكل مباشر من قبل مكتب عمليات خارجية، سميت باللجنة الرباعية تدار من على الاراضي التركية. وتناول الكاتب إستراتيجية تنظيم داعش، بالتحول الى تنفيذ عمليات في اوروبا، امام خسارته في معاقله في سوريا والعراق وليبيا، وشرح الاختلاف والخلط مابين خلايا منفردة مرتبطة بالتنظيم ومابين الذئاب المنفردة. واكد الكاتب بان مايحصل في اوروبا هو خلايا مرتبطة بالتنظيم، لكنها على غرار الذئاب المنفردة وهذا ماحصل في فرنسا وبلجيكا والمانيا وبريطانيا.

ولفت الكاتب الى نقطة هامة وهو، استغلال التنظيم نمط جديد اطلق عليه” الجهاد الاكتئابي”، اي بدأ التنظيم بتجنيد اشخاص يعانون من الاضطراب النفسي واصحاب السوابق الجنائية لتنفيذ عمليات انتحارية، والابتعاد عن الجماعات الاسلاموية المتطرفة، كون تلك الجماعات ربما تكون بعيدة عن رادار اجهزة الاستخبارات والشرطة. وهنا يكمن استثمار داعش هؤلاء الاشخاص حيث يحولهم من السجل الجنائي الى سجل الارهاب المنظم، بسبب ماتملكه هذه الجماعات من خبرات بالافلات من المراقبة والرصد.

الباب الثالث : تسرب عناصر داعش ضمن موجات اللاجئين في اوروبا

استعرض الكاتب، موجات اللاجئين والهجرة غير الشرعية التي ضربت اوروبا خلال عام 2015 و 2016، وكشف تفاصيل تسلل اعداد من خلايا داعش مع موجات الاجئينن والتي قدرت ب 1400 عنصر من تنظيم داعش. واكد الكاتب على ضرورة التفريق مابين اللاجئين اللذين هربوا من مناطق النزاع والمندسين من تنظيم داعش وشدد على عدم  التعميم وعدم وضع اللاجئين في دائرة الشبهات. ماعدا ذلك انتقد جاسم محمد الطريقة التي تتعامل بها اجهزة اوروبا في استقبال اللاجئين، وذكر بان بعض الثغرات الامنية في دول اوروبا تتعلق بأجرائات اللجوء والهجرة عند الدوائر المعنية. ويقول جاسم محمد بان التاخر في الاجرائات، يعطي الوقت  الى عناصر داعش لتنفيذ عمليات انتحارية، وفي نفس الوقت ممكن ان يتحول اعداد من الشباب الى التطرف بسبب احباط، وتحرك جماعات اسلاموية متطرفة عليهم داخل نزل اللاجئين.

الباب الرابع : إستراتيجية داعش الجديدة وانكساره

تناول الكاتب العمليات العسكرية التي تدار ضد تنظيم داعش في معاقله في العراق وسوريا وربما في ليبيا، ونجاح قوات التحالف خلال الاشهر الاخيرة باصطياد رؤوس تنظيم داعش خاصة من قيادات الخط الثاني وقادة ميدانيين في التنظيم. وناقش الكاتب تواري زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي عن الانظار، ويؤكد الكاتب بان ابو بكر البغدادي لايدير التنظيم وهو زعيم ظل، ويستبعد ان يكون يكون متواجدا في معاقله في سوريا والعراق. وشدد الكاتب على ان التنظيم يبقى” فكرة وعقيدة” ضمن ايدلوجية التنظيم ، وان التنظيم ممكن اضعافه عسكريا وربما القضاء عليه في معاقله، لكن يبقى “فكر متشطي” والعودة الى”الكر والفر”.
وشدد الكاتب على  فكرة مواجهة الارهاب جذريا، اي ايجاد حل سياسي في مناطق النزاع خاصة سوريا، وهذا من شأنه ان يضع حد الى الجماعات المتطرفة في المنطقة وفي اوربا والعالم. وان الخيار العسكري وحده غير كافي مالم يكن هناك حل سياسي وتنفيذ حزمة اجرائات غير صلبة في محاربة الارهاب فكريا واجتماعيا. التنظيم لايوجد له بنى تحتية  ثابته في معاقله، ماعدا البنى الادارية في ادارة المدن و”الولايات” اما قيادات التنظيم الاستراتيجية فهي في الغالب غير موجودة في معاقله وتتحرك وتتنقل كثيرا، فالقضاء على التنظيم في معاقله لا يعني القضاء على التنظيم، مانحتاجه هو حل سياسي في سوريا على وجه التحديد، ووضع استراتيجية واضحة وليس ردود افعال لمحاربة التنظيم والتطرف.

التنظيم يعتبر منظومة عسكرية استخباراتية على غرار مخابرات الانظمة الشمولية، تتحرك وتنفذ عملياتها، استخباراتيا، اكثر ما تكون جماعة متطرفة، وهذه الميول سوف تظهر اكثر مع تصاعد الضغوطات على معاقلة.

زر الذهاب إلى الأعلى